بعيداً عن السياسة , ورغم أن قناعاتي والثابته , بأن السياسة هي جزء من الدين , وبدليل أن الرسل والأنبياء ساسو الأمة "قادوا الأمة" بمنهج الكتب والشرائع السماوية , وتعاملوا مع الشعوب والأمم المخالفة لهم بمنهج الشرائع السماوية أيضاً , وكان آخرهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , حيث كان إماماً ونبياً , وقائداً سياسياً وعسكرياً , ومن بعده الخلفاء الراشدين , فهم ساسو المسلمين على القرآن والسنة , وخير ما أقدم من دليل على هذا , آية معطرة من القرآن الكريم "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" صدق الله العظيم , فكلمة "محياي" في هذه الآية , تعني أن كل حياة الإنسان لله , سواء في العبادات أو في المعاملات , ولكن نظراً للنظرية والسائدة حول العالم الآن , وهي فصل الدين عن السياسة "العلمانية" , مضطراً أن أكتب "بعيداً عن السياسة" وهي تلك الجملة التي بدأت بها مقالي , لأنني لم أتحدث عن آخر التطورات في فلسطين , أو في إسرائيل , ولكنني سأتحدث عن فئة من الناس , فصلوا القرآن عن السنة , كي يرفعوا عن أنفسهم اللوم في حال المخالفة الشرعية , كما فعلوا ساسة هذه الأيام تماماً , عندما فصلوا الدين عن السياسة , ليرفعوا عن أنفسهم اللوم في حال المخالفة الشرعية أثناء أدائهم السياسي , فهذه الفئة التي فصلت القرآن عن السنة , فئة معروفة إعلامياً بإسم القرآنيين..؟!

القرآنيين هم فئة من الناس , يتعاملون مع نصوص القرآن الكريم حرفياً , وبشكل مباشر , وينكرون ما دون ذلك , ويشككون في السنة النبوية والأحاديث والفقه والتراث , والأحكام المبنية على قول الرسول , أو فقه الواقع , أو الإجتهاد , لدرجة أن أحدهم قال في إحدى الفضائيات وهو من يدعون التنوير , أن إجتهاده أصح من إجتهاد الإمام البخاري , وداعية آخر قال في قناة فضائية , أنه وطالما أن الإنسان يخطئ ويصيب , فأنا متأكد أن ما تم نقله إلينا من تراث الإسلام هو خطاً.. الغريب في الأمر أن هؤلاء القرآنيين عبارة عن تشكيلة متنوعة , فمنهم دعاة دين يسمون أنفسهم تنويريين , ومنهم يساريين , ومنهم علمانيين , ومنهم أكاديميين وباحثين.. والمشكلة أن هؤلاء جميعاً متفقين على مبدأ واحد , وهو: أن ما هو ليس مذكور في القرآن الكريم , فهو ليس ملزم لنا , ولا نأخذ به , بعنى أن الأحكام الواردة عن الرسول , وليس لها نص قرآني , لا تعتبر تشريعاً لهم , بحسب إعتقادهم .

هؤلاء القرآنيين يظهرون على الفضائيات كثيراً , ويناظرون علماء الدين , ولا يأخذون بأي حجة للعلماء , تكون مصدرها السنة والأحاديث , لأنهم يشككون بمن نقلوا السنة والأحاديث لنا من الأصل , وعلى رأسهم البخاري ومسلم , علماً بأن علماء المسلمين أجمعوا بأن أصح كتاب بعد القرآن هو "صحيح البخاري" بما يخص الأحاديث النبوية .

الرد على القرآنيين .

يجب أن يكون الرد على القرآنيين من القرآن الكريم نفسه , قال تعالى : "وما آتاكم الرسول بخذوه وما نهاكم عنه فأنتهوا" صدق الله العظيم , وأيضاً قال تعالى : "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شيئ فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا" صدق الله العظيم , هذه الآيات هي دليل قاطع على أن الرسول صاحب تشريع "بالوحي" , كما هو صاحب تفسير .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد