هآرتس: اعتقال خلية الشعبية سياسي ولا علاقة لغالبيتهم بعملية التفجير
كشفت وسائل إعلام عبرية، اليوم الجمعة، أن اعتقال "خلية الجبهة الشعبية" المكونة من 50 عنصرا بينهم قيادات وكوادر بارزة بالجبهة، منذ حوالي شهرين، هدفه سياسي وليس أمني كما ادعى جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك".
وقالت صحيفة "هآرتس" إن معظم المعتقلين طلاب، موضحة أن غالبيتهم ليس لهم أي علاقة بعملية تفجير العبوة في "عين بوبين" التي وقعت في آب/ أغسطس 2019، وأدت لمقتل مستوطنة.
وأشارت "هآرتس" إلى أن غالبية المعتقلين اتهموا فقط بالانتماء للجبهة الشعبية، لافتة إلى أن بعضهم نقل للاعتقال الإداري.
وذكرت أنه تم توجيه تهم سياسية لهم بهدف الانتقام، وللقضاء على هذه المنظمة "الجبهة" التي تقلصت قوتها في السنوات الأخيرة بالضفة، مع حظر أي جمعية سياسية لها بموجب قوانين الاحتلال.
ووفق الصحيفة العبرية، فإن غالبية أعضاء الخلية تعرضوا لتعذيب شديد وليس فقط سامر عربيد الذي كسر 16 ضلعًا من جسده وتضررت أعضاء جسده الداخلية ونقل في حالة حرجة لأحد المستشفيات قبل أن تتحسن حالته مؤخرًا.
وتحدثت الصحيفة في تقريرها عن الطالبة ميس أبو غوش من مخيم قلنديا والتي اعتقلت ضمن الخلية، حيث وجهت لها اتهامات وصفتها الصحيفة بـ "السخيفة"، مشيرةً إلى تعرضها لتعذيب قاسٍ.
وقال والدها محمد أبو غوش إن اعتقال ابنته أصعب عليه من استشهاد ابنه الذي نفذ عملية طعن منذ نحو 4 سنوات.
ووجهت لائحة اتهام ضد أبو غوش تضمنت عملها في لجنة طلاب الإعلام ب جامعة بيرزيت ، والعمل التنظيمي الطلابي للشعبية، وحمل قنابل مولوتوف، والتواصل "مع عدو"، وحضور مؤتمر حول العودة، وحديثها الإعلامي عبر لقاء إذاعي حول شقيقها الشهيد، وإعدادها مع عدد من الطلاب لمعسكر صيفي خاص بالشعبية.
واستهزأت الصحيفة بما أسمتها انجازات الشاباك الوهمية، خاصةً تلك المعلومة الخطيرة (استهزاء من الصحيفة) بإحباط تشكيل مخيم صيفي للشعبية.
ونوه والد الفتاة، إلى أنه سيتم رفع دعوى قضائية من فريق الدفاع عنها بشأن الإجراءات التي اتبعت في التحقيقات ضدها.
وأشارت الصحيفة، إلى أن جيش الاحتلال هدم شقة سكنية تعود لعائلة الفتاة أبو غوش بعد استشهاد شقيقها.
وتحدث والدها عن حالة الرعب التي تسبب بها الجنود خلال عملية الاقتحام الكبيرة التي قام بها جيش الاحتلال لاعتقال ميس.
ولفت والدها إلى أنه تم استدعائه أكثر من مرة وتوجيه أسئلة له حول ابنته وكان يرفض التعاون مع ضباط "الشاباك" في الإجابة على أسألتهم، وكانوا يهددونه بالحكم بالسجن 20 عامًا بحق ابنته، ويتهمونها بأنها "إرهابية".
وبين أن ضباط الشاباك حاولوا "دق إسفين" بينه وبين ابنته بعد محاولة إحداث نزاع بينهما بشأن الشاب قسام البرغوثي أحد المشاركين في عملية عين بونين، والذي كان يتجهز للزواج من ابنته ميس. وبعد التهديدات قال للضباط بسخرية "كلاهما معتقلان، وليتم محاكمتهما 20 عامًا ويتزوجان في السجن".
وأوضح أنه تم في مرة أخرى استدعائه وزوجته، وتم جمعهما بابنتهما التي لم يتعرفوا عليها من شدة التعذيب الذي تعرضت له، وكانت تمشي بصعوبة، وفقدت الكثير من وزنها، مشيرًا إلى أنه وزوجته عانقوا ابنتهم وعبروا عن فخرهم بها، وفور انتهاء الجلسة معها وعودته لبيته اتصل بالمحامي لإطلاعه على ما جرى.
وقال والدها إنه زارها منذ نحو شهر وسألها عما فعله الاحتلال بها، فقالت له "لا أريد أن أجيبك الآن" وكانت تذرف الدموع. وفق ما نقله موقع صحيفة القدس المحلية.
ويوم 18 ديسمبر 2019، ادعى "الشاباك" أنه كشف، بمساعدة جيش الاحتلال والشرطة الإسرائيلية، تنظيم عسكري "واسع ومنظم" مؤلف من نشطاء في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وزعم أن هذا التنظيم نفذ عملية تفيجيرية في عين بوبين، الذي أسفر عن مقتل مستوطنة وإصابة والدها وشقيقها.
يذكر أنه في أعقاب هذه العملية اعتقلت قوات الاحتلال عددا من الناشطين بينهم الأسير سامر عربيد، الذي وُصف كقائد خلية، وتعرضت حياته لخطر شديد في أعقاب تعذيبه في أقبية "الشاباك".
وحسب الشاباك، قإنه أجرى تحقيقا وأن هذا التنظيم نفذ عمليات إطلاق نار وخطط لتنفيذ عمليات كبيرة أخرى في الفترة القريبة.
واعتقل الشاباك وحقق مع قرابة 50 ناشطا، بينهم قياديين في الجبهة الشعبية في الضفة الغربية، وادعى آنذاك أنه ضبط أسلحة في بيت قريبة عربيد، وأن ناشطين جرى التحقيق معهم أدلوا بتفاصيل حول الاستعدادات لتنفيذ عملية عين بوبين وكيفية تنفيذها، وأن جمع المعلومات حول موقع العملية تم عدة أسابيع من تنفيذها، وأنه تجول عدد من الناشين في المنطقة وقدموا خطة العملية للعربيد، الذي صادق عليها.