كيف تنظر السلطة الفلسطينية إلى نتائج الانتخابات الإسرائيلية؟

غزة / خاص سوا/ أغلقت مراكز الاقتراع الإسرائيلية فجر اليوم الأربعاء أبوابها وبدأت التسريبات حول النتائج الأولية للانتخابات التي جرت في جو شهد منافسة قوية بين الأحزاب الإسرائيلية المختلفة وفي مقدمتها المعسكر الصهيوني برئاسة "هرتصوغ ليفني" واليمين برئاسة "نتنياهو".


السلطة الفلسطينية أكثر الأطراف التي تترقب نتائج تلك الانتخابات وتنظر باهتمام كبير لما ستفرزه من قيادة خلال السنوات المقبلة وإن كانت المؤشرات الأولية ترجح كفة اليمين من جديد، ولم تخفي السلطة أمانيها في أن يصعد اليسار الإسرائيلي إلى سدة الحكم بدل اليمين المتطرف الذي شدد الخناق عليها اقتصادياً خلال الأشهر الأخيرة.


نتائج أولية


وأظهرت نتائج فرز 99% من أصوات الناخبين فوز عريض لحزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو بتحقيق 29 مقعدا في الكنيست العشرين، ما يمهد الطريق له لتشكيل حكومة ائتلافية تمنحه قيادة اسرائيل في ولاية رابعة.


فبعد نشر العينات التلفزيونية ليلة أمس والتي أظهرت شبه تعادل بين حزب "الليكود" والمعسكر الصهيوني بدأت عملية فرز الأصوات والنتائج الحقيقية، لتظهر مع ساعات صباح اليوم الاربعاء النتائج شبة الحقيقية بعد فرز 99% من الأصوات ، لتمنح نتنياهو فوزا كبيرا بحصول حزبه على 29 مقعدا، في حين حقق المعسكر الصهيوني 24 مقعدا وجاءت القائمة المشتركة ثالثة بحصولها على 14 مقعدا.


في حين حصل حزب "يوجد مستقبل" بزعامة يائير لبيد على 11 مقعدا وحزب "كولانو" بزعامة موشيه كحلون على 10 مقاعد ، وحصل حزب "البيت اليهودي" بزعامة نفتالي بينت على 8 مقاعد، وحركة "شاس" بزعامة ارئية درعي على 7 مقاعد وكذلك الحال مع حزب المتدينين الغربيين "يهودات هتوارة" ، في حين حصل حزب "اسرائيل بيتنا" بزعامة ليبرمان على 6 مقاعد وحزب "ميرتس" على 4 مقاعد، ولم يستطع حزب ايشاي مارزيل "ياحد" تجاوز نسبة الحسم .


اهتمام وترقب


أمين سر المجلس الثوري في حركة فتح "أمين مقبول" أوضح أن السلطة الفلسطينية وحركة فتح تنظران باهتمام بالغ وبحالة من الترقب للانتخابات البرلمانية الإسرائيلية التي انتهت فجر اليوم.


وبين مقبول في حديث خاص مع وكالة (سوا) الإخبارية صباح اليوم الأربعاء، أن الفلسطينيين بشكل عام ينظرون إلى الأطراف الإسرائيلية المتنافسة بنظره واحدة، في أن لهم مواقف غير متطابقة من طموحات الفلسطينيين.


ولكنه شدد على أن الموقف السياسي للسلطة الفلسطينية هو نظرتهم بأن يتولى مقاليد الأمور الأقل تطرفاً والأقل عدوانية، على عكس حالة العداء والصدام والتضييق الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية الحالية.


وحول توقعاتهم حول إفراج الحكومة الإسرائيلية عن أموال الضرائب الفلسطينية وتخفيف الضغوط الاقتصادية، ربط مقبول ذلك بنتائج الانتخابات والتي ستظهر إلى أين تذهب الأمور مع السلطات الإسرائيلية.


لا فرق بينهم


من جانبه، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة "رياض العيلة" أنه لا فرق بين المعسكرين المتنافسين في الانتخابات الإسرائيلية سواء كان المعسكر الصهيوني برئاسة حزب العمل أو اليمين برئاسة الليكود.


وأشار العيلة في حديث مع وكالة (سوا) الإخبارية صباح اليوم الأربعاء، إلى أن السلطة تفضل المعسكر الصهيوني الذي وقعت معه غالبية الاتفاقيات السابقة في عملية السلام، موضحاً أن إغلاق الصناديق وإعلان النتائج سيظهر إذا كان الحزب الفائز مع السلام والمفاوضات أو عكس ذلك.


ولفت إلى أن الدعاية الإسرائيلية التي كانت رائجة خلال أيام لا يمكن التعويل عليها والتي صبت جميعها في خانة الانتقام من الفلسطينيين من أجل حصد أكبر قدر من أصوات الناخبين.


الإفراج عن الأموال


أما في قضية تخفيف الضغط الاقتصادي والإفراج عن أموال السلطة، شدد العيلة على أنه ليس من مصلحة اليمين أو اليسار الإسرائيلي أن تنهار السلطة الفلسطينية أو يتم حلها، فكل ما حدث في هذا الاطار هو ضغوطات تمارس على السلطة لجلب الناخب الإسرائيلي.


وفي قضية المفاوضات السياسية، أوضح أن السلطة الفلسطينية ترى أن المفاوضات أمر لا مفر منه ما دام أنها تقوم على أساس "التبادل المصلحي" بين الفلسطينيين والإسرائيليين.


خوف من وصول اليمين


فيما توافق المحلل السياسي "حسام الدجني" مع سابقه في أن السلطة الفلسطينية تنظر إلى الانتخابات الإسرائيلية باهتمام كبير، وتأمل أن يصل اليسار الإسرائيلي بزعامة "ليفني هرتصوغ" إلى قمة الحكم، وذلك لأن وصول اليمين من جديد للحكم سيأزم الأمور مع السلطة الفلسطينية.


ولفت الدجني في حديث مع وكالة (سوا) الإخبارية، إلى أن كلا المعسكرين اليمين واليسار ينظران بنظرة واحدة إلى الحقوق الفلسطينية فكلاهما يتفقان على أن القدس موحدة وعاصمة لإسرائيل، كذلك نظرتهم لفلسطيني الـ 48، واختلافاهما في بعض القضايا البسيطة الداخلية والخارجية.


وتوقع المحلل السياسي أنه في حال فوز اليسار الإسرائيلي سيقدم في أولى خطواته على الإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية، وذلك كخطوة استباقية لاجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والذي سيعقد غداً الخميس ويناقش قضية وقف التنسيق الأمني.


وبين أن ما يعزز ذلك هو تفكير السلطة الجدي في الصندوق الدوار والذي تقوم بموجبه السلطة باقتراض الأموال من الاتحاد الأوروبي على أن تقوم بسدادها بعد إفراج إسرائيل عن أموال الضرائب.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد