علق على حوارات التهدئة في غزة
بالصور: الرئيس عباس: لا انتخابات ما لم يصوت المقدسي في قلب القدس الشرقية
جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس التأكيد على أنه "لن نجري انتخابات دون أن تكون القدس داخل هذه الانتخابات، أي أن المقدسي يصوت في قلب القدس الشرقية".
جاء ذلك في كلمته في مستهل أعمال الدورة العادية الثالثة للمجلس الاستشاري لحركة "فتح" (دورة الانطلاقة)، مساء اليوم الأحد، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله .
وقال الرئيس عباس:" مع الأسف الشديد، تجري حوارات حول تفاهمات للتهدئة في غزة ، يعني هنا تُمنع عنا الأموال وتُقضم الأرض وهناك تُصنع تفاهمات للتهدئة وتفاهمات للسكوت وأموال تذهب لهم يحملها نتنياهو شخصيا ويوصلها، ونحن هنا يقطع عنا لماذا؟ ونحن يجب ألا نسأل هذا السؤال لأنه معروف، نحن نريد حلا وطنيا، ولكن المفارقة الغريبة أن هنا اتفاقات للتهدئة وهنا يوميا قرارات من أجل التضييق علينا، نحن سنبقى صامدين هنا وباقين هنا، مستمرين هنا، ولن نرتكب خطأ التاريخ في عام 1948 وفي عام 1967".
وفيما يلي كلمة الرئيس كما نشرتها وكالة الأنباء الرسمية.
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وآله أجمعين
إخوتي وأخواتي أعضاء المجلس الاستشاري، أريد أن أبدأ أولا بتهنئة أهلنا هنا في فلسطين بعيد ميلاد سيدنا المسيح كما نهنئ أنفسنا، لأن عيد الميلاد إنما هو عيد ديني ووطني، وبالتالي كل من هو على هذه الأرض يستحق التهنئة، وأيضا نهنئ المسيحيين في كل أنحاء العالم، ونهنئكم أيضا باقتراب السنة الجديدة، أتمنى على الله أن تكون سنة أفضل من السنوات التي مضت، وأن نحقق النصر إن شاء الله والوصول إلى الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأهنئكم بعيد الثورة، ثورة "فتح" التي انطلقت قبل 55 عاما، هذه الثورة التي تعتبر نموذجا للثورات في العالم، وهي من أبرز ثورات العصر الحالي، وهي التي صمدت كل هذه المدة رغم كل الظروف وكل المؤامرات التي حيكت ضدنا منذ اليوم الأول للانطلاقة، وربما نتذكر جميعا أننا في اليوم الأول للثورة اتهمنا بالخيانة، مع ذلك نقول لكم هذه الثورة التي صمدت، التي ثبتت، والتي وقفت في وجه كل الأعداء، وكما ترون هذه الأيام ما هي الهجمات التي نتعرض لها والتي نواجهها بثبات وبقوة ونواجهها بإيمان، ونحن مصرون على الاستمرار حتى نصل إلى دولتنا الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية وليس بالقدس الشرقية.
وبهذه المناسبة، أترحم على أرواح شهدائنا، الشهيد الأول ياسر عرفات، شهداء القيادة أبو جهاد، وأبو علي إياد، وأبو صبري، وعبد الفتاح حمود، وصلاح خلف، وأبو الهول، وأبو علي مصطفى، وغيرهم إلى يومنا هذا، كل هذه القافلة من الأبطال العمالقة مضوا في سبيل أن نكون موجودين هنا لنتابع مسيرتهم، لنحمل هذه الأمانة التي حملونا إليها، ولذلك نحن نعدهم أننا لن نخون الأمانة، ولن نتوانى عن استمرار النضال من أجل الوصول إلى هدفنا الذي نريده إن شاء الله.
إخوتي الأعزاء:
من المواضيع الهامة هذه الأيام التي تواجهنا هي الانتخابات التشريعية والرئاسية التي قررنا أن نجريها في أقرب وقت ممكن، وقد تمكنا من خلال الاتصالات المتواصلة مع كل التنظيمات والفصائل بما فيها حركة حماس لكي توافق على الانتخابات، وأستطيع أن أقول أن جميع الفصائل موافقة على ذلك.
ويبقى لدينا أمر وفي غاية الأهمية وهو القدس، لن نجري انتخابات دون أن تكون القدس في داخل هذه الانتخابات، أي أن المقدسي يصوت في قلب القدس الشرقية.
ولذلك هناك من يقول أصدروا المرسوم وانتظروا ضغوطا كثيرة، لماذا لا نصدر المرسوم؟ من الذي يضمن لنا أن تكون القدس من ضمن المناطق التي ستجري فيها الانتخابات، فإن هذا السؤال لجميع الذين ضغطوا علينا ولا يستطيع أحد أن يعطي ضمانة، ولا نقبل ضمانات في الهواء، إذا لم نحصل على موافقة رسمية أننا يجب أن نجري هذه الانتخابات في قلب القدس لأهل القدس، أقول لكم بصراحة لا نستطيع أن نجري انتخابات، وبذلك أرجو ألا نقرر ما يضغط علينا فيه من حيث أنه لا بد أن تصدروا المرسوم، وكأن المرسوم هو المشكلة، المرسوم ليس المشكلة الآن.
الذين يقولون أصدورا المرسوم الآن هم نفسهم الذين سعوا لإصداره دون القدس، القدس ليست مكة ولكن مدينة مقدسة عند الله سبحانه وتعالى وعندنا وعند كل المؤمنين مسلمين ومسيحيين، القدس أولى القبلتين.
إسرائيل لم تترك مجالا إلا واستغلته من أجل أن تقضم الأراضي الفلسطينية وآخرها اليوم، قررت أن تحسم الأموال التي لنا عن 2018 وقيمتها 150 مليون شيقل، وصدر قرار آخر يشرع الاستيطان، بمعنى أوعزوا لكل من لديه بيت أن يسجله في القانون لتكون أرضه ملكا للمستوطنين، حتى يقولوا تسألوننا عن مستوطنات هذه أراضينا، وهذا من أخطر القرارات التي تأخذها إسرائيل.
وبالمقابل مع الأسف الشديد، تجري حوارات حول تفاهمات للتهدئة في غزة، يعني هنا تُمنع عنا الأموال وتُقضم الأرض وهناك تُصنع تفاهمات للتهدئة وتفاهمات للسكوت وأموال تذهب لهم يحملها نتنياهو شخصيا ويوصلها، ونحن هنا يقطع عنا لماذا؟ ونحن يجب ألا نسأل هذا السؤال لأنه معروف، نحن نريد حلا وطنيا، ولكن المفارقة الغريبة أن هنا اتفاقات للتهدئة وهنا يوميا قرارات من أجل التضييق علينا، نحن سنبقى صامدين هنا وباقين هنا، مستمرين هنا، ولن نرتكب خطأ التاريخ في عام 1948 وفي عام 1967.
وحتى لا أتهم أحدا، أقول أنا واحد من الذين غادروا فلسطين في 1948 وأبكي على ذلك اليوم، مع أنني كنت طفلا ولكن كلما أتذكره أبكي، لماذا غادرنا ولماذا تركنا بلدنا؟ وحصل هذا أيضا في 1967، وأقول بصراحة، نشد على أيدي أخوتنا المليونين الذين في الداخل، الذين تمسكوا بالوطن.
نحن الأن أكثر من ستة ملايين يجب أن نحافظ على وجودنا وأرضنا مهما فعلت حكومة إسرائيل وحكومة ترمب لأن الحكومتين متلازمتان، نحن في أرضنا ووطننا ولن نغادر أبدا.
هناك قضية أخرى مهمة جدا، وهي قضية الجنائية الدولية، عندما انضممنا للأمم المتحدة كدولة مراقب، قبلنا أن نكون عضوا مراقبا لأنه كعضو أصلي يحتاج موافقة مجلس الأمن، والأميركان يستخدمون الفيتو ضدنا في أي شيء،، فاضطررنا أن نذهب للجمعية العامة، وأن نحصل على عضو مراقب، لكن هذا العضو المراقب هو رئيس مجموعة 77 + الصين، فلسطين رئيس هذه المجموعة التي تضم 135 دولة، كيف قبل العالم لنا؟ لأنه يحترمنا ويعرف إمكانياتنا ويعلم إننا قادرون على هذه القيادة، وقدناها بكل جدارة وبعد أسبوعين ستسمعون تقريرنا عندما نسلم الراية.
القضية الأخرى، قبل نحو خمس سنوات، ذهبنا للمحكمة الجنائية الدولية، عندما قررنا أن نذهب لها قيل لنا إلى أين انتم ذاهبون، قلنا للمحكمة، قالوا تريدون أخذ الإسرائيليين للمحكمة، وعملت المحكمة الجنائية الدولية أربع سنوات تقريبا مستمرة، إلى أن قررت البدء بالعمل، وخلال أقل من ثلاثة شهور ستبدأ المحكمة الجنائية الدولية، الذي اعتدى علينا سنحاسبه، ولكن هذه ستكلفنا الكثير، وبدأت الآن إجراءات إسرائيل ضدنا، وهذه الأشياء التي يتخذونها كقرار اليوم هي جزء من الإجراءات التي يتخذونها ضدنا، لكن نحن لن نخاف لأننا أصحاب حق وظلمنا، لأننا نتكلم بالحق ونطالب به، لذلك نقول للعالم إننا سنذهب للمحكمة الجنائية الدولية.
جاؤوا ليفرضوا علينا صفقة العصر، وأهم بنودها التي أعلن عنها ترمب هي ضم مدينة القدس كلها ونقل سفارته إليها وغيرها من الإجراءات التي يهددونا بها، لأجل ذلك رفضناها وتصدينا لها.