لم تكن بنود ما يسمى صفقة القرن مفاجاة لأي فلسطيني او متابع لمؤتمر إعلانها فبنودها واضحة المعالم منذ الدعاية الانتخابية المتواصلة لدونالد ترامب ومنذ إعلانه المشؤوم والباطل القدس عاصمة لدولة الاحتلال وما تبع ذلك من نقل السفارة الأميريكية لمدينة القدس المحتلة مؤقتا.

إننا وكشعب فلسطيني، شعب الجبارين، نؤمن بأننا اصحاب حق ومشروع وطني تحرري من احتلال غاشم ولا ننتظر صفقة سلام تقدم من تاجر تائه لانتزاع هذا الحق او بناء دولتنا المستقلة فالشعوب تتحرر بارادتها وليس بإرادات الغير.

ولهذا لن أقف عند مضمون صفقة القرن فهي كما ذكرت سابقا مجرد اوهام لرئيس عابر وإن كانت كانت تعبيرا عن الحلم الصهيوني والمشروع الامريكي منذ مؤتمر بازل وامتداد لوعد بلفور الباطل.

خطاب الرئيس الاميريكي يوم أمس لم يكن خطاب دولة عظمى ومسؤولة وإنما خطاب لا اخلاقي ولا انساني وغير شرعي وغير مشروع ويتنافى مع كل القيم والاعراف والقوانين والمنطق والفكر.

خطاب الرئيس الاميريكي يوم أمس هو خطاب مستفز ومتمادي على كرامة وحقوق شعبنا الفلسطيني ومنتهك لكافة القوانين والاعراف وقرارات الشرعية الدولية، وللاسف وجد من يصفق له ضمن مسرحية هزلية مخزية .

خطاب الرئيس الاميريكي يوم أمس هو خطاب ارهابي ومعاد للسلام وإشعال للمنطقة وإساءة لكل القيم والمفاهيم والمعايير الانسانية.

خطاب الرئيس الاميريكي هو استحقار للأمة العربية والعالم الاسلامي واستهتار بكل دول العالم والمنظمات الدولية والإقليمية.

خطاب الرئيس الامريكي يجب ان يكون صفعة مدوية على وجه كل واحد منا لنستيقظ ولننهض من حالة الضعف والهوان التي نعيشها. ولنلملم جراحنا وننهي انقسامنا ونعلن وحدتنا الوطنية ونبني برنامجنا الوطني الواحد والموحد والذي نراهن فيه على إرادة شعبنا والشعوب الحرة والدول الصديقة والصادقة.

إن المرحلة التي نمر بها بكل قسوتها وظلماتها تشكل فرصة ومنعطفا تاريخيا للانتفاض في وجه انقسامنا وترتيب أوراقنا حيث تشكل منعطفا تاريخيا للاستيقاظ من أوهامنا وكلنا ثقة بالأخ الرئيس ابو مازن لاتخاذ قرارات حاسمة مع جميع القوى الوطنية الفلسطينية لتشييد الوحدة الوطنية والتعالي على كل الخلافات والانقسامات والانطلاق بإرادة شعبنا ضمن خطة وطنية شاملة تبدأ بتطبيق قرارات المجلسين المركزي والوطني في الاجتماعات الاخيرة، يوازيها حراكا شعبيا فوريا على أعلى مستوي في جميع انحاء فلسطين.

لقد سئمنا من الاقنعة وسئمنا من الكلام المعسول وسئمنا من حالة الركود والمماطلة وخيرا فعل دونالد ترامب بالكشف عن الوجه الحقيقي لأميريكا لتكون فرصة تاريخية للمراجعة الشاملة والانطلاق من جديد كشعب فلسطيني وامة عربية.

وفِي الختام فلسطين اكبر من أمريكا ورئيسها الفاسد المهدد بالعزل وانبل من اسرائيل ورئيس وزرائها المهدد بالسجن، الارض تعرف اَهلها جيدا وشعبنا يدافع عن حقه والحق يعلو ولا يعلى عليه والشمس لا تغطى بغربال والذي لا يرى من الغربال فهو اعمى، ولاشيء أسرع من خراب الدول من تسليم زمام امرها لطائش.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد