هل تحتاج زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني د.محمد اشتيه الى غزة لقرار سياسي؟ الإجابة نعم , ولكن هذا لا يعني أن لا يأتي الى غزة , فيجب أن يبادر د.اشتيه بالقدوم الى غزة وذلك بموجب الصلاحيات الممنوحة له كرئيس للوزراء في مجال إدارة مؤسسات الدولة ككل , وبعيداً عن الخلافات السياسية , فيجب أن يكون له دوراً هاماً وفعالاً كحكومة بما يجري الآن في البلاد بعد ظهور وباء كورونا , فالدور هنا ليس فقط في الإجراءات الوقائية , إنما الدور في توحيد الوطن , فالعالم اليوم يعيش في ظروف إستثنائية وسط حالة طوارئ مشددة , فهو تاركاً خلفه كل الصراعات السياسية , ونحن اليوم كفلسطينيين جزءاً من هذا العالم , وحتى الإحتلال اليوم يشارك الفلسطينيين في الحرب على كورونا , فبالأمس قررت إسرائيل الإفراج عن 120 مليون شيكل من مستحقات السلطة المحجوزة منذ فترة بهدف محاربة كورونا , وهذا بالإضافة الى أنها سمحت بإدخال أجهزة وعقاقير فحص كورونا الى غزة , والتنسيق الإداري الكامل مع غزة والضفة , وبالإضافة الى طرح وزير إسرائيلي سابق في مقالة له أن يكون هناك تحالف كومفدرالي بين إسرائيل وفلسطين بهدف محاربة كورونا , وقبل ذلك إتصل رئيس الدولة في إسرائيل بأبو مازن ليؤكد إستعداده للتعاون التام في محاربة كورونا... وبعد كل هذه المبادرات التي قدمها الإحتلال بهدف التحالف معنا كفلسطينيين لمحاربة كورونا , أفليس نحن أولى أن نقدم هذه المبادرات كي نواجه كورونا سوياً وبعيداً عن كل الخلافات السياسية .

إنني وبإسم الشعب الفلسطيني العظيم , وبصفتي المهنية والتي تحتم علي أن أكتب ما أراه خيراً لهذا الوطن والذي أنتمي إليه , أطالب رئيس الوزراء د.محمد اشتيه أن يأتي الى غزة فوراً , وبرفقة وزيرة الصحة د. مي كيلة , لكي نكون معاً وسوياً وجنباً الى جنب في مواجهة وباء كورونا , مع تأكيدي بأن حركة حماس لم تمانع هذه الزيارة في هذه الظروف الصعبة , ومع تأكيدي أيضاً أن القيادة السياسية الفلسطينية لم تمانع هذه الزيارة في حال بادر إليها د.اشتيه , فالمبادرة هي سيدة الموقف , فإذا نجحت المبادرة نستطيع أن نقول أننا كسرنا حاجز الإنقسام .

وفي حال نجحت المبادرة وتمت الزيارة , فالمطلوب من الحكومة أن تفعل الخطوات التالية :

من المفترض أن يتم تشكيل حكومة وحدة أو حكومة طوارئ أو حكومة إنقاذ , ولكن هذا سيستنزف الوقت والمال والجهد في ظل وباء كورونا , فيجب أن تشكل لجنة وزارية عامة من جميع التخصصات ومن جميع المحافظات الشمالية والجنوبية , لإدارة ومتابعة جميع مؤسسات الدولة مهنياً في ظل حال طوارئ مشددة .

يجب أن تتكون اللجنة الوزارية العليا من وكلاء وزارة ومدراء عامون مهنيين , وذلك من حكومة غزة وحكومة الضفة , وتعمل هذه اللجنة بموجب صلاحيات الحكومة وبشكل موحد جغرافياً ومهنياً .

يجب عودة جميع موظفين وزارة الصحة والخدمات الطبية المستنكفين في غزة على رأس عملهم , ودمجهم في برنامج الطوارئ وتحت إشراف اللجنة العليا .

يجب الإتفاق على عودة موظفين جهازي الشرطة والدفاع المدني وباقي الوزارات الخدماتية الى عملهم , ودمجهم مع موظفين غزة بعيداً عن الحزبية , وذلك بعد إنجاز الملفات الأولى كما أسلفت وهي تشكيل اللجنة العليا وعودة موظفين الصحة بشكل عاجل .

يجب على اللجنة الحكومية المشتركة العليا أن تشرف وبموجب صلاحيات الحكومة المهنية على إدارة الأموال العامة وموازنة الدولة , سواء الدخل الذاتي في غزة والضفة , أو الأموال المقدمة كدعم ومساعدة للشعب الفلسطيني , وذلك بما يخدم برنامج الطوارئ .

يجب على الحكومة أن تساوي بين غزة والضفة بما يخص رواتب الموظفين العموميين , وصرف جزء من مستحقاتهم المتراكمة في ظل هذه الظروف الصعبة , وأيضاً المساوات بين وزرات الضفة وغزة بما يخص الموازنة التشغيلية للوزارات , وذلك سيؤدي الى سهول العمل المشترك وعملية الدمج بين الموظفين .

ما ذكرت أعلاه هو بعض الإنجازات التي من الممكن أن تقوم بها حكومة اشتيه في حال قدومها الى غزة ومباشرة عملها , وبإمكانها فعل أكثر من ذلك بالطبع لو توفرت النية والمبادرة , وهذا بحد ذاته يعني إنهاء الإنقسام تدريجياً , والقضاء عليه تماماً فيما بعد .

أرجو أن تصل رسالتي الى رئيس الوزراء د.محمد اشتيه , وأرجو أن يأخذها على محمل الجد ويعمل بها , فالوضع الآن لا يحتمل التردد أو التأجيل .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد