خبير إسرائيلي: 4 دلالات لعملية اغتيال قاسم سليماني
تحدث خبير عسكري إسرائيلي، عن الدلالات التي تحملها عملية اغتيال اللواء قاسم سليماني قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني في غارة أمريكية مطلع يناير الجاري.
وقال عاموس غلبوع الخبير الأمني في مقاله على موقع "نيوز ون" إن اغتيال سليماني شكل إهانة قاسية لإيران، وأرسل للعالم رسالة مفادها أن العبث مع "ملك الغابة" قد يعود بنتائج سلبية، مما يؤكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لديه استراتيجية واضحة لمنطقة الشرق الأوسط، ويجعل من الاغتيال وسيلة مهمة لتخفيض أي توتر عسكري قد ينشب وصولا إلى حرب شاملة".
وأضاف أن "أولى هذه الدلالات الإسرائيلية من اغتيال سليمان مفادها المفاجأة، وعدم فهم العدو، مما يعيدنا إلى العام 1988، حين أعلن أحد كبار ضباط جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، تقريرا للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست تقديرا حول مآلات الحرب العراقية الإيرانية التي دخلت عامها الثامن".
وأوضح غلبوع، عميد الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، أن "مفاد التقدير الاستخباري الإسرائيلي الذي قدم آنذاك أنه لا مجال لأن توافق إيران على وقف إطلاق النار، وقد اعتمد على عدة معايير أهمها شخصية الخميني، الذي أعلن عدة مرات أنه لن يكون هناك وقف للحرب إلا بعد الإطاحة بنظام صدام حسين في العراق، لأن شعار الحرب الايرانية كان "حرب، حرب، حتى الانتصار"".
وأشار غلبوع، المستشار السابق بمكتب رئاسة الوزراء للشؤون العربية، وألف سلسلة كتب عن المخابرات الإسرائيلية، ويكتب دوريا في الصحافة، أن "اللافت أن ضابط الاستخبارات الإسرائيلية الكبير، وهو في طريق عودته من اجتماع لجنة الخارجية والأمن من القدس إلى تل أبيب سمع في إذاعة السيارة أن الخميني أبدى استعداده لوقف إطلاق النار، وهناك كانت المفاجأة"، بحسب موقع عربي 21.
وأكد أنه "في يوم واحد فقط قبل اغتيال سليماني أكد كبار الخبراء في معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب أن الولايات المتحدة ستمتنع عن القيام بأي عمل ضد إيران لاعتبارات واضحة، من بينها أننا في عام الانتخابات، والرغبة الأمريكية بعدم الانجرار لمواجهة شاملة، وهكذا".
وأردف أنه "في كلا الحالتين، فإن الخطأ في التقدير الاستخباري الإسرائيلي نابع من هدم فهم أحد أطراف اللعبة بصورة صحيحة، وفي هذه الحالة لم يفهم الإسرائيليون جيدا شخصية ترامب، وهنا جاءت المفاجأة".
وأوضح أن "الدلالة الثانية تتعلق بطبيعة الاغتيال ذاته، لأنه خلال دقائق معدودة فقط أثبت ترامب أنه ملك الغابة، ويتصرف كما لو كان أسدا فعليا، وجاء الاغتيال بصورة لم تحلم بها إيران، أو تتوقعها، لأن الاغتيال أهان إيران فعليا، وتسبب بأذى كبير للشيعة حول العالم، وشكل ضربة قوية جدا للزعيم الإيراني خامنئي، الذي اعتبر سليماني كأحد أبنائه".
وأشار أن "الاغتيال شكل عقبة كأداء حقيقية في طريق تحقيق إيران لتطلعاتها الامبراطورية الإقليمية، وجاء الاغتيال رسالة لكل حلفاء الولايات المتحدة مفادها أنه يمكنكم الاعتماد علينا، ولن تترك المنطقة، ولن نتخلى عن أصدقائها وحلفائها".
وأضاف أن "الدلالة الثالثة تتعلق باستراتيجية ترامب، بعكس ما يتردد في الأوساط الإسرائيلية بأن ترامب ليس لديه استراتيجية تجاه المنطقة، لكن اغتيال سليماني جاء لإحداث انقلاب في كل المشهد، وفيما جاءت استراتيجية باراك اوباما تصالحية تجاه إيران، ودمجها في المنطقة، فقد جاءت سياسة ترامب معاكسة تماما".
وأوضح أن "استراتيجية ترامب بعد الاغتيال تهدف لكبح جماح إيران، وتقييد حركتها، وإضعافها، وحرمانها من حيازة السلاح النووي، والصواريخ بعيدة المدى، وقدرة على التشويش على أوضاع المنطقة، وجاءت أداة ترامب الناجحة في تنفيذ استراتيجيته هذه من خلال العقوبات الاقتصادية، والضغط الذي يؤدي في النهاية إلى نتائج ايجابية تتعلق بإضعاف النظام".
وختم بالقول أن "الدلالة الرابعة تتعلق بالوجهة التي تأخذها المنطقة بعد اغتيال سليماني، فرغم كل المخاوف فان الاغتيال سيأخذ المنطقة نحو قليل من التصعيد العسكري، ليس فقط لأن سليماني لم يعد موجودا، ولكن لأن النظام الإيراني سيضطر من جديد لإجراء حسابات مطولة قبل التحرش بـ"الأسد ملك الغابة"، مما يجعل إيران تكتفي بالانتقام الرمزي الأخير، ليس أكثر".