الأسير المريض نعيم شوامرة..حكاية جسد دمره السجن والمرض وصمت العالم
غزة / سوا / قام رئيس هيئة شؤون الأسرى عيسى قراقع والطبيب الفلسطيني رفيق مصالحة ووفد من هيئة الأسرى وبمشاركة رئيس نادي الأسير في الخليل امجد النجار وأبو العبد السكافي رئيس لجنة الأسرى في محافظة الخليل بزيارة إلى الأسير المحرر نعيم يونس محمد الشوامرة 44 عاماً في مسقط رأسه في قرية دورا قضاء الخليل.
الأسير شوامرة منذ الإفراج عنه في الدفعة الثالثة من عملية الإفراج عن أسرى ما قبل أوسلو والتي ابرمها الرئيس أبو مازن مع الجانب الإسرائيلي، يعاني من مرض خطير وهو ضمور العضلات الذي يستفحل في جسده يوماً بعد يوم حتى أصبح لا يستطيع النطق ولا الحركة، تتكور عضلاته وتضعف وتتهاوى، يشعر بالاختناق وبالآلام المتواصلة.
الأسير نعيم الشوامرة اعتقل عام 1995، وحكم عليه بالسجن المؤبد، وكان رياضياً وسليماً طوال أكثر من 20 عاماً بالسجن، وأصابه المرض فجأة ودون إنذار، وبدأت رحلته من عيادة إلى أخرى، ومن مستشفى إلى آخر، ولم يتشافى بل تدهور وضعه بشكل خطير.
وتقول هيئة الأسرى التي تابعت قضية نعيم انه ضحية الاستهتار بحياة الأسرى المرضى، وهو ضحية الإهمال والأخطاء الطبية العديدة التي وقعت على أجسادهم على يد أطباء السجون، حيث بدأ المرض عند نعيم عندما أعطي ابراً للبنج خلال علاجه لأسنانه في عيادة سجن ريمون، وقد استمر تأثير البنج 14 ساعة كاملة، وبعدها بدا يشعر بضعف في الشفة اليسرى وارتخاء في عضلات اللسان وصعوبة في الكلام وضعف في اليدين والقدمين.
وكان نعيم الشوامرة خلال وجودة بالسجن قد اتهم إدارة السجون بإهماله صحياً وانه لم يقدم له سوى المسكنات متهماً أطباء السجون بارتكاب جريمة بحقه عندما اعترف طبيب مستشفى برزلاي الإسرائيلي ان سبب المرض هو ابر البنج التي أعطيت لنعيم بالخطأ.
لقد اهتم الرئيس أبو مازن بحالة الأسير نعيم وتم الإفراج عنه مع بقية الأسرى ومنحه الرئيس مكرمة علاج في الأردن وألمانيا، ولكن المرض المستفحل في جسده كان قد تمكن منه، فلم يتحسن وضع ووصل إلى حالة صعبة جداً.
الطبيب رفيق مصالحة كان يشرف على نعيم خلال وجوده بالسجون، واستمر بعد الإفراج عنه، وقد بذل جهوداً كبيرة لإنقاذ نعيم، رغم ان الوقت أصبح متاخراً، وجسد نعيم يتهاوى شيئاً فشيئاً.
نعيم الشوامرة أكثر من يوجع قبله زملاءه الأسرى المرضى الذين تركهم خلفه، داعياً الشعب الفلسطيني وكل مؤسسات حقوق الإنسان التحرك لإنقاذهم..
يقول: امنعوا ان يصيب الأسرى المرضى ما أصابني، أعطوهم حياة وشفاء، لا تتركوهم للقهر والمرض يتدمرون على يد سلطات السجون.