القدس أهم من العملية الانتخابية
بالفيديو: اشتية: الرواتب والمستحقات اليوم ولا اقتطاعات على الموظفين وموازنة كاملة في 2020
أكد محمد اشتية رئيس الوزراء الفلسطيني، أن رواتب الموظفين العموميين عن شهر 12 الماضي، ستصرف (اليوم) الأحد، بالإضافة إلى باقي المستحقات من الشهر الأخير للأزمة.
وقال اشتية خلال لقاء تابعته وكالة (سوا) الإخبارية عبر تلفزيون فلسطين إن الحكومة ستتعاطى مع القضايا المستحقة من أموال وغيره، وستدفع للموظفين كما كل قرش يصلها، منوها إلى أن "الجانب الإسرائيلي يريدنا أن نبقى في الأزمة".
ولفت إلى أن القرار الإسرائيلي باقتطاع أموال الضرائب "المقاصة" ومجمل العقوبات على الأراضي الفلسطينية موجودة على طاولة القيادة لاتخاذ قرار فيها، مستطردا : "ذاهبون لقرارات بهذا الموضوع".
وفي رده على سؤال حول إمكانية وجود اقتطاعات على رواتب الموظفين في الأشهر القادمة، قال اشتية : "ان شاء الله لا"، مضيفا : "سنبقى بكل ما نستطيع أن نخرج من هذه الأزمة".
وعبّر رئيس الوزراء عن أمله بأن يكون حجم المساعدات العربية والدولية في عام 2020 بقدر يساعد الحكومة على عدم البقاء في الأزمة كما تريد لها إسرائيل أن تكون.
وفي سياق متصل، أشار إلى أن الحكومة ستبقى وفية لأسر الأسرى والشهداء، مشددا على أنه لا تراجع عن دفع كامل مستحقاتهم.
لا موازنة طوارئ في 2020
وذكر أن الحكومة عملت على موازنة طوارئ خلال عام 2019، مبينا أن الربع الأخير من العام الماضي كان الأفضل، حيث انخفضت فيه نسبة البطالة 2%، وزاد النمو، وكذلك المؤشرات المهمة المتعلقة بالقطاع الزراعي.
وبهذا الصدد، قال اشتية : "لن ندخل عام 2020 بموازنة طوارئ. نعد الآن لعام 2020 موازنة كاملة متكاملة"، مستطردا : "يمكن أن يكون حجم المال الذي بين أيدينا ليس مثل ما كنا نتوقع. سنسير بذات النهج الذي كنا عليه في 2019، ليس من ناحية الاقتطاعات على الموظفين، إنما الإدارة المالية العامة".
وأوضح أنه سيتم فتح المجال لكل الحريات وإمكانيات القطاع الخاص بأن يضخ مالا جديدا لاستثمارات جديدة، منوها إلى أن الحكومة قدمت "خارطة طريق" للقطاع الخاص الفلسطيني في القضايا التي تشكل أولوية وطنية استثمارية.
ووفق اشتية، فإن الرئيس محمود عباس فتح للحكومة مجموعة من الطرق، مبينا أن زيارة للسعودية ستتم بعد 23 فبراير المقبل، وكذلك زيارات لعمان وقطر والكويت والمغرب؛ من أجل تشبيك مصالح الناس، والعلاقات التجارية والاستثمارية مع الدول العربية.
الانفكاك عن الاحتلال
وفي سياق منفصل، قال اشتية : "نتبنى استراتيجية واضحة هدفها الرئيسي الانفكاك عن الاحتلال"، مبينا أن الانفكاك يعني تعزيز المنتج الوطني والعمق العربي والعلاقات التجارية مع العالم.
وذكر اشتية أن الحكومة أوقفت كامل التحويلات للجانب الإسرائيلي، في طريق الانفكاك عن الاحتلال، مشيرا إلى أنها مستمرة في تطوير مشاريع العناقيد في محافظات الوطن كافة.
وبحسب رئيس الوزراء، فقد بدأ العمل على تجهيز مصنع أعلاف في الخليل بقيمة 19 مليون دولار بهدف توفير اعلاف فلسطينية، منوها إلى أن "الاعلاف التي نستوردها سنويا قيمتها اكثر من 200 مليون دولار".
وبشأن المحروقات، قال اشتية : "نستورد وقود وبترول من إسرائيل شهريا بقيمة 650 مليون شيكل، ونستهلك حوالي 3 مليون لتر، حيث أن أكبر مصروف من الخزينة الفلسطينية يصرف على هذا البند".
وأشار إلى أنه تم الاتفاق مع العراق على استيراد البترول عبر الأردن وأن يكون سعر البرميل أقل من السعر العالمي بـ16 دولارا، موضحا أنه جرى تقديم طلب للجانب الإسرائيلي لاستيراده "لكن لغاية اللحظة لم يصلنا جوابا".
وفي ذات السياق، جدد اشتية التأكيد أن الحكومة ستبقى ملتزمة بدفع فاتورة الكهرباء في المخيمات، كاشفا أنه سوف يتم تشغيل ثلاث محطات للكهرباء في الضفة الغربية.
كما أكد اشتية أن 2020 سيكون عام الاهتمام بالشباب، موضحا أن "إلغاء 120 برنامجا اكاديميا جاء بهدف الملاءمة مع احتياجات سوق العمل، وأن العمل جار على وضع حجر الاساس لجامعة متخصصة بالتعليم المهني".
وعقب اشتية على الجدل حول اتفاقية "سيداو"، قائلا : "لن نمارس ما يتعارض مع قيمنا الدينية والوطنية".
الانتخابات الفلسطينية
وتطرق رئيس الوزراء إلى موضوع الانتخابات، وأكد أنها استحقاق وطني وأن الحكومة تريد للعملية الديمقراطية أن تعيد إشعاعها للمجتمع الفلسطيني.
وقال : "لم يعد امامنا إلا الاحتكام إلى الشعب بعد أن أخفقت الاتفاقيات في انهاء الانقسام"، لافتا إلى أن "عقبة حماس و غزة انتهت"، ولم يتبق سوى عقبة القدس وإسرائيل "التي لم نسمع منها جوابا بعد سواء بالسلب أو الإيجاب". وفق حديثه.
وأضاف رئيس الوزراء أن الرئيس عباس سيدعو القيادة الفلسطينية للاجتماع حول هذا الموضوع.
وشدد اشتية على أن "القدس أهم من العملية الانتخابية ولا انتخابات بدونها ولا نريد أن نقع تحت ضغط دولي"، مؤكدا في الوقت ذاته وجود إرادة سياسية من الرئيس واللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وفصائل العمل الوطني والإسلامي كافة بإجراء الانتخابات.
وأشار إلى أن الرئيس عباس الأكثر حرصا على أن تجري الانتخابات، مضيفا : "نريد تجديد الشرعيات للمؤسسات الفلسطينية".
التفاهمات في غزة
وفي موضوع التفاهمات، قال اشتية إن الرئيس عباس دعا للانتخابات ردا على " صفقة القرن "، معتبرا أن إنجاحها هو الرد الحقيقي والجدي على الصفقة الأمريكية الإسرائيلية.
وأضاف أن "اللعبة الإسرائيلية من اليوم الأول، اسمها غزة أولا وأخيرا"، لافتا إلى أن "صفقة القرن" تهدف إلى ابتلاع الضفة الغربية كاملا من قبل إسرائيل وكيانية فلسطينية في غزة معزولة عن الضفة.
وعدّ اشتية أن التسهيلات الإسرائيلية لغزة "من أجل دفع القطاع خارج المشهد الفلسطيني"، مستطردا : "الرد على هذا المشروع، كان بانطلاقة حركة فتح، حيث رد أهلنا بالخروج إلى الشوارع وقالوا إنهم مركب رئيسي من المشروع الوطني والدولة الفلسطينية المستقلة". كما قال.
وتابع إن "ما يجري مركب رئيسي في الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية، وضمن الحملة الانتخابية لنتنياهو"، واصفا رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه "مثل الثور الجريح الذي يدمر كل شيء أمامه".