يخشى ضررًا سياسيًا
هآرتس: نتنياهو سيحرص على تخفيض مستوى التسهيلات لغزة
قال عاموس هرئيل المحلل العسكري في صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يخشى ضرارا سياسيا وسيحرص على تخفيض مستوى التسهيلات الى قطاع غزة .
وأضاف هرئيل في مقال نشره بالصحيفة ان التسهيلات لغزة في مجال الحركة والاقتصاد ستنفذ بالتدريج وعلى مستوى منخفض في وسائل الاعلام بقدر المستطاع بسبب تخوف نتنياهو من الضرر السياسي.
نص المقال كما نشر على صحيفة هآرتس الاسرائيلية
خصص المجلس الوزاري السياسي – الأمني، جلستين، هذا الأسبوع، للساحة الفلسطينية، مع التركيز على سبل التسوية في قطاع غزة وعلى التداعيات المحتملة ل فتح تحقيق ضد إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.
ولم يتم نشر أي قرارات، لكن التوجه في القطاع بقي واضحا – كما رسمه كوخافي أيضًا في الخطاب الذي القاه في ذكرى رئيس الأركان امنون ليفكين شاحك – إسرائيل متجهة نحو تسوية طويلة المدى مع حماس ، حتى لو قرر شخص ما بأن الجمهور سيفهم "التهدئة" بأنها أقل انهزامية. التسهيلات لغزة في مجال الحركة والاقتصاد ستنفذ بالتدريج وعلى مستوى منخفض في وسائل الإعلام بقدر المستطاع، بسبب تخوف رئيس الحكومة نتنياهو من الضرر السياسي.
ولنفس الاعتبار، سارع وزير الأمن نفتالي بينت إلى الربط، هذا الأسبوع، بين النقاش في المجلس الوزاري، والإعلان عن خطوة أخرى ضد السلطة الفلسطينية، خصم نحو 150 مليون شيكل من أموال الضرائب كعقاب على استمرار دعم السلطة للسجناء الفلسطينيين الأمنيين المسجونين في إسرائيل. السلطة ستنجح كما يبدو في تجاوز هذه الخطوة، التي ستستمر في السنة القادمة.
ولكن على المدى الأبعد، تقوم إسرائيل بتخليد مشكلة هنا. فهي لا تشير للفلسطينيين فقط بأن طريق حماس التي تصر على محاربتها عسكريا هي مجدية أكثر، بل تواصل ضرب السلطة، التي تعلن، على الأقل رسميا، عن تأييدها للتسوية بطرق سلمية.
الصورة التي تطرح فيها الرواية الإسرائيلية، مخططة وبعيدة عن أن تكون مجرد صدفة. ربما أن هذه هي أيضًا الخلفية للقرار المعروف، سواء للجيش الاسرائيلي أو المستوى السياسي، بتعظيم دور وأهمية بهاء أبو العطا ، مسؤول الجهاد الإسلامي الذي اغتالته إسرائيل في جولة القتال الأخيرة في القطاع، في شهر تشرين الثاني الماضي. في نهاية الجولة بدأ الجيش الاسرائيلي بالضغط على المستوى السياسي للتقدم نحو التسوية بذريعة أن موت رجل الجهاد أزال العائق الرئيسي من الطريق.
فعليًا، ما تزال هناك عقبات أخرى؛ بدء من خوف إسرائيل من الالتزام، مرورا بامتناع حماس عن تطبيق متشدد لوقف إطلاق النار، وانتهاء بإطلاق صواريخ أخرى من قبل الجهاد. فاذا كان الأمر هكذا لماذا حرصت جهات إسرائيلية رفيعة على وصف أبو العطا على أنه دمج محلي بين تشي جيفارا وهو شي مين؟ هذا هو أيضًا، موضوع يتعلق بالصورة. إذا كانوا يظهرون الإنجاز العسكري الكامن في إصابة إرهابي، فمن السهل كما يبدو أن يبرروا الآن خيار التسوية التي تكتنفها التنازلات من موقف قوة.
من بين التطورات الكثيرة التي تطرق لها كوخافي في خطابه، تم شطب نقطة مهمة من التغطية الإعلامية: حتى منتصف 2020، قال رئيس الأركان، سيتم استكمال بناء الجدار ضد الأنفاق في القطاع. هذا بالفعل سيحدث بتأخير بضعة أشهر مقارنة مع الجدول الزمني المخطط. ولكن إسرائيل تستكمل بذلك، كما نأمل، صد أحد الاحتمالات العملياتية الخطيرة التي كانت توجد لدى التنظيمات الفلسطينية في القطاع.
في نهاية عملية الجرف الصامد في 2014، تم تشخيص تهديد الأنفاق بصورة متأخرة كتهديد رئيسي يقتضي معالجة جذرية. الجدار العائق حول القطاع بني بتكلفة إجمالية تبلغ 3 مليارات شيكل.
وفي كانون الأول 2018 بدأ الجيش الاسرائيلي بعملية متسرعة لهدم 6 أنفاق حفرها حزب الله تحت الحدود اللبنانية. ومن المشكوك فيه أن تهديد الأنفاق سيختفي تماما من حياتنا، لكن في هاتين الحالتين قلص بصورة حاسمة مجال الفرص لدى العدو.