عاموس يادلين : استراتيجيتنا تتخلص في استمرار الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية
قال عاموس يادلين رئيس معهد أبحاث الأمن القومي الاسرائيلي ان استراتيجية إسرائيل تتخلص في استمرار الانقسام الفلسطيني بين قطاع غزة والضفة الغربية والتفريق بينهما ، والتوصل الى تهدئة بأقل ثمن ممكن وضرورة العمل على تهدئة الأوضاع الأمنية في الجبهة الفلسطينية.
ويسود الانقسام السياسي أراضي السلطة الفلسطينية منذ منتصف يونيو/ حزيران 2007، عقب سيطرة حماس على غزة، بعد فوزها بالانتخابات البرلمانية، في حين تدير حركة فتح الضفة الغربية.
وأضاف يادلين في حديث مع صحيفة معاريف الإسرائيلية إن "المشكلة الحقيقة أمام إسرائيل لا تكمن في سوريا، وإنما من مصانع الصواريخ في لبنان، وهي فرصة للتحذير من التوجهات الإيرانية لاستكمال برامجها النووية".
وأوضح يادلين الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية-أمان: "أكدنا أن إيران هي الخصم الحقيقي الأساسي لإسرائيل، وهي تدير مع إسرائيل معركتها في كلا مجالين: المجال النووي، والذراع التقليدي القائم على الوجود العسكري في سوريا من جهة، ومن جهة أخرى بناء مصانع الصواريخ الدقيقة في لبنان، وربما في العراق".
إقرأ/ي أيضا: يديعوت: هكذا سهّل قـاسم سليماني عملية اغتياله !
وأكد أنه "بعد أن شعرت إيران بزيادة ثقتها بأمنها القومي عقب عدم الرد الأمريكي على إسقاط الطائرات الأمريكية من دون طيار، وانتشار قناعات في المنطقة بأن دونالد ترامب يريد الانسحاب من الشرق الأوسط، جاءت المفاجأة الأمريكية باغتيال قاسم سليماني ، مما يتطلب إعادة التفكير الإسرائيلي من جديد: فهل الإيرانيون مستعدون لتقبل هذه الضربة الكبيرة، أم أن الأمريكان سينسحبون فعليا من المنطقة".
وأوضح أن "إيران في حالة تسلح وجاهزية ومواصلة عمل لحيازة سلاح نووي منذ 2008، ومنذ ذلك الوقت لم تحدث تراجعا، بل تقدما، ولذلك فإن تقدير جهاز الاستخبارات الأخير الذي تحدث أن إيران خلال عامين ستكون حائزة على السلاح النووي فاجأني كثيرا، فالإيرانيون يريدون الاقتراب أكثر من أي وقت مضى من تحقيق هذا التطلع، دون أن يدفعوا أثمانا مقابل ذلك".بحسب عربي 21
وأضاف أن "إسرائيل دعمت الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، لكني سألت نفسي: ماذا سنفعل لو واصل الإيرانيون جهودهم لحيازة السلاح النووي؟".
وأشار إلى أن "التهديد الحقيقي على إسرائيل لا يأتي من سوريا، بل من لبنان، ومصانع إنتاج الصواريخ الدقيقة، وكميتها الكبيرة، مما يتطلب من الجيش الإسرائيلي اتخاذ قرار واضح عن الاستراتيجية التي ستقوده نحو معالجة هذا التهديد، صحيح أن الأمر ليس مستعجلا حتى الشهر القادم، لكني لا أريد الاستيقاظ في 2022 حين يكون لدى حزب الله مئات، وربما آلاف الصواريخ الدقيقة، وهذه مهمة رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي".
إقرأ/ي أيضا: معاريف: مشكلة غـزة بعيدة عن نهايتها واحتمال التصعيد مرتفع
أما عن عدم وجود حكومة إسرائيلية مستقرة، وعدم قدرتها على اتخاذ قرارات استراتيجية بعيدة المدى، وتأثيرها على استراتيجيتها للتعامل مع التهديدات الماثلة، فإنه بالنسبة لإيران، فإن "الاستراتيجية لم يتم تحديثها بعد بسبب ما عشناه من ثلاث معارك انتخابية متلاحقة خلال عام واحد".
وختم بالقول بأنه "كان لدى إسرائيل حلمان أساسيان: تزعزع النظام الإيراني بسبب الضغوط الاقتصادية، وأن يتخذ الإيرانيون قرارا أحمق، ونتيجة لذلك يقوم ترامب بمهاجمتهم، لكني أعتقد أن هذه الاستراتيجية الإسرائيلية القائمة على الأحلام ليست واقعية".
وتعتبر الانتخابات الاسرائيلية القادمة، حاسمة لمستقبل نتنياهو السياسي، الذي أخفق في تشكيل حكومة بعد انتخابات أبريل/ نيسان، وسبتمبر/ أيلول 2019.