سوا تستعرض مواقف الفصائل من خطاب الرئيس عباس

جانب من خطاب الرئيس محمود عباس اليوم

تباينت مواقف الفصائل والقوى الفلسطينية، من الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، مساء اليوم الثلاثاء في مجلس الأمن الدولي بمدينة نيويورك.

موقف فتح

وأكدت حركة "فتح"، التفافها ووقوفها خلف الرئيس محمود عباس، ودعمها الكامل لمواقفه التي وردت في خطابه أمام مجلس الامن الدولي، والتي تعبر عن ارادة الشعب الفلسطيني الحرة في رفض صفقة ترمب - نتنياهو.

وحذرت فتح في بيان صادر عن مفوضية الاعلام والثقافة، مساء اليوم الثلاثاء، من الدعوة الخطيرة التي أطلقها مندوب إسرائيل في الامم المتحدة للرئيس للتنحي وتصويره كأنه عقبة أمام السلام.

وقالت: إن هذا الموقف يذكر بما حصل للقائد الرمز ياسر عرفات عندما تمسك بالثوابت الوطنية ورفض التنازل عن الحقوق الوطنية المشروعة، خاصة في موضوع القدس واللاجئين والدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران 1967.

وأوضحت فتح أن استهداف الرئيس هو استهداف لوجود الشعب الفلسطيني، واستهداف لحقوقنا الوطنية وحقنا في تقرير المصير وفي الحرية والاستقلال، مؤكدة أنها ترفض رفضا باتا لدعوات مندوب دولة الاحتلال وأنها ستتصدى لها بكافة الوسائل، بحسب الوكالة الرسمية.

وتابعت فتح: إن استهداف الرئيس هو استهداف لمواقفه الوطنية وتمسكه بالثوابت الوطنية التي كرستها فتح وكرسها الشعب الفلسطيني بتضحياته الجسام، مؤكدة أنها ستواصل الكفاح خلف الرئيس وفي هذه المرحلة من اسقاط " صفقة القرن " لكونها خطة لتصفية القضية الفلسطينية.

ودعت فتح جماهير شعبنا للوحدة في وجه هذه الدعوات الخطيرة، والى تأكيد التفافها حول الرئيس الذي يقف بقوة وصلابة في وجه "صفقة القرن" ومن أجل السلام العادل والشامل والدائم، مؤكدة أن من يرفض السلام هو من ينتهك بشكل سافر القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ويصر على ابقاء الاحتلال والاستيطان

موقف حماس

في هذا الصدد، قال المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع لوكالة (سوا) الإخبارية، إن "خطاب الرئيس عباس لم يحمل جديداً فيما يتعلق برفض الصفقة".

وأضاف القانوع لسوا:" كان لا بد أن يترجم الرئيس عباس الموقف الفلسطيني الرافض لصفقة القرن والغضب الشعبي المتواصل لخطوات عملية تعبر عن جام غضب شعبنا وحجم المؤامرة والتحديات التي تحدق بالقضية الفلسطينية وترسخ عملياً رفض شعبنا للصفقة".

ودعا المتحدث باسم حماس، الرئيس عباس "لمغادرة مربع الرفض النظري لخطوات إجرائية تتعلق بسحب الاعتراف بالاحتلال والتحلل من اتفاقيات التسوية معه" وفق قوله.

وأكد القانوع أن "إطلاق يد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية ووقف كل أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال كفيلة بإيلام الاحتلال ووقف مخططاته وإفشال أهدافه في تمرير صفقة القرن".

موقف الجهاد الإسلامي

بدوره، قال مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، في تصريحات تابعتها وكالة (سوا) الإخبارية، إن "خطاب الرئيس عباس في مجلس الأمن اليوم لا ينسجم بالمطلق مع مطالب الشارع الفلسطيني".

وأضاف شهاب ان "هناك احتلال مجاني للأرض الفلسطينية، معتبرا أن "كلام الرئيس عباس لن يوقف إسرائيل عن المضي في تنفيذ هذه الصفقة" كما قال.

وأشار إلى أن "لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في غزة أجمعت اليوم على ضرورة انهاء التنسيق الامنى وكافة اشكال العلاقة مع الاحتلال الاسرائيلي، وأن تتحول الضفة وغزة وكل مناطق التماس إلى ساحة اشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي.

وتابع شهاب:" يجب ان نعمل جميعا على اسقاط مشروع التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي".

وأوضح شهاب انه " كان من المفترض ان يُقدم لمجلس الامن مشروع قرار يدين الصفقة والموقف الامريكي، السؤال لماذا سحب هذا القرار ولماذا لم يقدم".

وأجاب شهاب أن "هذا القرار لم يقدم لان السلطة من خلال اتصالاتها مع الدول الاعضاء في مجلس الامن وجدت ان هذا القرار لن يحصل على الدعم، لانه كان هناك ضغط امريكي".

ومضى قائلا:" اذا كان الاعضاء قد عجزوا عن ادانة هذه الصفقة هل يستطيعون ان يغيروا هذا الموقف في مؤتمر دولي".

موقف الجبهة الديمقراطية

وفي موقف مختلف، وصفت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وقائع اجتماع مجلس الأمن اليوم الثلاثاء، في مجملها بأنها صفعة في وجه الثنائي ترامب- نتنياهو، رغم نجاح الولايات المتحدة في احباط مشروع قرار للمجلس في رفض «رؤية ترامب».

وقالت الجبهة في بيان تلقت "سوا" نسخة عنه،  إن «ما جاء في الكلمات أمام المجلس، عكست بوضوح الجو العام الرافض لخطة ترامب ومشروعه لتصفية القضية الفلسطينية».

ورحبت الجبهة بما جاء في خطاب الرئيس محمود عباس أمام المجلس في وصفه «رؤية ترامب- نتنياهو» أنها ألغت الشرعية الدولية وتنكرت للحقوق الدولية المشروعة للشعب الفلسطيني وأخرجت القدس الشرقية من السيادة الفلسطينية، ولن تكون صالحة للتطبيق وسنواجه تطبيقها على الأرض.

كما رحبت الجبهة بتأكيده أن شعبنا الفلسطيني لن يركع ولن يستسلم للاحتلال مهما طال الزمن ولا يريد سوى حقه، وأن «صفقة القرن» جاءت لتصفية القضية الفلسطينية ويجب عدم اعتبارها أو أي جزء منها مرجعية للتفاوض لأنها صفقة أميركية إسرائيلية استباقية وسوف نواجه تطبيقها على أرض الواقع.

كذلك رحبت الجبهة بمواقف المنسق الأممي لعملية السلام نيكولاي ميلادنيوف في رفضه خطط الضم والخطوات الأحادية الجانب وتحذيره المسؤولين الاسرائيليين بعدم ضم أجزاء من المناطق الفلسطينية المحتلة لمخالفتها الصريحة لقرارات الشرعية الدولية.

كذلك رحبت الجبهة بمواقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تأكيده التزام المنظمة الدولية بقراراتها ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.

وفي السياق نفسه، وجهت الجبهة التحية إلى أعضاء مجلس الأمن الحاليين والسابقين في الاتحاد الأوروبي (بلجيكا-استونيا-فرنسا-ألمانيا-بولندا) في رفض «رؤية ترامب» لكونها تبتعد عن المعايير المتفق عليها دولياً، وادانتها للنشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة باعتباره عملاً غير قانوني بموجب القانون الدولي.

كما حيت الموقف الأوروبي، إزاء الخطوات المحتملة نحو الضم بعد دعوات متكررة بضم محتمل قي الضفة وفي أي جزء منها، واعتبارهم إن أي ضم بما فيها القدس الشرقية يشكل خرقاً للقانون الدولي.

ورأت الجبهة إن الموقف الأوروبي الواضح بعدم الاعتراف بسيادة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967 يوجه صفعة للتحالف الثنائي الإسرائيلي الأميركي ولـ«رؤية ترامب» وخطته لتصفية القضية الفلسطينية.

وقالت الجبهة إن «مجمل هذه المواقف تعزز من صمود شعبنا الذي جرب المفاوضات العبثية في ظل أوسلو لأكثر من ربع قرن (27 سنة) لم تعد عليه سوى بالكوارث والنكبات، ووفرت بالمقابل الغطاء السياسي لمشاريع الاستعمار الاستيطاني، لابتلاع الأرض الفلسطينية، الأمر الذي يوجب على جميع مكونات الحالة الوطنية الفلسطينية اللجوء إلى بدائل المفاوضات العبثية الثنائية، من خلال التحرر من اتفاق أوسلو وبروتوكول باريس الاقتصادي، وإعادة تحديد العلاقة مع دولة الاحتلال ومواجهة إجراءاته التصفوية بالمقاومة الشعبية الشاملة».

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد