صور:الحصار الخانق يدخل صناعة الذهب بغزة في حالة "موت سريري"
غزة /خاص سوا/ تعاني تجارة الذهب في قطاع غزة حالة من الركود كما باقي الحرف والصناعات في القطاع الذي يرزح تحت حصار مطبق منذ أكثر من 8 سنوات، وصلت فيها نسبة الفقراء والعائلات المسحوقة إلى أرقام ومستويات مخيفة، فيما اضطر الكثيرون إلى بيع ما لديهم من المعدن الأصفر في ظل شح الأموال بين أيدي السكان.
وما أن تدخل سوق الذهب الأثري في مدينة غزة، حتى تشعر وكأن حظراً للتجوال ضرب على السوق نتيجة انعدام المشترين لهذا المعدن، فيما يجلس التجار على عتبات محلاتهم الصغيرة يتناولون المشروبات الساخنة وحالة الاحباط تكسو وجوههم.
وأثر ذلك الركود بشكل أساس على صناعة الذهب النادرة في غزة، والتي يعمل بها عدد محدد للغاية نتيجة قلة المختصين والمحترفين لهذه الحرفة وقلة المصانع نتيجة الاعتماد على شراء الذهب المستورد، فيما يصيح العاملين فيها من قلة الحركة الشرائية على الذهب والطلبيات التي انخفضت بنسبة 80 بالمائة عن السنوات التي سبقت الحصار.
ركود غير مسبوق
"جبر اسحاق فهيد" أحد العاملين في تلك الحرفة، أكد أن صناعة الذهب تعاني ركوداً غير مسبوقاً، حيث يقتصر عمله والفريق العامل معه على ساعتين يومياً فقط، يجهزون فيها ما يحتاجه بعض تجار غزة من بعض المصاغ.
وأوضح أن انعدام الحالة الشرائية في السوق تعود للأوضاع الصعبة اقتصادياً والتي أثر عليهم بشكل كبير، مبيناً أنه في السنوات التي سبقت الحصار كان يعمل مع فريقه ساعات طويلة في اليوم ليتمكنوا من انجاز ما يحتاجه التجار على عكس اليوم تماماً.
وقال "في السابق كانت العروس تشتري ما يقرب الـ 250 غرام ذهب مقابل 2000 دينار، أما اليوم ونتيجة لارتفاع سعره، فإنها تضطر لشراء من 50-60 جرام ذهب بـ 4000 دينار.
الحصار يمنع التصدير
ولفت إلى أنهم كانوا يسوقون الذهب الذي يصنعونه في غزة بالضفة الغربية، وخاصةً في مدينة الخليل جنوب الضفة، متمنياً أن تعود الأوضاع إلى سابق عهدها ليتمكن من تسويق المصاغ الذي يصنعه داخل وخارج قطاع غزة.
وأشار إلى أنه أخذ هذه الحرفة من والده "اسحاق" التاجر الغزي المعرف في صناعة وبيع الذهب منذ أكثر من نصف قرن، لافتاً إلى أن هذه الحرفة في حالة تطور وتتطلب من الصانع أن يواظب على أخذ الدورات فيها، للاستفادة من الخبرات والفنيات الجديدة التي تدخل على تلك الصناعة.
وبين أن المواد التي يعمل بها هي في الأساس من الذهب الذي يتكسر بين يدي الناس، أو من خلال المصاغ الذي بيع في الأسواق وبحاجة إلى إعادة سكب من جديد، منوها ًإلى أن "حلل" الذهب الخام التي كانت تأتي من الخارج أصبحت ممنوعة الآن بسبب الحصار الذي يتعرض له القطاع.
وحول المعيقات اللوجستية الأخرى التي تعيق تلك الحرفة، أشار فهيد إلى أن الأفران التي يتم صهر الذهب والآلات الذي يعملون بها أصبحت مهترئة بسبب طول الفترة الزمنية التي لم تجدد بها أو لم يتم عمل صيانة لها، نتيجة إغلاق المعابر ورفض الاحتلال إدخال أي معدات ثقيلة لهذه الصناعة.