رئيس "الشاباك" الأسبق يتوقع مستقبل سيء لإسرائيل بسبب صفقة القرن
قال الرئيس الأسبق لجهاز "الشاباك" الإسرائيلي كارمي غيلون، إن مستقبل إسرائيل سيتراوح بين أن يكون سيئًا، أو سيئًا للغاية، لأنه في حال تبنت صفقة القرن الأمريكية لحل النزاع مع الفلسطينيين، فإنها ستطلق العنان لعقيدة دينية يمينية متطرفة ستشعل الفوضى في المنطقة".
وأضاف غيلون، في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" العبرية، أن " مستقبل إسرائيل ينتظر سيناريو قاتم، لأن الإرهابيين اليهود لم يعودوا يعملون في الخفاء"، على حد تعبيره .
وتوقع غيلون أن تشهد المرحلة المقبلة جملة من السيناريوهات المرعبة في إسرائيل، بينها "هجوم إرهابي" على كنيسة "العذراء" في القدس ، خلال الأشهر أو السنوات القليلة المقبلة، من قبل المستوطنين الذين يطلقون على أنفسهم اسم "فتيان التلال".
وأكد أن "تحرك الأمن الإسرائيلي تجاه المستوطنين آنذاك سيكون محدودًا ومتأخرًا، رغم أن استهدافهم للكنيسة سيشعل نيرانًا هائلة، ويثير موجات جديدة من العداء المسيحي لليهود، مع أن الإرهابيين اليهود لم يعودوا يعيشون على الهامش، وليسوا أعشابًا برية ضارة، لأنه حين تم اكتشاف الحركة اليهودية السرية بعد هجماتهم ضد الفلسطينيين في ثمانينيات القرن العشرين كانوا 12 ألف مستوطن فقط، أما اليوم فهناك خمسمئة ألف مستوطن".
وقال غيلون: إنه "لا يوجد صهيوني متدين واحد لم يقرأ كتاب ’توراة الملك’ لمؤلفيه الحاخامين يتسحاق شابيرا ويوسيف إليتسيور، وهو كتاب عنصري، يحث على العنف وقتل الآخر، في حين لم يستطع أي نائب عام أو قاض في إسرائيل أن يجري تحقيقًا مع الحاخامات المتطرفين، ومحاكمتهم على تصريحاتهم، رغم أنها تمثل خطرًا داهمًا، وتأثيرها مخيف على تلاميذهم"، وفق موقع عكا للشؤون الإسرائيلية .
وأشار غيلون إلى أن "الشاباك أخطأ في تعامله مع أولئك الحاخامات، ورغم وجود حملة دينية يهودية رامية لجعل إسرائيل تُحكم وفق الشريعة اليهودية، فإن هناك كثيرين من الناخبين اليمينيين الإسرائيليين لا يتمنون ذلك".
وعلى الصعيد السياسي الداخلي، أوضح غيلون أن "هاجس البقاء في المسرح السياسي يؤرق السياسيين في إسرائيل، فرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود رهَنَ الدولة وشؤونها حين رفض الذهاب للسجن، مع أن تشكيل حكومة وحدة بين نتنياهو و بيني غانتس زعيم حزب أزرق أبيض، سيكون سيناريوها سيئًا".
ويرى غيلون أن "الهدوء لن يبقى سائدًا في إسرائيل خلال الأربعين سنة القادمة، لكن أي حكومة تتولى زمام الأمور في إسرائيل، سواء من اليمين أو اليسار، تفعل ما في وسعها لإخفاء هذه الحقيقة".
وكشف غيلون النقاب أنه ونتنياهو انتميا لمجموعة استيطانية واحدة، رفض الإفصاح عن طبيعتها، لكن الأخير انضم إليها حينما زار إسرائيل قادمًا من الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تمتع بمهابة لم تخف على من حوله، وقضيا الليالي يتداولان الأفكار بشأن ما يتطلعان للقيام به عندما يكبران، "حتى أن نتنياهو ردد وهو ابن 16 عامًا، بأنه يريد أن يكون رئيسًا للوزراء، ولم يكتف بالتمني، بل تبعه بالمثابرة لتحقيق مبتغا".
يشار إلى أن غيلون (70 عامًا)، خدم بقوات المدرعات بالجيش الإسرائيلي، ثم انتقل للمدفعية، وأُصيب في حرب الاستنزاف مع مصر، وبدأ العمل في الشاباك منذ عام 1972، حيث عمل حارسًا ميدانيًا، ثم تولى مناصب إدارية رفيعة، من بينها تولي قيادة دائرة الشؤون اليهودية، هيئة التدريب، وقيادة المنطقة الشمالية، ومسؤولية الموارد البشرية والشؤون المالية واللوجستية.
جدير بالذكر أن غيلون، ترأس جهاز "الشاباك" الإسرائيلي، خلال الفترة التي تم فيها اغتيال رئيس الحكومة الأسبق إسحق رابين في تشرين ثاني/ نوفمبر 1995، واستقال بعدها.