هكذا سنحل قضية اللاجئين

كوشنر: الدولة الفلسطينية ستكون مساحتها قريبة من مساحة غزة والضفة قبل عام 1967

جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الامريكي دونالد ترامب

قال جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الامريكي دونالد ترامب ان الخريطة التي نشرت ضمن الخطة الامريكية تظهر حدود تلك الدولة الفلسطينية المستدامة والمترابطة والتي ستقارب مساحتها، مساحة أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة قبل عام 1967. مشيرًا إلى أن إسرائيل أيضًا وافقت على الاعتراف بهذه الدولة بناءً على هذه الخريطة، وهو أمر غير مسبوق. كما قال.

وأضاف كوشنر، إن الخطة التي وصفها بـ "رؤية السلام" تحدد بشكل واضح إقامة دولة فلسطينية تكون عاصمتها في أجزاء من القدس الشرقية(..) معتبرا، أن الحل السياسي الذي طرح خلال الخطة، هو الأكثر تفصيلًا في تاريخ الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن إسرائيل ستقدم بعض "التنازلات التاريخية" كبادرة "سلام" لصالح الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي.

وقال "بعد ثلاث سنوات من التحليل والعمل، يسعدني أن يرى الشعب الفلسطيني هذه الرؤية التي أطلقتها إدارة الرئيس ترمب، وتهدف إلى التعامل مع طموحات الشعب الفلسطيني والوصول أخيرًا إلى حل لهذا الصراع".

إقرأ/ي أيضا: شاهد: ترامب ينشر خريطة دولة فلسطين المستقبلية

وأضاف "تدعو الرؤية إلى إقامة دولة فلسطينية تكون عاصمتها في أجزاء من القدس الشرقية، وتضمن لكل المسلمين الذين يرغبون بالصلاة سلميًا في الحرم الشريف أن يكونوا قادرين على ذلك".

ودعا كوشنر، الشعب الفلسطيني إلى قراءة الرؤية ليروا بأعينهم أننا نأخذ الطموحات السياسية لهم على محمل الجد. كما قال.

ولفت المستشار الأميركي، إلى الخريطة التي نشرها ترمب عبر حسابه في تويتر، مشيرًا إلى أنها تظهر ما ستكون عليه دولة فلسطين المستقبلية. مبينًا أن إسرائيل وافقت عليها رسميًا بناءًا على إجراء مفاوضات مبنية على هذا المبدأ.

وقال "هذه هي المرة الأولى التي توافق فيها إسرائيل على هذه التنازلات الكبيرة، ولقد استخدمت الولايات المتحدة علاقتها الوثيقة مع إسرائيل لإقناعهم بأن هذه التنازلات التاريخية لخلق دولة فلسطينية مستدامة ومزدهرة تصب في مصلحة اسرائيل على المدى البعيد".بحسب صحيفة القدس المحلية

وأضاف "الرؤية للسلام التي أطلقها الرئيس ترمب متجذرة في مبدأ أن السلام الدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين يجب أن يكون مبنيًا على اتفاقية ترضي الطموحات الأساسية للشعبين – بشكل يضمن الأمن والكرامة وتوافر الفرص للجميع".

إقرأ/ي أيضا : فـتح تكشف أهم نتائج اجتماع القيادة الفلسطينية

وشدد كوشنر على أن هذه الرؤية تدعو إلى قيام دولة فلسطينية معترف بها دوليًا بما يحقق الطموحات الفلسطينية في الإستقلال وتحقيق الحكم الذاتي والكرامة الوطنية. مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية مستعدة للعمل مع القيادة الفلسطينية والمجتمع الدولي لبناء المؤسسات الفلسطينية والاقتصاد الفلسطيني للوصول إلى نتيجة ناجحة.

وجدد تأكيده على أن عاصمة دولة فلسطين ستكون القدس، وستشمل مناطق في شرقي المدينة، مشيرًا إلى أن إدارة بلاده ستقف مع القيادة والشعب الفلسطيني بعد إبرام اتفاقية سلام مع إسرائيل، وحينها ست فتح سفارة للولايات المتحدة في دولة فلسطين. كما قال.

وأضاف "حتى خلال مفاوضات اتفاقية أوسلو لم تكن إسرائيل مستعدة للاعتراف بدولة فلسطينية، وخلافًا لجهود الماضي، ما بين أيدينا الآن ليست مجرد خطة وأفكار، بل شيء يمكن أن يتحقق فعليًا".

وبشأن المسجد الأقصى، قال كوشنر إن الإدارة الأميركية تدرك مدى أهميته وقيمته للمسلمين حول العالم، وفي إطار الخطة ستكون الأماكن المقدسة مصونة، مع ضمان حرية العبادة للجميع ليأتوا ويصلوا بسلام، مما سيمكن أكثرمن 1.5 مليار مسلم من زيارة الأماكن المقدسة في المدينة والصلاة فيها.

وعن إمكانية تقديم إسرائيل تنازلات بشأن المستوطنات والأراضي، أكد كبير مستشاري البيت الأبيض، أن "رؤية السلام" توجب على إسرائيل أن توقف التوسع في المستوطنات لمدة أربع سنوات على الأقل لكي تتيح للقيادة الفلسطينية الفرصة للتفاوض على صفقة نهائية.

إقرأ/ي أيضا: العاهل السعودي يهاتف الرئيس عباس ويبلغه بهذه الرسالة

وقال "إذا كان لدى الفلسطينيين تعليقات أو اقتراحات لتحسين الخريطة، فنحن ندعوهم للحضور إلى المفاوضات لعرض آرائهم".

وحول الشق الاقتصادي من الرؤية الأميركية التي تم الكشف عنها في البحرين في حزيران/ يونيو من العام الماضي، قال كوشنر إن من أكبر الأفكار التي خرجنا بها من ندوة "السلام إلى الإزدهار" في المنامة هي أن العالم يؤمن بالشعب الفلسطيني ويود مساعدته.

وأضاف "الفكرة الأخرى التي خرجنا بها هي أن إسرائيل لم تكن سبب معاناة الشعب الفلسطيني بقدر ماكان السبب هو غياب القيادة وسوء الحكم، ولو تمكنا من تحقيق تقدم في هذين الأمرين، فسوف تتدفق الاستثمارات وفرص العمل .. لدى الشعب الفلسطيني إمكانيات كامنة عظيمة، ويدرك كبار رجال الأعمال الإمكانيات العظيمة الموجودة هنا والتي لم تستغل بعد".

وتابع "الخطة الاقتصادية التي أعلنا عنها، في ظل البيئة السياسية المناسبة، ستمكن الفلسطينيين أخيرًا من التحكم بمستقبلهم الاقتصادي .. مبلغ الخمسين مليار دولار في شكل استثمارات في خطتنا سيكون عامل تغيير كبير للشعب الفلسطيني، وسيكون له صدى واسع عبر المنطقة".

وواصل "قام أفضل الاقتصاديين في العالم بتحليل الرؤية للسلام وإمكانيات الاقتصاد الفلسطيني الكامنة، واستنتجوا أنها ستخلق أكثر من مليون فرصة عمل جديدة وستضاعف الناتج المحلي الإجمالي وستهبط بمستوي البطالة إلى أقل من عشرة بالمئة وستقلل من مستوى الفقر بنسبة 50 بالمئة".

وأردف "هذا هو المستقبل الذي نرغب به أنا والرئيس ترمب للفلسطينيين، وأنا سعيد بأنه لدينا الآن طريق حقيقي للوصول إلى هذا المستقبل .. هناك اهتمام كبير بتمويل هذه الخطة بشرط الوصول إلى صفقة سلام نهائية. أكرر، هذه فرصة تاريخية".

وعن الفوائد الأخرى التي ستعود على الاقتصاد الفلسطيني من هذه الرؤية، قال كوشنر "أحد أهداف الرؤية للسلام هو ضمان أن يكون لدى الفلسطينيين والإسرائيليين نفس الفرص المتاحة لغيرهم بالعالم .. هذه الرؤية ستخلق سبل مواصلات لتسهيل الحركة بين غزة والضفة الغربية وكامل دولة فلسطين، وستسمح أيضًا بإستغلال وإدارة المنشآت المخصصة في مينائي حيفا وأسدود إلى أن يتمكن الفلسطينيون من إنشاء ميناء خاص بهم".

إقرأ/ي أيضا: هكذا علقت الإمارات على إعلان "صفـقة القرن"

وأضاف "تشمل الرؤية أيضًا إنشاء منطقة منتجعات في شمال البحر الميت واستمرار أنشطة الفلسطينيين الزراعية في وادي الأردن، وأيضًا إمكانية إنشاء مطار جديد في غزة، إلى جانب إمكانية مناقشة اتفاقية تجارة حرة بين الولايات المتحدة ودولة فلسطين المستقبلية".

وتابع "في ظل الحرية السياسية وتوافر هذه الاستثمارات أعتقد أن العالم سيرى أخيرًا ما يستطيع الشعب الفلسطيني أن يحققه".

وبشأن قضية اللاجئين، قال مهندس الخطة الأميركية، إن هذه الرؤية تقدم حلاً عادلاً للاجئين الفلسطينيين بما يضمن أن تكون لديهم الفرصة لإعادة بناء حياتهم في أرض توفر لهم الأمن والأمان.

وبين أنه سوف يُعرض على اللاجئين أن يختاروا ما بين العودة إلى دولة فلسطين المنشأة حديثًا، أو الإندماج في الدول التي يقيمون فيها حاليًا، أو الاستقرار في دولة ثالثة.

ولفت إلى أن الرؤية تهدف أيضًا إلى إنشاء وديعة مالية كبيرة لدعم اللاجئين وتعويضهم، وستضمن أن جميع اللاجئين سوف يكون لديهم أخيرًا مكان يعتبرونه موطنًا لهم. كما قال.

وحول الأسباب التي قد تدفع القيادة الفلسطينية للتفاوض على ذلك، قال كوشنر "في الماضي كان هناك الكثير من الاستعراض والوعود الكاذبة، ولكن هذه الرؤية، بالإضافة إلى الاتفاقيات مع الإسرائيليين، هي شئ حقيقي، وهذا الصراع يمكن أن ينتهي لو كانت القيادات مستعدة".

وأشار إلى أن الجانب الإسرائيلي أكد للرئيس ترمب أنهم متحدون ومستعدون للتفاوض مع الفلسطينيين، وأنه سوف يكون لديهم المرونة لمحاولة الوصول إلى صفقة نهائية.

إقرأ/ي أيضا: الفنانة إليسا تعلق على إعلان صـفقة القرن.. القدس لنا

وقال "إذا كانت لدى القيادة الفلسطينية أية إشكالات مع الرؤية فإنه يجب عليهم دراسة تفاصيلها والتعبير عن اعتراضهم على أمور محددة على طاولة المفاوضات .. تكرار التشدق بالشعارات القديمة والشتائم لم ينجم عنه حياة أفضل للشعب الفلسطيني الذي بات يدرك أفضل من غيره مدى الصعوبات التي يواجهها في ظل الوضع القائم .. ولكي نضع نهاية لهذا النمط من المعاناة للأجيال القادمة من الفلسطينيين والإسرائيليين فإنه يجب علينا أن نتحرك الآن".

وأضاف "هذه الرؤية، إذا ما تم تطبيقها بشكل صحيح، ترى مستقبلاً به دولة فلسطين معترف بها دوليًا، ومستقلة اقتصاديا، ومزدهرة .. أوجد الرئيس ترمب فرصة تاريخية لتغيير مصير الشعب الفلسطيني، وكلي أملٌ أن تكون لدى القيادة الفلسطينية الشجاعة للسعي بهذا الاتجاه".

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن ترامب في مؤتمر صحفي بواشنطن " صفقة القرن " المزعومة، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو .

وتتضمن الخطة التي رفضتها السلطة الفلسطينية وكافة فصائل المقاومة، إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.

ورفضت السلطة الفلسطينية قبل أشهر أي وساطة أمريكية في مفاوضات سلام، معتبرة أن قرارات مثل الاعتراف بمشروعية المستوطنات وبالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، أمور تقتل عملية السلام وتعتبر انحيازا كامل للرغبات الإسرائيلية على خلاف القرارات الدولية والأممية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

وخرجت مظاهرات كبيرة في مدن الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، أمس الثلاثاء، رفضا للخطة الأمريكية المزعومة، والتي تأتي وسط رفض فلسطيني لوساطة الإدارة الأمريكية الحالية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد