"نوتة" أول كُتيب يوثق انتهاكات الاحتلال بحق الصحة الإنجابية

غزة / سوا/ هو ذلك الصوت المخيف حين تسمعه تمسك ببطنها سريعاً، هو كل الضربات العنيفة التي تخترق بقوتها أحشاء أم ضعيفة، هو الموت يحاصرها من كل صوب، هو ذلك الخوف الأسود يتربص بطفل لم يولد بعد، لم ير من الحياة سوى بؤسها، جنين ينتظر الموت قبل الحياة".

هذه العبارات نسجت لتعكس معاناة النساء خلال عدوان 2014 من العام الماضي، عبر كُتيب عُنون" نوتة" يضم في جنباته عشرة حكايات تعكس الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل بحق الصحة الإنجابية للنساء، صدر عن مركز صحة جباليا التابع لجمعية الهلال الأحمر لقطاع غزة في حفل نظم بمناسبة يوم المرأة العالمي في قاعة المؤتمرات في الجمعية .

وحضر الحفل الذي عقد احتفاء بإصدار هذا المنتج الثقافي الذي تُرجمت قصصه للغة الانجليزية ووزع خارج الوطن ل بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA، لفيف من الشخصيات الاعتبارية والثقافية وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني، والمهتمين .

عضو مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر توفيق أبو شومر أشار في كلمته أن هذا الكُتيب تضمن أبزر الإبداعات الرائعة لمجموعة من الصحفيات في قطاع غزة، ويُعد تحدي للتربة السوداء والأوضاع الصعبة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني، لنثبت للعالم بأن لدينا إلهاما وتفوقاً نشاطر فيه العالم في مسيرته الثقافية.

أضاف أن هذا الإصدار على الرغم من صغر حجمه، إلا أنه يُعبر عن صمودنا وحُبنا للحياة، على عكس ما يحاول المحتل أن يُروج بأن شعبنا لا يعرف شيئاً في الحياة سوى الموت. ليأتي هذا الكتيب ليفند بشكل قاطع هذه الادعاءات بأننا شعب ٌ مبدع ومحب للحياة ولديه المزيد من الإبداع والعطاء.

ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان أسامة أبو عيطة أشاد في كلمته بالدور المهم الذي يقوم به المجتمع المدني الفلسطيني لديمومة النضال والصمود على كافة الأصعدة والقضايا، مؤكداً التزام الصندوق بمواصلة دعم قضايا الصحة الإنجابية وتمكين المرأة وفق الإمكانيات المتاحة.

وهنأ المرأة الفلسطينية التي قطعت شوطاً كبيراً بالمقارنة بالحقب الماضي على طريق التطوير والتمكين وصولاً للعدالة الاجتماعية.

مديرة مركز صحة جباليا مريم شقورة قالت في كلمتها:" يأتي آذار هذا العام بحلة سوداء، على نسائنا بعد العدوان الإسرائيلي الذي لم ينته بعد، حيث ما زالت أصوات القصف تُلاحقنا وتحمل النساء بين طيات قلبها الوطن.

كما حيت شقورة نساء العالم عامة والمرأة الفلسطينية خاصة احتراماً لدورها المقدس وتصديها لأعتى احتلال في العالم. داعيةً إلى ضرورة الالتفاف حول نضال وعطاء المرأة بشكل دائم وألا يقتصر على فعاليات موسمية، فنحن بحاجة لاتخاذ قرارات عملية وإستراتيجية لتمكين النساء، موضحة أن كل قصة في الكتيب جسدت معاناة حقيقة للجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق النساء والأمومة الآمنة لتكون شاهدا على العصر وجرائم يجب أن يحاكم عليها مرتكبيها، موجهة شكرها الجزيل لكل من أسهم بانجاز هذه الكتيب.

فيما شكرت الدكتورة في النقد الأدبي مي نايف في كلمتها كل من ساهم في توثيق هذه القصص، بشكل أدبي يستطيع من خلاله كل قارئ أن يسمع النغمة التي يريدها ، معتبرة أن فن كتابة القصة الإنسانية هو أرقى فنون العمل الصحفي، والذي يتجه إليه العالم اليوم، بعيدا عن الطرق التقليدية في الكتابة.

وأشادت بمقدرة الصحفيات على سرد القصص بشكل منطقي وسلس يؤدي الغرض منه، والخاتمة التساؤلية التي تطلق العنان للقارئ للتفكير وت فتح أمامه آفاقا للبحث، معتبرةً أن غزة كنز للإبداع المتجدد.

الصحفية ميرفت أبو جامع حيت في كلمة المكرمات المرأة الفلسطينية في الشجاعية والزنة وخزاعة والشوكة والتفاح، التي سطرت بصمودها أجمل لوحات العطاء والفداء، موجهة شكرها لمركز صحة جباليا وصندوق الأمم المتحدة للسكان الذي أتاح للصحفيات الفرصة للكتابة حول الانتهاكات المتعلقة بالصحة الإنجابية، والتي أغفلها الإعلام خلال تغطيته للعدوان.

أوضحت أن توثيق هذه القصص هي بمثابة دليل وشاهد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المرأة الفلسطينية؛ والتي لا تقل أهمية عن جرائم القتل والتشريد القسري والهدم، فهي جرائم حرب كاملة الأركان يجب أن يحاكم عليها.

في نهاية الحفل وزعت الشهادات على الصحفيات اللواتي ساهمن في انجاز "نونة" تخلله معرض للتراث الوطني والمطرزات الفلسطينية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد