هنية سيزور روسيا والمعتقلين بالسعودية سيحاكمون
العاروري: دول عربية شاركت بصياغة صفقة القرن والرئيس عباس قام بجهد سياسي مُقدر
أشاد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة " حماس "، بالجهد السياسي الذي قام به الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، في إطار تعزيز رفض " صفقة القرن " عربيا وإسلاميا ودوليا.
وقال العاروري في تصريحات تابعتها (سوا) عبر قناة الأقصى إن حركته تقوم بجهدها وتجري اتصالات وترسل رسائل، وستقوم بزيارات لشرح مخاطر "صفقة القرن" على المنطقة كلها، مؤكدا أن الصفقة تعمل ضد حقوق الإنسان والشرعية والقوانين الدولية والتوازن الذي تعارف عليه العالم.
واستطرد العاروري : "أيضا في هذا الجانب، لا بد من ذكر الجهد السياسي الذي قام به الأخ ابو مازن (الرئيس عباس) وهو جهد مقدر ومشكور ويصب في مسار تعزيز رفض صفقة القرن".
وأشار إلى الموقف العربي الموحد الذي برفض التعاطي مع "صفقة القرن" الذي صدر عن اجتماع الجامعة العربية في القاهرة، واصفا إياه بأنه "عمل سياسي إيجابي جدا في رفض الصفقة"، بالإضافة إلى موقف منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة وأوروبا وفي كثير من المحافل الدولية.
وشدد على أهمية المسار السياسي في التصدي لـ"صفقة القرن"، منوها إلى ضرورة أن يشمل على توافق القوى الوطنية على رؤية سياسي بالحد الأدنى، ثم حشد المنظومة السياسية العربية والإسلامية والعالمية وراء رفض الصفقة.
لكن العاروري، اعتبر أن الرئيس عباس "ذهب أكثر للاعتماد على الميدان السياسي على حساب العمل الوطني والميداني"، مبينا أن " التجربة الطويلة من أوسلو حتى اليوم أثبتت أن العمل السياسي المرتكز فقط على ضمير العالم والشرعية الدولية غير كافٍ لردع الاحتلال عن سلوكه".
وأكد أن "المقاومة قادرة على أن تفرض على الاحتلال بأن يبدأ بالتراجع والتقلص بشكل تدريجي إلى استراتيجي في الضفة الغربية"، موضحا أن حركته "لا تتوقف عن العمل من أجل تفعيل وتطوير المقاومة في كل الساحات، وبالذات في الضفة الغربية وفي القدس حيث يوجد الاحتلال".
وعدّ العاروري أن "التعويل على الانتخابات الإسرائيلية عبث لأن جميع البدائل الإسرائيلية أسوأ من بعضها".
اقرأ/ي أيضا.. العاروري: مصر وجهت دعوة لقيادة حــماس لزيارة القاهرةو
وذكر أن حركته تدعو وتعمل على أن يتم التصدي لهذه الصفقة بكل السبل على الأرض مباشرة من خلال كل أشكال المقاومة الجماهيرية والشعبية والعسكرية.
وبحسب العاروري، فإنه حين يكون هناك زخم شديد للنضال الشعبي فإن الاحتلال سيعجز عن مواجهته، ولن تستطيع أمريكا فرض الصفقة علينا، مضيفا : "نعول على حركة شعبية ميدانية تتصدى لصفقة القرن بكل أبعادها (الاستيطان، التطبيع، الاحتلال العسكري، مخططات المصادرة والتهويد والاقتلاع)".
وفي السياق ذاته، أشار العاروري إلى أن الرئيس عباس أعلن في خطابه الأول أنه مستعد للذهاب إلى غزة ، ورحبت حماس فورا بقدوم أي وفد من القوى الوطنية لنتفق على برنامج وطني.
وأكد موقف حركته بأنها تريد "أن يأتي الجميع ونلتقي جميعًا، فكل القوى معنية بالتصدي لصفقة القرن، ونحن نريد أن يكون الجميع شركاء في تحمل هذه المسؤولية".
ونوه إلى أن حركته تنتظر أن يتم اللقاء مع حركة فتح، ووضع برنامج يومي لمواجهة صفقة القرن، مضيفا : "حريصون في هذا الوقت أن يظل الجو العام والمزاج الوطني موحدًا في مواجهة المشروع الأمريكي، وأن نتجاوز كل ما يعكره".
التطبيع
في سياقٍ متصل، كشف العاروري أن لدى حركته "معلومات أن دولًا عربية شاركت في صياغة صفقة القرن"، لافتا إلى أن "هذه الدول مشاركة بفعالية في تمرير صفقة القرن وفرضها".
وقال إن "صفقة القرن تختلف عن المشاريع التصفوية السابقة في أنها لا تعتمد على موافقة أو رفض الفلسطينيين، بل تعتمد على فرض بنودها بالقوة على الفلسطينيين وعلى المنطقة".
وأوضح أن "جزء من صفقة القرن هو فرض التطبيع على الأمة العربية"، مشيرا إلى أن هناك من يرغب تطبيع العلاقة بين إسرائيل وكل الدول العربية ويدفع أموالًا من أجل هذا.
وأكد وجود "اختراقات في التطبيع، لكن نتنياهو يكذب بشأن حجم هذه الاختراقات، فهو يريد أن يسقط حالة الصمود والجبهة النفسية الرافضة للتطبيع من خلال إظهار أن الأمة العربية انهارت أمام التطبيع".
تهديدات الاحتلال لـغزة
وفي موضوع آخر، ذكر العاروري أن حركته لا تستخف بالتهديدات الإسرائيلية لغزة، مستدركا : "لكنها لا تخيفنا، ولا تحدث تغييرًا في سياساتنا".
وخاطب قيادة الاحتلال، قائلا : "نحن في حركة حماس لسنا في مجال امتصاص ضرباتكم ولا في مجال الصبر الاستراتيجي، ولا في سياسة "سنرد في الزمان والمكان المناسبين" بل نحن نرد ونبادر بالرد ولا نقبل بالعدوان".
زيارة الوفد المصري
بهذا الشأن، قال العاروري إن لدى حركته "موقف ثابت ومستقر أن العلاقة مع مصر حيوية جدا للقضية الفلسطينية".
وأشار إلى أنه في زيارة الوفد المصري الأخيرة لغزة، تمت "مناقشة إعادة تطوير العلاقات الثنائية الإيجابية المستقرة، وكذلك مناقشة التفاهمات في ظل تزايد التوتر".
وكشف أن "الوفد المصري قدم دعوة لقيادة الحركة لزيارة القاهرة لاستكمال الحوار حول هذه الموضوعات".
وحول التفاهمات، أكد عدم وجود أي التزام من الاحتلال بها، ودائما ما يخرقها، مبينا أن موقف حركته هو أن "الاحتلال ما دام يفرض حصاره على غزة فهو ملزم بتوفير كل الاحتياجات الإنسانية من ماء وغذاء ودواء وكهرباء".
واستطرد قائلا : "إذا كان الاحتلال لا يريد أن يزود شعبنا باحتياجاته الأساسية، فعليه أن ينسحب من البحر ويترك حدود فلسطين من جهة غزة مفتوحة بيننا وبين العالم".
الاستيطان
وشدد العاروري على أن "موضوع الاستيطان هو السلاح الأكثر فتكًا بنا كشعب فلسطيني والذي يستخدمونه بلا حدود"، لافتا إلى أنه "في ذروة الانتفاضة الثانية بدأت المستوطنات تفرغ، كثير من المستوطنات تحولت إلى ثكنات للجيش والطرق التي كانت تتحرك فيها سيارات المستوطنين أصبحت محرمة عليهم".
وذكر أنه "لو توافقنا كفلسطينيين على مواجهة الاستيطان في الضفة الغربية وبمساندة شعبنا في كل مكان، سيبدأ الاستيطان بالتقلص مرة أخرى".
جولة هنية
كما تطرق العاروري إلى الجولة الخارجية الحالية التي يجريها إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، وقال إنها "جزء من الجهود السياسية لخدمة شعبنا وخدمة أجندة مقاومتنا للاحتلال، ونحن نعيد تعزيز وتجديد علاقاتنا كحركة جزء من شعبنا الفلسطيني".
وأضاف : "تحدثنا مع القيادة القطرية عن دور قطر في تعزيز صمود شعبنا المحاصر في غزة، وهناك جهود دائمة منها لدعم شعبنا".
وأعلن العاروري أن هنية سيزور روسيا الأسبوع القادم على رأس وفد من الحركة، مستطردا : "نحن معنيون باستمرار العلاقة مع روسيا لتعزيز حقوق شعبنا وتحصينها من هذا الاحتلال".
وكشف عن لقاء جرى بين حركته وحزب الله اللبناني، موضحا أنه "كان لديهم موقف واضح وقاطع بأن صفقة القرن هي مؤامرة على هذه المنطقة، وأكدوا أيضًا استعدادهم لبرنامج عملي لمواجهة هذه الصفقة".
وتابع إن "كل الدول التي التقينا بها مثل تركيا وقطر وماليزيا وإيران لديهم موقف واضح برفض هذه الصفقة".
المعتقلون في السعودية
وبهذه القضية، قال العاروري إن "الجديد في موضوع المعتقلين الفلسطينيين في السعودية أنهم سيمثلون للأسف إلى المحاكم بتهمة العمل الخيري لصالح غزة، ولا يوجد أي تطور في جهود الإفراج عنهم".