هكذا علقت الصحف الإسرائيلية على توتر الوضع الأمني مع غزة !
أفردت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم مساحات واسعة لقضية التوتر الأمني مع قطاع غزة ، والتصعيد الذي رافقه خلال الساعات الماضية وأدى لاستشهاد 3 من عناصر سرايا القدس الذراع المسلح لحركة الجهاد الاسلامي.
ونشرت الصحف عدة تقارير ومقالات لمحللين عسكريين وأمنيين وآخرين سياسيين، حول ما جرى، وكيف تحولت صورة انتشال جثمان شهيد خانيونس محمد الناعم (27 عامًا)، إلى حالة من الغضب الشعبي في غزة، أدت في النهاية لإطلاق الصواريخ وتصاعد التوتر قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في الثاني من الشهر المقبل، وهو ما لم يكن يسعى إليه بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال.
ورأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في تقرير لها، "أن حركة الجهاد الإسلامي تسعى لنسف جهود التهدئة، التي تجري بين مصر وإسرائيل بشكل غير مباشر وبرعاية مصرية وقطرية وأممية".
إقرأ/ي أيضا: حصيلة : أكثر من 24 غارة إسرائيلية على غـزة خلفت 4 إصابات
وادعت الصحيفة، أن الحكومة الإسرائيلية توصلت إلى صفقة واسعة النطاق مع حماس ، وهي على استعداد لاتخاذ سلسلة من التسهيلات الاقتصادية بعيدة المدى التي لم تشهدها غزة منذ وصول حماس لسدة الحكم.
واعتبرت الصحيفة أن ما جرى "هو نسيان إسرائيل إغلاق تفاصيل بسيطة مع حماس، وهي المطالبة بفرض الهدوء على جميع الفصائل خاصةً الجهاد الإسلامي".بحسب صحيفة القدس
وزعمت الصحيفة أن الجهاد الإسلامي منذ أيام يحاول تصعيد الأوضاع بعد إطلاق النار من قناصة شرق خانيونس، وعاد عناصره للعمل في ذات المنطقة أمس، قبل أن يتم قتل أحد عناصره، مشيرةً إلى أن عملية انتشال الجثمان كانت في إطار قرار وزير الجيش نفتالي بينت الذي يسعى للاحتفاظ بالجثث لاستخدامها كورقة مساومة ضد حماس.
وترى الصحيفة أن نتنياهو وبينت لا يريدان جولة أخرى من القتال قبل أسبوع من الانتخابات، لكن الجهاد الإسلامي يخطط لجر إسرائيل إلى هناك بالقوة، كما حاول القيام بذلك في الجولة السابقة من الانتخابات.
من جهتها رأت شيمريت مئير الكاتبة السياسية في صحيفة يديعوت، أن الصور القاسية لانتشال جثمان شهيد خانيونس شكلت حالة صدمة جماعية في غزة، وشعور بالإهانة.
وأشارت إلى أن التصعيد جرى بالرغم من التسهيلات التي تحاول حكومة تل أبيب تقديمها لغزة قبل الانتخابات قائلة إن حماس لا تستطيع السيطرة على الجهاد الإسلامي الذي يسعى باستمرار لإحباط أي جهود للتوصل لتهدئة دائمة.
وترى مئير أن حماس تريد أيضًا ترك جو من "العنف" يمكن أن تتجه إليه في أي وقت، فهي تفهم أن "العنف" وحده يمكن أن يجبر إسرائيل على الوفاء بالتزاماتها، ولأنها لا تريد التخلي عن هويتها في الاستمرار بالصراع العنيف مع إسرائيل.
من جهتها، قالت صحيفة هآرتس العبرية، إن الاحتلال يعتمد على قطر في محاولة منع التدهور، من خلال ضخ المزيد من الأموال بغزة، لافتة إلى أن الحكومة في تل أبيب غير معنية بالتصعيد حاليًا في غزة.
ورأت الصحيفة، أن الجهاد الإسلامي غير معني بالصفقة التي يتم التوصل إليها بتكتيك مصري، ودعم مالي قطري، مشيرةً إلى أن حكومة الاحتلال ترغب في دور أكبر لقطر لمواصلة دفع الأموال حتى بعد الانتخابات للاستمرار في حالة الهدوء التي ترغب بها حماس أيضًا مع استمرار تنفيذ المشاريع.
من جهتها، قالت صحيفة يسرائيل هيوم، "إن الجهاد الإسلامي يحاول منع التوصل لتفاهمات، بسبب التنافس مع حماس، وكذلك بتوجيهات من إيران"، وفق مزاعمها. مشيرةً إلى أن الهجوم الصاروخي من غزة وضع إسرائيل في زاوية غير مريحة وفي توقيت غير مناسب على عكس رغبتها بالهدوء.
وبينت الصحيفة، أن إسرائيل بالرغم من الهجمات التي شنتها الليلة الماضية إلا أنه لا يزال لديها نية واضحة بعد كسر القواعد والانجرار إلى تصعيد واسع النطاق عشية الانتخابات.
وأشارت الصحيفة إلى أن حماس حيدت نفسها مرةً أخرى وامتنعت عن إطلاق الصواريخ كما جرى بعد اغتيال القيادي بالجهاد بهاء أبو العطا .
من جهته كتب المحلل السياسي بن كاسبيت في صحيفة معاريف، إن صورة التنكيل بجثمان الشاب شرق خانيونس، والذي سعى بينت لأن تكون بمثابة صورة النصر له، كانت انعكاساتها خطيرة، ما تسبب بإطلاق صواريخ من غزة في تغيير واضح لقواعد اللعبة التي لا تستطيع حكومة نتنياهو تغييرها.
وتساءل بن كاسبيت عن عدم وجود شخص بالغ يتعامل مع بينت ويعمل على تهدئته بدلا من إطلاق التصريحات والقرارات التي تضر أكثر من نفعها، موضحا أن صورة التنكيل بجثمان الشاب كان يتوقع رد الجهاد الإسلامي عليها، لكنها قد تمتد إلى أكثر من ذلك بتنفيذ عمليات طعن وغيره.
وأشار إلى أن هناك مئات الآلاف من الإسرائيليين أصبحوا رهائن في غلاف غزة للصواريخ، بسبب قرار غير محسوب، كما قال.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء أمس الأحد، أنه شنّ سلسلة غارات ضد أهداف تابعة لمنظمة الجهاد الإسلامي، الفلسطينية، في سوريا، وقطاع غزة، وهو ما أسفر عن مقتل اثنين، وإصابة 4 آخرين.
وقال "شنّ الجيش قبل قليل سلسلة غارات ضد أهداف تابعة لحركة الجهاد الإسلامي جنوب مدينة دمشق، بالإضافة إلى عشرات الأهداف التابعة للحركة في قطاع غزة".
وأضاف "تم استهداف موقع تابع للجهاد الإسلامي في منطقة عدلية بريف دمشق، والذي يعتبر معقلًا مهمًا للحركة في سوريا".
وادعى البيان بأنّ "حركة الجهاد تجري في الموقع المستهدف عملية بحث وتطوير لوسائل قتالية مع ملاءمتها لإنتاج في قطاع غزة وللإنتاج المحلي داخل سوريا".