يفتح الأبواب للعنف والفوضى
مسؤولون وقادة فلسطينيون: الإعلان الأمريكي حول المستوطنات خطير لهذه الأسباب
أجمع مسؤولون وقادة فلسطينيون على خطورة إعلان مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، أن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية مخالفة للقانون الدولي، مطالبين بإدانته وابتكار أساليب مختلفة لمواجهة السياسية الأمريكية.
صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وصف الإعلان الأمريكي بالخطير جدا، موضحا أنه جاء ردا على قرار محكمة العدل الاوروبية قبل ايام بمنع دخول بضائع المستوطنات لأ سواق الاتحاد.
وبين عريقات أن القرار الامريكي بهذا الشكل يأتي استباقا لإحباط امكانية اتخاذ اي قرار يجرم الاستيطان ويفتـح تحقيقا بشأنه في المحكمة الجنائية الدولية.
واضاف أن خطورة هذا القرار تكمن بإعطاء ضوء اخضر لحكومة الاحتلال لبناء مزيد من الوحدات الاستيطانية، وبالتالي فإن "الولايات المتحدة بابتعادها القانون الدولي تكون فتحت الابواب للعنف والفوضى والتطرف عبر إغلاق باب القانون الدولي و فتح باب الغاب".
واعتبر عريقات إعلان بومبيو لا أثر قانوني له، لأنه لن يغير من الواقع شيئا كسابقاتها من القرارات التي اتخذتها الادارة الامريكية بحق شعبنا الفلسطيني، مؤكدا ان القرار الأمريكي الجديد يعني ابقاء الوضع الراهن على ما هو عليه بحسم القدس عاصمة لدولة الاحتلال وأنه لن يكون هناك دولة فلسطينية.
ولفت إلى أن الرئيس محمود عباس أجرى سلسلة اتصالات من بينها الدعوة للمجلس الوزاري العربي للانعقاد ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية لاتخاذ قرارات واضحة بشأن اعلان بومبيو بخصوص شرعية المستوطنات وعدم مخالفتها القانون الدولي.
وطالب بضرورة عقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية العرب لاتخاذ موقف موحد وفاعل ازاء هذه المواقف الأمريكية التي تتعامل معنا كجثة هامدة.
عزام الأحمد
من جهته، قال عزام الأحمد عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح إن الولايات المتحدة متطرفة في مواقفها اكثر من اليمين الاسرائيلي، مؤكدا أن هذا الموقف الجديد الذي اتخذته هو تأكيد موقفها وانحيازها الكامل للجانب الاسرائيلي.
وأضاف أن هذا الموقف الامريكي الجديد يؤكد بشكل واضح ولا لبس فيه أنها لم تعد مؤهلة لتكون طرفا في عملية السلام في الشرق الاوسط او حتى لتلعب دور لحل الصراع في المنطقة، بل أنها تزيد التوتر في الشرق الاوسط بزيادة دائرة العنف وإشعال المنطقة وهي لا تحترم قوانين دولية أو حتى المواقف التي اتخذتها الادارات السابقة بشأن إدانة الاستيطان وخاصة قرار 2334.
وأشار الاحمد إلى أن الاعلان الامريكي الخطير بشأن المستوطنات يتطلب منا وليس كفلسطينيين فقط بأن نبادر ونبتكر اساليب مختلفة لمواجهة السياسية الامريكية بشكل يلحق الاذى بها وبمصالحها كما تلحق الاذى بشعبنا.
وأشاد الاحمد بسرعة ردود الفعل المنددة من الاتحاد الاوروبي ومن داخل امريكا، قائلاً إنه "يعطينا قوة دفع اكثر لمزيد من التحرك ويلقي بالمسؤولية على النظام السياسي العربي ليتخذ مواقف حاسمة تجاه السياسة الامريكية".
وذكر الأحمد أن الرئيس عباس اصدر تعليماته للحكومة ولوزير الخارجية بسرعة التحرك لبدء خطوات عملية في الأمم المتحدة ودعوة مجلس الامن للانعقاد.
مصطفى البرغوثي
بدوره، اعتبر أمين عام المبادرة الوطنية د. مصطفى البرغوثي إعلان بومبيو "خطوة خطيرة في السياسة الامريكية التي تجعلها شريكة اسرائيل في كل جرائمها".
وأكد أن ذلك لن يعطي شرعية للمستوطنات كونها مخالفة للقوانين الدولية، مشددا على أن هذا القرار لن يؤثر على نضالنا المتواصل لإزالة كل المستعمرات وتحقيق الحرية والاستقلال.
ونوه إلى ضرورة إدانة هذا القرار الامريكي ومقاطعة الادارة الامريكية واسرائيل، مطالبا كافة الدول التي أنشأت علاقات تطبيعية مع الاحتلال أن تتوقف عن ذلك وتتخذ موقفا حازما ضد صفقة القرن .
مريم أبو دقة
كما أدانت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مريم أبو دقة، الموقف الامريكي بخصوص المستوطنات وزعمها انها شرعية، واعتبرته تنكرا واضحا وصريحا للإرادة الدولية وتعديا سافر على حقوق شعبنا، وتأييدا واضحا للمشاريع الاستيطانية؛ لتمكين الاحتلال من السيطرة على أرضنا.
وطالبت أبو دقة، جامعة الدول العربية أن يكون لها موقف موحد؛ للتصدي لهذه الإجراءات وحشد الرأي العام الأوروبي والدولي تجاه ذلك.
واصل أبو يوسف
أما الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية واصل ابو يوسف، فاعتبر الإعلان الأمريكي بشأن المستوطنات، عدوانا صارخا ومخالفة واضحة لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وطالب أبو يوسف، المجتمع الدولي بوقفة جادة وتطبيق آليات ملزمة لوقف بناء المستوطنات وفرض عقوبات على اسرائيل، منوها الى تصويت 170 دولة لصالح تجديد تفويض وكالة الغوث لثلاث اعوام قادمة "ما يدل على أن قضيتنا عادلة بغض النظر عن موقف الولايات المتحدة الامريكية".
من ناحيته، قال أمين عام حزب الشعب بسام الصالحي إن الاعلان الأمريكي الجديد بخصوص المستوطنات، "متوقع ارتباطا بالسياسة التي انتهجها ترامب فهو يغير بكل السياسات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والتي بدأها من القدس و الأونروا ، وهو موقف مرفوض ومدان لكونه مخالفا لكل القرارات الدولية".
وشدد الصالحي، على ضرورة تطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي بإنهاء كافة الاتفاقات الموقعة مع دولة الاحتلال والعودة للنضال كشعب تحت الاحتلال والتوجه لدول العالم لتقاطع هذه الدولة العنصرية.
قيس عبد الكريم
فيما اعتبر نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم أن إعلان وزير الخارجية الاميركي "تطبيق لشريعة الغاب التي تتبعها الادارة الاميركية الحالية لتنفيذ مصالحها السياسية في المشروع الاستيطاني الاسرائيلي".
وقال عبد الكريم إن الادارة الاميركية الحالية هي الأخطر في تهديد السلم العالمي واستقراره، داعيا إلى ضرورة مواجهة قراراتها المخالفة للقانون الدولي من خلال التحركين الدولي والعربي لوضع الادارة الاميركية امام خيارين "إما الخضوع للمطالب الفلسطينية وإما تهديد مصالحها في مختلف ارجاء الوطن العربي".
فضل طهبوب
وفي السياق ذاته، قال عضو المكتب السياسي لجبهة النضال فضل طهبوب ، إن القرار الامريكي يكشف عن وجه الولايات المتحدة الحقيقي الشريكة مع "الحركة الصهيونية" في الاعتداء العلني على شعبنا وحقوقه وأمواله وأرضه.
وأكد طهبوب أهمية توحيد شعبنا ووضع خطة مشتركة بالتنسيق مع القيادة الوطنية، ضمن استراتيجية واضحة لمقاومة الاحتلال والتمدد الاستيطاني.
مصدر المقابلات: إذاعة صوت فلسطين