منذ اللحظة الاولى لاكتشاف الفايروس اصبح الوضع ينذر بالخطر باعتبار أن الامر ليس سهلا او لعبة او مادة اعلامية أو نكتة للدعابة ، ولكن الكثير من الدول تعاملت بأستهانه حتى منظمة الصحة العالمية والمراكز البحثية الدولية لم تتعامل مع الوباء بجدية وترقبت تطوره في الصين وتناست بأن الصين هي واجهة التجارة العالمية لرجال الاعمال والتجار والزائرين اقتصادياً وسياحياً من جميع دول العالم حتى بدأ ينتشر بسرعة وأصبح لا قدرة للدول على مكافحته او تحمل نتائجه ، نعم المجتمعات المحلية تصرخ وتحمل حكوماتها مسؤولية الكارثة الوبائية التي حلت بالعديد من المجتمعات لعدم اتخاذ الاجراءات والتدابير الوقائية قبل استفحاله وأصبحت الجهات الرسمية الحكومية تستنجد بالمواطنين بأخذ الحيطة والحذر والالتزام بالمنازل كوقاية وحفظاً لماء الوجه ، والمجتمع الدولي الذي كان قبل ايام متحد ومتصالح مع نفسه في مؤامراتهم وتدمير الشعوب الضعيفة ، أصبحت تلك الدول غير قادرة على تقديم المساعدات أو حتى الارشادات الفاعلة لنفسها ، لأن الكل يعاني من نفس الازمة .
الحكومة الفلسطينية والمجتمع الفلسطيني الذي يفتقد الى البنية التحتية للمنظومة الصحية لمواجهة مثل هذه الاوبئة والأمراض بالإمكانيات المالية واللوجستية والفنية مقارنة مع الصين وأمريكيا وأوروبا ودول الخليج ودول ذات سيادة ومستقلة منذ عقود مضت ، ولسيطرة الاحتلال الاسرائيلي على ارضه وموارده والذي يتحمل المسؤولية الكاملة عما يحصل في الاراضي الفلسطينية لسيطرته على المعابر والحدود الدولية ، إلا ان اثبتت الحكومة الفلسطينية بمؤسساتها المدنية والصحية والأمنية وتكاتف المجتمع بمكوناته القطاعية دعمها لقرار الرئيس محمود عباس بإعلان الطوارئ ثاني دولة ومساندتها والتزامها لإجراءات رئيس الوزراء وتنفيذها ، والوعي للتحذيرات والإرشادات الصادرة من وزارة الصحة بأنها قادرة على المحاولات الناجحة بحدها الادنى في التصدي ومواجهة الفايروس لتعامل الطواقم الطبية وفروعها باحترافية عالية مع وباء خطر منتشر مثل كورونا الذي يهدد وجود كيانات سياسية واقتصادية كبيرة في العالم ، نعم دول العالم تحذوا خطى الصين العظمى وفلسطين الناشئة التي تحت الاحتلال في اعلان حالات الطوارئ واتخاذ اجراءات وقرارات للحفاظ على امن وسلامة مواطنيها بكافة المجالات كأمن صحي قومي في كافة محافظات الوطن عامة و بيت لحم خاصة ، وتنظر مجتمعات تلك الدول للقرارات بعين الرضا والتقدير حتى الاشادة من منظمات دولية وخاصة منظمة الصحة العالمية وحكومات دول متعددة حتى من المتآمرين والأعداء لقضيتنا ولوجودنا كشعب قبل فترة ليس ببعيدة .
وحسب الاحصائيات المتسارعة وتقارير منظمة الصحة العالمية باعتباره وباءً عالمياً ، وإعلان حالة الطوارئ والإجراءات التي بدأتها دول العالم باتخاذها على المستوى المحلي وتخصيص مئات المليارات الدولارات لمكافحة المرض كلا حسب امكانيات الدولة ، وتعامل الدول بحذر شديد في فتح الحدود البرية والبحرية وتعليق الرحلات الجوية لتطور الوباء وانتشاره في العالم الذي يتمدد بسرعة كبيرة لذلك أمامنا عدة خطوات كفلسطينيين للتغلب عليه بشكل نهائي:
ان يعتبر هذا الوباء في التعامل معه كأمن صحي قومي فلسطيني في محاربته والتعامل معه كتهديد حقيقي لمجتمعنا الفلسطيني اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً.
التقييد الكامل بإجراءات السلامة العامة وفق التعليمات الصادرة من جهات ذات الاختصاص ، وان يتحمل المواطن مسؤولية وجدية في التعامل مع هذا الوباء باتخاذ الوقاية منه كهدف للحفاظ على نفسه وأسرته ومحيطة الاجتماعي الخاص والعام.
ان تتحمل كافة المكونات والقطاعات مسؤولياتها كالعادة بتكثيف التنسيق وتعزيز التعاون مع الحكومة في وضع الخطط والسيناريوهات حسب ما تقتضيه تطورات الفايروس .
ان تشكل لجان تطوعية وتفعيل التكافل الاجتماعي الاقتصادي للمرحلة القادمة مع المؤسسات الرسمية الحكومية والجهات الفاعلة في المدن والبلدات والقرى والمخيمات ، وان تأخذ الاحتياطات اللازمة في التقشف المالي حسب التقارير الرسمية مستقبلا.
الاستمرار في التركيز الاعلامي وتسليط الضوء باللقاءات مع اصحاب الاختصاص فقط للحديث عن المخاطر والوقاية والإرشادات من الوباء والتقليل من البرامج الأخرى للقيام بحملات توعية في جميع المحافظات التي هي اهم عوامل مكافحة الوباء.
عمل نشرات توعية وإرشاد للعمال داخل الخط الاخضر للوقاية من الفايروس واتخاذ اجراءات السلامة العامة .
سجل المجتمع الفلسطيني كعادته موقفاً تاريخياً موحداً بتوحيد إرادته وصموده ومواجهته لهذا الفايروس والابتعاد عن الابتزاز بالموقف تحت مسمى نحن وهم بالعمل المؤسساتي والإنساني في التعامل مع صحة وحياة المواطنين من هذا الوباء.
أذن نحن امام امتحان كبير حكومة ومجتمع ومؤسسات وإفراد كبقية دول العالم الذي بدأ في إجراءاته الوقائية ، ولكن علينا جميعاً التعامل بحكمة وعقلانية بالالتزام والانضباط والتوقف عن الاستهتار لمكافحة هذا الوباء والتخلص منه بشكل عام ومدينة بيت لحم بشكل خاص لإعادة الحياة الى مدينة الحب والسلام ومهد السيد المسيح عليه السلام والى فلسطين عامة لمكافحة فايروس الاحتلال والانقسام ، فأنت ايها المواطن ليس ملكا لنفسك وإنما ملكاً لأسرتك ولعائلتك ومحيطك الاجتماعي المحلي والوطني فالتزم وحافظ عليهم فدرهم وقاية خير من قنطار علاج وحمى الله شعبنا .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية