تحذيرات من حرب أهلية في إسرائيل بسبب نتنياهو
حذر كاتب إسرائيلي بارز، اليوم الاثنين، من خطورة "الفوضى" السياسية التي تعيشها إسرائيل في الفترة الأخيرة، متوقعا "حربا أهلية"؛ لأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو المتهم بالفساد، لا ينوي التنازل عن الحكم، ما سيؤدي إلى "موت الدولة".
وأوضح الكاتب الإسرائيلي، روغل ألفر، في مقال بصحيفة "هآرتس" العبرية، أن "المحنة التي تسود في إسرائيل، يوجد لها سبب وجيه، وهو أنه لا يوجد أي نية لنتنياهو لنقل الحكم؛ وهذا سبب من بين أمور أخرى، أن الجنرال بني غانتس زعيم حزب "أزرق-أبيض" لم يوقع معه على اتفاق تناوب بعد الجولة الثانية لانتخابات الكنيست ، التي جرت في أيلول الماضي".
أقرأ/ي أيضاً: واللا ينشر تفاصيل المعركة القادمة التي قد يخوضها الجيش الإسرائيلي
وأضاف: "أعتقد أن نتنياهو لا ينوي احترام أي اتفاق للتناوب، فهو لا ينوي مغادرة شارع بلفور، ليس بعد اتفاق ائتلافي، وليس بعد هزيمته في الجولات الانتخابية الثلاث التي فشل فيها في الحصول على 61 مقعدا، وأيضا ليس عقب تقديم لائحة اتهام ضده، تشمل الرشوة".
وتساءل ألفر: "هل سينقل الحكم خلال محاكمته؟ بالطبع لا، وهل سينقل الحكم عند إدانته؟ وعندنا من المخيف الاعتراف بذلك، لكن الجواب هو بالتأكيد: لا"، موضحا أن "نحو نصف الجمهور وأغلبية كبيرة في الأوساط، توقفوا عن الاعتراف بأولوية سلطة القانون، وأظهروا عدم ثقة بجهاز القضاء، كما يتوقع منهم أن يعارضوا بشدة إدخال نتنياهو إلى السجن ونقل الحكم". وفقاً لما أورده موقع "عربي21"
ورأى أنه "لم يعد في إسرائيل أي اتفاق على تفسير مصطلح "ديمقراطية". وحسب أتباع نتنياهو، فإن لائحة الاتهام ضده غير ديمقراطية، كما أنهم قاموا بتغيير النموذج، ولا توجد قواعد لعب متفق عليه لحل الخلافات، كما لا توجد إجراءات مقبولة لتسوية النزاعات السياسية، هناك فوضى".
ولم يستبعد الكاتب في ظل هذه "الفوضى السياسية" التي تمر بها إسرائيل، أن تذهب إلى انتخابات للمرة الرابعة، مضيفا: "ولكن، ما الفائدة؛ مع نية نتنياهو عدم نقل الحكم؟ لا توجد فائدة، والدليل على ذلك؛ أنه يخسر في الصناديق مرة تلو الأخرى، ولا يقوم بعملية النقل".
وقال: "يجب الاستعداد لكون إسرائيل تتدحرج نحو انتخابات رابعة، بحكم القصور الذاتي"، منوها إلى أن محاكمة نتنياهو ستبدأ، ولكن نصف الجمهور اليهودي في إسرائيل لا ينوي الاعتراف بنتائجها، لذا فالمحاكمة ستزيد الانقسام فقط".
ونوه إلى أنه "في الوقت الذي يردد فيه الرئيس رؤوفين ريفلين شعارات المصالحة، تندلع الحروب الأهلية"، لافتا إلى أن "من يعارضون نتنياهو اعتقدوا في السنة الأخيرة أنه يوجد في حالة ذعر، ولكن يفضل أن يدخلوا إلى حالة ذعر، وهذا هو الوقت المناسب، ليس لأنهم خسروا في الانتخابات (هم لم يخسروا)، بل لأنهم في إسرائيل كفوا عن التحدث بلغة واحدة".
كما أن لـ"مفاهيم مثل "ديمقراطية" و"سلطة القانون" و "الفوز في الانتخابات"، توجد تفسيرات مختلفة لدى المعسكرين، والمجتمع الإسرائيلي نجح بصعوبة في استيعاب الشرخ والانقسام بعد قتل إسحاق رابين (رئيس وزراء الاحتلال الأسبق)، فقط بفضل حقيقة أن جميع الأطراف واصلت الاتفاق على هيكل النظام واحترامه، وهذا الاتفاق ضاع في السنة الأخيرة".
وذكر ألفر، أنه "عندما يرفض نتنياهو الدخول إلى السجن، أو ينجح في أن يحبط عبر التشريع تقديمه للمحاكمة، وفي كل الحالات يواصل رفض نقل الحكم، فأي صورة سترتديها الحرب الأهلية؟"، مضيفا: "من كل صوب سنلاحظ الطريق المسدود، نحو نصف الجمهور يشعر بالعدل في أن يفرض بالقوة رأيه على الطرف الآخر، وهذا يتوقع أن يكون الشرخ النهائي، لأنه لا يوجد هنا أي احتمال للتصالح".
ونبه إلى أن "غانتس لا يتنازل عن الجلوس مع رئيس الحكومة المتهم بتلقي الرشوة، وأتباع نتنياهو لا يتنازلون عن اعتقادهم بأن الأمر يتعلق بانقلاب لمتآمرين في النيابة العامة"، لافتا إلى أنه "في ظل غياب التنازل ستكون الحرب، وليس مؤكدا أن إسرائيليين سيموتون فيها، لكن من المؤكد أن دولتهم ستموت فيها".