قادة فصائل يجمعون على ضرورة التصدي لقرارات الإدارة الأميركية
أعرب عدد من قادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، عن ضرورة وضع آليات لعمل المقاومة الشعبية وتوحيد الجبهة الداخلية وإنهاء الإنقسام، لمواجهة إعلان الإدارة الأمريكية بشأن المستوطنات.
وفي هذا السياق، دعا أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، لأن يكون هناك توافق وجهد فصائلي موحد في مواجهة إعلان بومبيو والإجراءات الأميركية.
وقال إن بومبيو حاول شرعنة الاستيطان الاستعماري، في عدوان مستمر وشراكة مطلقة مع الاحتلال، يعكس الاستهتار بالشرعية الدولية والقانون الدولي، وتكريس لشريعة الغاب.
وأضاف ان المسؤولية مضاعفة أمام الكل الفلسطيني لمواجهة التوجه الأميركي الإسرائيلي وإجهاضه، مشيرا إلى أن دور الفصائل ليس من خلال الرفض والاستنكار بل من خلال خطوات عملية لمواجهة القرار على الأرض وفرض المقاطعة الشاملة للاحتلال، وتعزيز صمود شعبنا والتأكيد على أن الثوابت الوطنية وحق شعبنا في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.
من جهته، قال نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول "إن ردنا قد بدأ باتخاذ خطوات سياسية على مستوى العالم، كدعوة مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، والجامعة العربية، والمؤتمر الإسلامي، للاجتماع، والتواصل مع كل دول العالم من أجل هذه المسألة، والتواصل مع المحاكم والقضاء، وأضاف: سنقوم بأقصى ما يمكن من الصمود والتصدي لهذه التحديات الكبيرة التي نعيشها.
وتابع العالول: بدأنا ننسق من أجل خطوات ميدانية، ونصعد في التصدي لهذا الاحتلال ومستوطنيه، هذه مسألة محسومة وصدرت القرارات بها وبدأ الترتيب من أجل ذلك.
وأردف أن "حركة فتح والسلطة الوطنية ستتصديان للقرارات العنصرية الأميركية وما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي على الأرض من ترجمة لتلك القرارات، عبر التصعيد سياسيا وميدانيا في كافة المحافل الدولية وعلى الأرض".
وقال "إن الإجراءات التي تتخذها الإدارة الأميركية ليست انحيازا لإسرائيل، بل أصبحت مشاركة في ممارسة الاحتلال، فحين يقوم المبعوث الأميركي للمنطقة آنذاك، والسفير الأميركي لدى الاحتلال، بحمل فأس وفتح نفق في سلوان، هذه مشاركة في الاحتلال".
وأكد العالول أن تصريح وزير الخارجية الأميركية "بومبيو"، الذي جاء فيه إن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة لا تتعارض مع القانون الدولي، هو جريمة جديدة، وفي الوقت نفسه هو سلاح ذو حدين، سيصبح يوما ما ضدهم، فالقانون الدولي ينظم العلاقات بين الدول، وبالتالي هو تعدٍ ومخالف للأعراف والقوانين الدولية.
من جانبه، قال أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" ماجد الفتياني، إن الحراك سيكون ضمن برنامج وطني، من خلال تفعيل الأطر التنظيمية، ولسنا وحدنا في التصدي للاحتلال بل إن فصائل العمل الوطني المختلفة موجودة.
وأضاف: هذه المرحلة مهمة والكل الفلسطيني يجب أن يتحمل المسؤولية، بغض النظر عن المواقف المتباينة والرؤية الحزبية المختلفة.
وأشار إلى أن هناك محاولات لتحميل النظام السياسي الفلسطيني المسؤولية، بينما وطنيا الكل مسؤول، لأن المشروع الفلسطيني يجب ألا يخضع لمحاولة الهروب للأمام أو إلى الخلف.
وتابع ان المرحلة تتوجب منا توسيع دائرة المقاومة الشعبية، في مواجهة إعلان بومبيو ومختلف القرارات الأميركية، التي تتماهى مع سلطات الاحتلال.
من ناحيته، دعا القيادي في الجبهة الشعبية عمر شحادة إلى توحيد وإنهاء الانقسام وإجراء الانتخابات، لتكون مدخلا لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة، لإفشال مخططات الاحتلال وأسياده في واشنطن.
وتابع ان تصريحات بومبيو حول المستوطنات تأتي في إطار الهرطقة القانونية، ودليل على الاصطفاف والشراكة بين ترمب وقادة الاحتلال، مشيرا إلى أن هذا الإعلان لاقى الرفض والإدانات من كافة القوى الرسمية والشعبية على المستويات المحلية والعربية والدولية.
وأكد شحادة أن الإعلان الأميركي والسياسات الأميركية، تتطلب التلاحم والوحدة بين مختلف الفصائل والقوى، السبيل لتحقيق وحدة الشعب والقضية على أساس سيادة منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والتصدي لمحاولات زرع الفتن.
من جهته، قال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، إن الموقف الأميركي منسق مع أقصى اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يمثل خطرا وجوديا على القضية الفلسطينية، وهو يتطلب منا معالجة وطنية شاملة وإعادة النظر بوضعنا الداخلي.
وأضاف: هناك إجماع من الفصائل على مجابهة الخطر، وهناك ضرورة إلى إعداد تعبئة وطنية عامة على قاعدة من الوحدة وتجاوز الانقسام، مشيرا إلى أن الجبهة تقوم بتعبئة كافة كوادرها ومناضليها، وهناك ضرورة إلى إعداد تعبئة وطنية عامة على قاعدة من الوحدة وتجاوز الانقسام.
من جهته، دعا الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، إلى ضرورة توحيد الموقف الفلسطيني، مؤكدا أن وحدة الجبهة الداخلية يعزز الموقف السياسي الفلسطيني الذي يبنى عليه موقف دولي.
وشدد مجدلاني على ضرورة تصعيد المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال، التي تعكس قدرتنا على المواجهة وبناء تحالفات ومواقف دولية داعمة للموقف الفلسطيني.
وأضاف: الموقف الأميركي المتعلق بالاستيطان انقلاب على قرارات الشرعية الدولية، ويضع إدارة ترمب في مواجهة مع القانون الدولي، والإدارة الأميركية فقدت أهليتها لأن تكون طرفا وشريكا أو راعيا للسلام.
ودعا كافة دول العالم إلى إدانة ورفض هذا القرار الذي لا وظيفة له سوى دعم نتنياهو وقوى التطرف اليمني في إسرائيل، مؤكدا أن إدارة ترمب تتحمل كافة التداعيات الناجمة عن ذلك .
وقال إن موقف أميركا هو ضوء أخضر وتشجيع للاحتلال، وتشريع للاستيطان، ويتعارض مع القانون الدولي والشرعية الدولية، ويكشف عن الشراكة التامة بين إدارة ترمب ودولة الاحتلال، "فهذه الإدارة تسابق الاحتلال القائم بفرض قوانين عنصرية ضد شعب تحت الاحتلال".