بالصور: بال ثينك تستضيف هادي عمر الباحث في معهد بروكنجز من واشنطن للحديث عن صفقة القرن
نفذت "بال ثينك للدراسات الاستراتيجية" جلسة حوار بعنوان " صفقة القرن : الأسباب والتداعيات" ضمن مشروع "موقع القضية الفلسطينية على الساحة الإقليمية والدولية" بالتعاون مع مؤسسة "فريدريش إيبرت" الألمانية، بحضور نخبة من الأكاديميين والباحثين والكتاب، وذلك ضمن جهود "بال ثينك" في تعزيز الحوار والنقاش حول القضايا الدولية والاقليمية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
واستضافت الجلسة عبر سكايب أ. هادي عمر الباحث في معهد بروكنجز في واشنطن، وسابقاً نائب الممثل الخاص للمفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
وافتتح الجلسة مدير "بال ثينك" أ. عمر شعبان بالترحيب بالحضور، وقال: "يأتي هذا اللقاء ضمن عمل بال ثينك بالشراكة مع مؤسسة فريدريش الألمانية لتسليط الضوء على التطورات الجارية في العالم والإقليم والمرتبطة بالقضية الفلسطينية، لتحسين مجالات الحوار في فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة".
من جهته، استهل مدير برامج مؤسسة "فريدريش إيبرت الالمانية" في قطاع غزة د. أسامة عنتر حديثه بالقول: "إننا نعتز جداً بالشراكة مع بال ثينك لتنفيذ برامج فريدة من نوعها. سنتحدث اليوم عن الأحداث والتطورات المتتالية المرتبطة بصفقة القرن، لأنه من وجهة نظري، لم يكن هناك من ناحية سياسية ولا من قبل صناع القرار أو المثقفين ردة فعل مناسبة على صفقة القرن، لأن مفهوم الرفض من أجل الرفض غير كافٍ، وهذه الصفقة ليست من أجل القبول أو الرفض، وإنما من أجل كيف يمكن لنا كفلسطينيين التعامل مع التحولات السياسية الجارية".
بدوره، قال أ. هادي عمر الباحث في معهد بروكنجز: "إن خطة ترامب لديها معارضة شديدة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة، ومن كثير من مؤسسات التفاكر الأمريكية، وأيضا من قبل شخصيات سياسية مرموقة مثل: مبعوث السلام السابق مارتن اندك الذي يعتقد أن هذه الخطة غير قابلة للتطبيق".
وأضاف: "خطة ترامب صيغت من قبل الإسرائيليين والأمريكان بتنسيق كامل بينهما، ولها عدة أهداف: الأول هو تمكين نتنياهو من الفوز في الانتخابات الإسرائيلية الحالية، والهدف الثاني هو كسب ولاء اليمين المتطرف والمتدين في أمريكا لمساعدة ترامب بالفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة، والهدف الثالث متعلق بالمستوطنين في الضفة الغربية لما لهم من تأثير كبير في صنع السياسة الإسرائيلية.
وتابع: "إن شكل الإدارة الأمريكية القادمة ستحدد كيفية تطبيق صفقة القرن، لأنه إذا فاز ترامب بالانتخابات سُتطبق صفقة القرن لخمسة أعوام قادمة، لهذا أي إدارة قادمة للديمقراطيين ستكون بالتأكيد أفضل من إدارة ترامب الحالية. ترامب هو أكثر رئيس جمهوري كرهه الديمقراطيون في تاريخ أمريكا، وما زاد كرههم له، هو صداقته القوية مع نتنياهو. كل ما يعجب ترامب لا يعجب الديمقراطيين".
واستدرك قائلاً: "الإدارة الأمريكية كانت تعلم أن الفلسطينيين سيرفضون هذه الخطة، لكنهم كانوا يأملون أن تبدأ من خلالها عملية التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين. أيضا القيادة الفلسطينية كانت تعرف أن إدارة ترامب ستنشر هذه الخطة، لماذا لم تنشر خطة فلسطينية بديلة لخطة ترامب؟ صحيح أن الرئيس أبو مازن ألقى قبل عام في الأمم المتحدة خطاباً رائعاً، ولكن هذا لا يكفي، كان من المفترض أن ينشر الفلسطينيون خطة مكتوبة تشمل تفاصيل دقيقة لرؤية الفلسطينيين جميعاً".
واستمع أ. هادي لإجابات متباينة من الحضور رداً على سؤال طرحه عليهم، وهو: "لماذا لا توجد رؤية موحدة للفلسطينيين جميعا؟".
هذا ودارت أسئلة الحاضرين حول إمكانية فوز الرئيس "ترامب" بولاية رئاسية ثانية، وتأثير ذلك على تطبيق صفقة القرن، وعن شكل سياسة الإدارة الأمريكية القادمة تجاه فلسطين، وعن دور الجالية العربية في أمريكا في مواجهة صفقة القرن، وموقف الديمقراطيين في حال فازوا بالانتخابات من حل الدولتين وصفقة القرن، وعن سبب تشابه رؤية الجمهوريين والديمقراطيين للحل النهائي للقضية الفلسطينية خلال العقود الماضية واختلافها خلال الأعوام القليلة المنصرمة.
وتأتي هذه الجلسة استكمالاً لدور مؤسسة "بال ثينك" المتواصل منذ عام 2007، كمؤسسة أهلية تسعى لتعميق الحوار والنقاش في فلسطين، من خلال عقد جلسات حوارية دورية مع خبراء دوليين وصانعي السياسيات، لكسر العزلة الثقافية عن قطاع غزة.