تحذير لسكان الإمارات: مرض السكري أصبح من الأمور الطبيعية في الحياة
طالب خبراء الصحة والمتخصصون في مرض السكري من أفراد المجتمع في منطقة الشرق الأوسط، بتغيير أسلوب حياتهم والتحكم بحالتهم الصحية للقضاء على مرض السكري.
وقال الدكتور عمران خان استشاري الغدد الصماء واختصاصي مرض السكري في مستشفى كينغز كوليدج لندن في الإمارات: "لقد انتشر مرض السكري في جميع أنحاء العالم".
ورأى الدكتور عمران خان، وفق بيان وصل "سوا"، اليوم الأربعاء، أن "العالم يحتاج إلى التعامل بصورة مغايرة من أجل مواجهة مرض السكري من النوع 2: "لأن الناس ليسوا على دراية كافية كما ينبغي لهم، وللأسف أشعر أن مجتمع دولة الإمارات بدأ يعتبر مرض السكري من الأمور المعتادة، وهذا ما يساهم في تكوين قاعدة لانتشار مرض السكري".
وقال: "في نهاية المطاف يمكن القول إن المرض أمر محتم، وهو غير مفاجئ عند الإصابة به باعتبار أنه منتشر للغاية. إن السمنة وارتفاع مؤشر كتلة الجسم (مؤشر كتلة الجسم من الدهون في الجسم) أضحت من الأمور التي يتم قبولها باعتبارها أنها ليست شيئًا غريبًا كما أنها لا تعد مسألة خطيرة".
وطلب الدكتور خان من الأشخاص القيام بالمزيد من الحركة وتناول الطعام الصحي، وفي حال كانوا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، فعليهم أن يعملوا على التخلص من الوزن الزائد لتجنب الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
ما هو مرض السكري من النوع 2؟
يعد مرض السكري من النوع 2 حالة خطيرة لا يستطيع فيها الأنسولين الذي يصنعه البنكرياس العمل بشكل صحيح، أو أن البنكرياس غير قادر على إنتاج المقدار الكافي من الأنسولين.
تشمل الأعراض:
كثرة التبول
العطش الشديد
فقدان الوزن المفاجئ
عدم وضوح الرؤية
التعب
وفي حال عدم معالجة المرض، فمن الممكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على جسم الإنسان والتي تشمل:
النوبات القلبية والسكتات الدماغية
أمراض الكلى
مشاكل الرؤية (حتى العمى)
الألم أو فقدان الشعور في اليدين والقدمين
بتر الأصابع أو الأصابع أو الأطراف.
ما حجم المشكلة؟
تحتل الإمارات المرتبة الثالثة في انتشار مرض السكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ووفقا لبيانات للاتحاد الدولي للسكري، فإن 38.7 مليون شخصًا بالغًا يعاني من مرض السكري. وبحلول عام 2040، من المحتمل أن يرتفع الرقم إلى 82 مليون.
تعد الإمارات العربية المتحدة من بين 15 دولة في العالم يوجد فيها أعلى معدلات الإصابة بمرض السكري. كما تعد دول الكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مراتب متقدمة ضمن أعلى 15 دولة بمعدلات السمنة. وتحتل قطر المركز الأعلى حيث تتواجد في المرتبة السادسة.
ويمكن أن تساهم زيادة الوزن أو السمنة بالإصابة بمرض السكري من النوع 2 بنسبة تصل إلى 85 ٪.
ما هي أسباب المرض؟
يقول الدكتور خان إن أحد العوامل الرئيسية التي تتسبب بزيادة مرض السكري هو زيادة الثروة والحياة المريحة في المنطقة وما يصاحبها من انخفاض في النشاط البدني. قال الدكتور خان: "لقد أدى ذلك إلى انتشار أنماط الحياة المستقرة وخيارات الوجبات السريعة التي حلت بدلًا من أنماط العمل والسفر والمأكولات التقليدية".
انكلترا ليست استثناء. وتؤكد هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنكلترا وهي المنظمة التي تمولها الحكومة وتقدم الرعاية الصحية في إنجلترا عبر الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، أن "مواجهة مرض السكري تعد واحدة من أكبر تحديات الرعاية الصحية في هذا الوقت".
ما هي التكلفة؟
تبين هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنكلترا أن 8.8 مليار جنيه إسترليني سنويًا لعلاج مرض السكري من النوع 2 تشكل حوالي 9 في المائة من ميزانية الهيئة السنوية. يوجد خمسة ملايين شخص في إنجلترا معرضون لخطر الإصابة. وفي حال استمر الأمر بالشكل ذاته، فسيصاب شخص واحد من بين كل ثلاثة أشخاص بالسمنة مع حلول عام 2034، وسيصاب شخص من بين كل 10 أشخاص بمرض السكري من النوع 2. وتعد هذه الحالة السبب الرئيسي لفقدان البصر الذي يمكن تجنبه لدى الأشخاص في سن العمل، كما أنه يعد من العوامل الرئيسية للفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
شركاء في الخبرة
يقول الدكتور خان إنه "أمر مشجع للغاية" أن نرى مؤسسات ذات مستوى عالمي ومقرها بريطانيا تأتي إلى المنطقة مثل مستشفى كينغز كوليدج لندن في الإمارات: "يمكن لهذه المؤسسات التي تتمتع بمستوى عالٍ من التميز أن تجلب خبراتها ومعرفتها ومهاراتها وأنظمتها. لا يقتصر دور هذه المؤسسات على مساعدة المرضى فقط؛ ولكنها تساهم أيضًا في رفع المعايير الصحية. إنها تتيح لنا تقديم المساهمات اللازمة وتحقيق النجاح والازدهار بما تتمتع به من تقنيات حديثة".
يعمل في عيادة السكري في المستشفى فريق من الأطباء والممرضين الذين اكتسبوا خبرات العمل في المملكة المتحدة، حيث يقومون بإجراء الفحوصات والتشخيص والعلاج.
كما أن مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري يعد من المستشفيات المتخصصة باستقبال المرضى وتوفير العلاج لمرض السكري، وإجراء الأبحاث، والتدريب والتوعية بالصحة العامة. وقد زار المركز أكثر من 800 ألف مريض منذ إطلاقه في عام 2006.
الدكتور خان يقدم خمس أفكار لمعالجة مرض السكري من النوع 2:
توفير مسارات المشي في مراكز التسوق بحيث تكون مماثلة لمسارات ركوب الدراجات في الدول الغربية. وأن يحصل المستخدمون على نقاط مكافأة أو خصومات على مشترياتهم من البقالة.
تغيير الملصقات الغذائية حتى يفهم أفراد المجتمع ما يأكلونه.
تسخير قوة صناعة الترفيه، وذلك بنشر إعلانات قبل كل برنامج تلفزيوني وفيلم سينمائي. تحتاج الوسائط المطبوعة إلى توفير معلومات صحية سهلة الفهم. كما أننا بحاجة إلى نشر الرسالة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
هناك حاجة إلى توفير برامج تعليمية، خاصة في مراكز التسوق والصيدليات ومتاجر السوبر ماركت. كما يجب على الصناعات الغذائية أن تساهم تعزيز خيارات الأطعمة الصحية في محلات السوبر ماركت والمطاعم.
يمكن للصيادلة تقديم الدعم وفحوصات الدم المجانية وفحوصات الوزن، وربما تقديم سجل أداء وتثقيف أفراد المجتمع حول مؤشر كتلة الجسم والمخاطر المرتبطة بـمرض السكري.