ضابط إسرائيلي كبير: علينا عدم الجري نحو الحرب على غزة لهذه الاعتبارات
قال ضابط إسرائيل كبير لصحيفة "هآرتس" العبرية، إنه على إسرائيل "التعامل مع معركة عسكرية في قطاع غزة على أنها سيناريو وارد، ولكن عدم الجري نحوها كحل أولي".
ونقلت عاموس هرئيل المحلل العسكري في الصحيفة عن الضابط الإسرائيلي : "هذه المعركة لن تبدو جميلة أبدا. ولا توجد طريق أخرى. أي حرب لا تبدو جيدة، لكن هذه ستبدو أسوأ".
وأضاف الضابط : "أنا أعرف الخطط العسكرية جيدا: لا توجد في القطاع أهداف في مناطق مفتوحة. جميع الأهداف العسكرية موجودة في قلب أبراج سكنية أو تحت الأرض. ونسبة الخسائر بين مسلحين وبين مواطنين غير ضالعين لن يكون لطيفا أبدا".
وتابع : "نحن سندفع ثمنا أيضا. وإلى جانب ذلك، فإنه بمجرد انتهاء الحرب، سنضطر إلى البدء بالانشغال بترميم اقتصاد القطاع". وفق ما أورده "عرب 48".
وأشار الضابط إلى أنه "هذه المرة لن نتمكن من الانتظار أربع سنوات، وليس مؤكد أن العالم سيأتي لمساعدتنا"، مردفا : "من يبيعك حلولا سحرية في غزة لا يعرف عمّ يتحدث".
وبحسب الضابط الإسرائيلي، فإن حماس تريد تهدئة. وهذه ليست فرضية، موضحا أنه "قبل عشر سنوات وضعوا ألغاما قرب السياج الأمني، واليوم لديهم جهاز عسكري كامل مهمته منع الفصائل الأخرى من الوصول إلى السياج". وفق زعمه.
ولفت الضابط الذي وصفته الصحيفة بالكبير إلى أن حماس "لا توحي للجهاد كي تعمل، ولم تتنازل عن فكرة المقاومة ضد إسرائيل، لكن لديها اعتبارات أخرى الآن".
اقرأ/ي أيضا.. تقديرات إسرائيلية: صافرات الإنذار ستدوي بغلاف غـزة قبل الانتخابات
وفي سياقٍ متصل، كتب هرئيل أنه "بنظرة إلى الوراء، يعترفون في الجيش الإسرائيلي، بأن عملية أخذ جثة الناشط في الجهاد الإسلامي، كان بالإمكان تنفيذها بشكل مختلف". وذلك رغم تباهي وزير الأمن الإسرائيلي، نفتالي بينت، بهذه العملية وتصريحه بأنه يسعى إلى تجميع جثامين شهداء من أجل استخدامها في مفاوضات تبادل أسرى أو جثث مقابل "جثتي" الجنديين الإسرائيليين المحتجزتين لدى حماس في القطاع.
وقال هرئيل إن "ردود الفعل في الجيش تبدو مختلفة قليلا. ولو عرفنا أن الأمور ستتعقد بهذا الشكل، يقولون في الجيش، لتنازلنا هذه المرة عن هذا المجهود. ’وهذا (المشهد) يبدو سيئا حقا. وأحيانا تخرج الأمور معوجّة".
ونوه هرئيل إلى وجود "خلاف حول مدى النجاعة الكامنة في ذلك. فحماس لم تعبر حتى اليوم عن قلق خاص إزاء "جثث" مقاتليها المحتجزة في إسرائيل، وبعضها منذ عملية الجرف الصامد في العام 2014"، مستطردا : "يبدو أن احتمال أن يلين قلب يحيى السنوار بعد المصير المحزن لناشط الجهاد الإسلامي ضئيلة أكثر أيضا". بحسب حديثه.
وتابع هرئيل إن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن انتشار صور التنكيل وسرقة جثمان الناعم، دفعت إلى رد الجهاد، وأن الغارة الإسرائيلية في سورية، بالتزامن، زادت من شدة رد الجهاد، بإطلاق قرابة 100 قذيفة صاروخية خلال يومين باتجاه البلدات الإسرائيلية في جنوب إسرائيل.
والاعتقاد السائد في الجيش، وفق هرئيل، هو أن الجهاد الإسلامي استغلت اقتراب موعد انتخابات الكنيست ، وأن الفرصة سنحت لجذب إسرائيل من دون أن تنفلت بردها على إطلاق القذائف الصاروخية.
وأردف: يبدو أن اعتبارات الجهاد كانت مجدية. فلم يقتل سوى ناشط واحد منها، الناعم، وحماس لم تتدخل طوال جولة القتال وامتنعت عن إطلاق قذائف صاروخية، ولم تعمل على لجم الجهاد.
وزاد هرئيل قائلا إن هذا الوضع "يقربنا أكثر نحو تصعيد واسع من الاقتراب من تهدئة. والرسائل التي نقلتها إسرائيل إلى حماس، عبر الوسطاء المختلفين، طالبتها بحزم أن تلجم الجهاد فور وقف إطلاق النار". وفي المقابل أعادت إسرائيل فتح المعابر ودخول وخروج بضائع وتوسيع مساحة الصيد. "لكن الخطوة الأهم المتعلقة بدخول عمال للعمل في إسرائيل لم تطبق بكاملها".
اقرأ/ي أيضا.. نتنياهو: طريقتان لمعالجة الوضع بغـزة وعلى حـماس أن تتعقل وتمنع الهجمات