في ظل حمى الداعية الانتخابية في اسرائيل يخرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويتبجح بانتصاره في الحرب الأخيرة على غزة ، وان المقاومة فيها لن تقوم لها قائمة، ناسيًا او متناسيًا أن له جنديين مفقودين في هذه الحرب لا يعرف شيء عنهما وعن مصيرهما، وسعى لترويج رواية مفادها أنهما قتلا في الحرب وأن حركة حماس تحتجز جزءاً من أشلائهما، ولا تحتجز غيرهما.
ان الرواية السائدة لدى المجتمع الإسرائيلي حول مصير الجنديين الإسرائيليين (هدار غولدن وشاؤول آرون) الذين فقدا خلال الحرب على غزة هي تلك الرواية التي أطلقها وروج لها رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتانياهو" وحكومته وقيادة جيشه، بأنهما فقدا بعد أن قتلا وأن حركة "حماس" تحتجز جزءاً من اشلائهما. وقد أبلغت عائلتهما رسميا بمقتلهما وأجريت لهما مراسم دفن في اسرائيل. ولهذا فان "نتيانياهو" أدار ظهره للمفاوضات بشأنهما وأن حكومته لم تبدِ هي الأخرى أية جدية حول التفاوض حولهما. كما لم تبدٍ اية رغبة جدية ل فتح قنوات غير مباشرة لمعرفة مصيرهما أو للبحث عن غيرهما.
وفي المقابل فان حركة "حماس"، لم تؤكد مقتلهما، وكعادتها لم تفصح بعد عن أي معلومة بخصوصهما، أو بخصوص ما تمتلكه، فيما بياناتها وتصريحات عدد من قادتها تضمنت اشارات تدلل على أن لديها ما يمكّنها من إبرام صفقة تبادل ثانية على غرار صفقة "شاليط".
وارى هنا أن بإمكان حركة "حماس" كشف كذب "نتنياهو" وحكومته اليمينية المتطرفة وقلب الطاولة في وجههم عشية الانتخابات الإسرائيلية التي من المقرر أن تجرى بعد يومين.
واعتقد أنه في حال كشفت حركة "حماس" بعض ما يؤكد صحة روايتها و يدحض الرواية الإسرائيلية ويُكذبها، أو أفصحت عن أي معلومة حول مصير الجنود المفقودين تثبت كذب نتانياهو امام شعبه حتى وان كانت بدون ثمن مادي، إذ أن ثمن الثأر من نتانياهو واسقاطه في الانتخابات المقبلة سيكون اكبر بكثير من أي ثمن اخر ممكن ان تجنيه الحركة أو الشعب الفلسطيني مقابل هذه المعلومة، وممكن فيما بعد يفتح المجال لتسهيل اي صفقات قادمة. وباختصار فمن شأن ذلك أن يحقق مايلي:
- أن يظهر نتانياهو وحكومته اليمينة بالكذابين والمخادعين لشعبهم، وسيقلب الطاولة في وجه "نتانياهو" وبوجه كل من روج لهذه الرواية المضللة. وهذا سيساهم في خسارته في الانتخابات الإسرائيلية.
- سيعزز من مصداقية حركة "حماس" وسينعش الأمل لدى الأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم وشعبهم.
- سيدفع عائلتي الجنديين المفقودين بشكل خاص والمجتمع الإسرائيلي بشكل عام، الى التحرك الجاد والفعلي للضغط على الحكومة الجديدة ودفعها نحو اجراء مفاوضات جادة مع الفلسطينيين لاستعادتهما عبر إبرام صفقة تبادل جديدة من شأنها أن تقود الى اطلاق سراح مجموعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية