هل تستأنف مفاوضات السلام بعد الانتخابات الاسرائيلية؟

غزة /خاص سوا/ تترقب القيادة الفلسطينية برفقة العديد من الأطراف الدولية النتائج التي ستتمخض عنها الانتخابات الإسرائيلية التي من المتوقع عقدها الشهر الحالي.


وتعلق القيادة الفلسطينية ومعها الإدارة الأمريكية الآمال على فوز أطراف يسارية ومعتدلة داخل الكنيست ، للعودة إلى مفاوضات جدية مع إسرائيل في ظل تعرقلها في حقبة اليمين، بسبب مواقف الحكومة اليمينية الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو الذي شهدت حكومته العديد من الأزمات والعلاقات المتوترة مع السلطة والإدارة الأمريكية بسبب السياسات المتطرفة التي يتخذها على صعيد زيادة الاستيلاء على الأراضي بالضفة و القدس والتدخل بالمفاوضات الجارية مع إيران حول ملفها النووي.

ويرى محللون سياسيون تحدثت إليهم وكالة (سوا) عدم جدوى تجدد جولات المفاوضات بين السلطة وإسرائيل بعيد الانتخابات الإسرائيلية، في ظل عدم وجود أولويات واضحة للأحزاب الإسرائيلية المتنافسة بصناعة السلام مع الفلسطينيين.


وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال كلمته بالمجلس المركزي،على أن القيادة الفلسطينية معنية بالعودة إلى المفاوضات وبين أن "المساعي الفلسطينية لنيل الاعتراف بدولة مستقلة من دول العالم لا يعني عدم رغبة السلطة بالتفاوض مع الجانب الإسرائيلي".


وأكد الرئيس عباس أن العودة للمفاوضات تتوقف بالنسبة للسلطة على شرطين أساسيين هما وقف الاستيطان واطلاق سراح الأسرى.


ويشير المحلل السياسي أكرم عطا الله إلى امكانية قبول السلطة الفلسطينية بتجدد المفاوضات مع إسرائيل، كون السلطة قائمة بالأساس على المفاوضات، وخصوصا في ظل ما إن كانت هنالك رغبة أمريكية بالمفاوضات.


ويوضح عطا الله خلال حديث مع (سوا) أنه في حال رغبة نتنياهو في ضم حزب العمل إلى حكومته فإنه من الممكن أن يقوم بتقديم تنازلات بالذهاب إلى مفاوضات مع الجانب الفلسطيني.


ولكن عطا الله لا يتوقع أن تعود المفاوضات السياسية مع إسرائيل بالوصول إلى أي نتائج سياسية، تنهي الصراع في حال تجددها، وذلك بسبب عدم الرغبة الإسرائيلية بتقديم أي تنازلات للفلسطينيين.


ويشير إلى أن الأحزاب الإسرائيلية بكاملها ليست معنية بالتسوية وحل الدولتين لأنه لم يعد لا بالنسبة للمواطن الإسرائيلي ولا لكتل اليمين واللوبي الكبير للمستوطنين داخل الكنيست، والمتوقع أن يحظى بمقاعد كبيرة في الانتخابات القادمة، أي أولوية في التفاوض والتنازل للفلسطينيين عن الأراضي المحتلة في الضفة والقدس.


وأكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ما زال معنياً بإجراء محاولة جدية اخرى لإعادة إطلاق محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، خلال السنتين اللتين بقيتا حتى انتهاء ولايته في البيت الأبيض.


وقال مسؤول في البيت الأبيض ان القرار حول هذا الأمر سيؤخذ بعد السابع عشر من اذار - موعد الانتخابات التشريعية في إسرائيل.


ويشكك المحلل السياسي طلال عوكل من امكانية تجدد المفاوضات مع إسرائيل في ظل توقعات كبيرة بفوز اليمين واليمين المتطرف بمقاعد أكبر داخل الكنيست الإسرائيلي، مشيراً إلى أن أي محاولة جديدة للعودة إلى المفاوضات لن تكون سوى مضيعة للوقت.


ويشير عوكل إلى أن حزب العمل اليساري في إسرائيل لن يحظى بفرصة جيدة في الفوز بمقاعد داخل الكنيست الإسرائيلي تمكنه من تشكيل حكومة، مشيراً إلى أنه حتى لو استطاع الفوز بفارق مقعدين عن حزب الليكود، فستتواجد احزاب يمينية صغرى متطرفة داخل الكنيست الإسرائيلي ستتحالف مع الليكود لتشكيل الحكومة، وبالتالي ستكون الفرص ضعيفة لحدوث مفاوضات مجدية.


ويستدرك عوكل قوله، حتى لو نجح حزب العمل في الدخول للحكومة وتشكيلها برفقة أطراف أخرى فإن استئناف المفاوضات مع إسرائيل لن يكون مثمراً، في ظل اعلان القوى اليسارية في إسرائيل قبل فترة قصيرة عن القدس كعاصمة موحدة لإسرائيل والحفاظ على المستوطنات الكبرى في الضفة الغربية.


ويشير إلى أن حزب العمل سيأتي لإتمام السياسة الإسرائيلية في ذات السياق ولن يقدم أي تنازلات جديدة للفلسطينيين في ظل الوضع السياسي الراهن.


ويرى عوكل أن الحكومة الإسرائيلية القادمة التي من المتوقع أن يحظى اليمين بأغلبية فيها وفقاً لاستطلاعات الرأي الحالية، لن تعنيها الوساطة الأمريكية الكثير في ظل ما نراه في الوقت الحاضر من توجيه اليمين الاهانة للولايات المتحدة وادارة الظهر لها والتي كان آخرها بتوجه نتنياهو للكونجرس الأمريكي دون موافقة الإدارة الأمريكية.


ويوضح عوكل أن الخيار الوحيد المتبقي للسلطة يتمثل في بناء استراتيجية جديدة لا تقوم على اتجاه واحد كما نرى في الوقت الراهن من اللجوء لمجلس الأمن والجنايات الدولية، والتمحور فقط حول هذا الاتجاه، بل بضرورة تغيير وظائف السلطة الفلسطينية الحالية إلى وظائف الدولة، من خلال العمل على بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية وتوحيد المؤسسات وانهاء الانقسام السياسي بين الضفة وقطاع غزة.


ويلفت عوكل ، إلى ضرورة توسيع الاشتباك الشعبي مع الاحتلال الإسرائيلي بالضفة والقدس والاستفادة من جميع أشكال المقاومة مع الاحتلال، بما في ذلك الاستفادة من المقاومة العسكرية ضد الاحتلال في الحصول على مكاسب سياسية، في ظل استمرار التعنت الإسرائيلي وعدم تقديمه لأي تنازلات للجانب الفلسطيني.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد