يحاول نتنياهو اليوم وبعد حصول إئتلافه على 58 مقعد كنتائج شبه نهائية , أن يقنع بعض الأعضاء في الأحزاب المعارضة له "إئتلاف كاحول لافان – وإئتلاف العمل ميرتس غيشر" بالإنشقاق من أحزابهم , والإنضمام الى إئتلاف اليمين كي يتمكن من الحصول على 61 مقعد على الأقل ويشكل الحكومة , وهذا بالطبع تكتيك سياسي من نتنياهو , وورقة قد تكون رابحة بعد ساعات أو أيام , وهذا التكتيك يعبر عن حرية العمل السياسي في إسرائيل , وإمكانية التنقل من حزب الى آخر , ومن إئتلاف الى آخر , بالإضافة الى حرية تشكيل أحزاب جديدة بكل سهولة ويسر .

السياسة في إسرائيل تختلف تماماً عن السياسة عند العرب , فالساسة في إسرائيل يعتبرون أن الحزب السياسي هو مجرد حاوية موقته لتحقيق هدف ما , سواء في الكنيست بهدف المعارضة , أو في الحكومة المنبثقة عن الكنيست بهدف إدارة البلاد , ربما السياسي في إسرائيل يدافع عن حزبة طالما وهو عضو فيه , ومن ثم يدافع عن الحزب الآخر بمجرد أنه إنتقل إليه وترك الأول , ومن ثم الثالث ومن ثم الرابع , وهكذا... وهذه الإنتماءات المؤقتة في الأحزاب تعرف تعريفاً واضحاً عن فلسفة العمل السياسي في إسرائيل , والتي تهتم بالهدف ولا تهتم بالوسيلة , فالحزب مجرد وسيلة , وليس هدف كما هو عند العرب , فالهدف المقدس عند اليهود سواء كانوا متدينين أو علمانيين أو يساريين أو شرقيين أو غربيين , هو هدف ديني بإمتياز , وهو إثبات يهودية الدولة , وإثبات وجود الهيكل , وإثبات أنهم شعب الله المختار , وإثبات أنهم وحدهم الساميين , رغم أن العرب هم أيضاً من أبناء سام إبن نوح عليه السلام .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد