عسكري إسرائيلي لبينت: معضلة غزة لن تحل بعملية عسكرية فقط
عقب مصدر عسكري إسرائيلي كبير يخدم على الحدود الجنوبية مع قطاع غزة على تعيين نفتالي بينت وزيرا للأمن ، قائلا ان معضلة غزة لن تحل بعملية عسكرية فقط.
وقال المصدر لموقع المونيتور أن غزة مشكلة كبيرة معقدة، وحين هدد ليبرمان بتصفية هنية قبل دخوله منصب وزارة الأمن اكتشف لاحقا أن المسألة أكثر تعقيدا، لأنه يستمع لتقارير يومية من كبار الجنرالات الإسرائيليين، وبات يقتنع مع مرور الوقت أن معضلة غزة لن تحل بعملية عسكرية فقط".
وأوضح أن "بينت سيكتشف لاحقا حين يدخل مقر وزارة الأمن أن الشروع بهجوم عسكري كبير على غزة لن يزيل التهديد الماثل على مستوطني الجنوب، كما لم تنجح بذلك حروب غزة السابقة: الرصاص المصبوب 2008، عمود السحاب 2012، الجرف الصامد 2014، وهو ما توصل إليه "سيد الأمن" نتنياهو، واضطر لأن يعقد تسوية مع حماس بوساطة مصرية، رغم إيجابياتها وسلبياتها".
وختم بالقول إن "بينت اليوم يعتقد أنه محظور عليه العودة لأخطاء ليبرمان السابقة، بإعلانه وعودا وتعهدات لا يقوى على تنفيذها، لذلك بدأ بتغيير لهجته مبكرا تجاه قطاع غزة المكتظ بالسلاح وآلاف القذائف الصاروخية، وتدمير كل هذه الترسانة لا يتم خلال أيام قليلة ولا أسابيع، حتى إن حرب غزة الأخيرة التي استمرت خمسين يوما لم تنجح بإزالة هذا التهديد".
وأكد الكاتب الاسرائيلي شلومي ألدار أن بينت الذي دأب على توجيه الاتهامات لنتنياهو وأفيغدور ليبرمان وزير الأمن السابق بسبب سياستهما الرخوة تجاه حماس في غزة، ربما يدرك فور دخوله لمقر الوزارة أن المقترحات العسكرية المتلاحقة التي اعتاد على إعلانها لحل مشكلة غزة شعارات شعبوية ليس أكثر".
وأضاف ألدار، أن "بينيت فقد كثيرا من قوته السياسية والحزبية في الجولتين الانتخابيتين السابقتين، ويواصل التطلع لموقع وزير الأمن الذي يطمح فيه منذ زمن طويل، لكنه استدار 180 درجة في شعاراته السياسية الأسبوع الماضي، الذي شهد سقوط صواريخ على المستوطنات الجنوبية".
وأشار إلى أن "بينت أعلن حينها أنه ليس من المناسب الرد القوي على غزة، وليس هناك معنى للرد بعنف أشد كما يطالب أعضاء معسكر اليمين، لأنه سيسفر عن جولة تصعيدية ليست مجدية، مع أنه قاد سابقا حين كان عضوا في المجلس الوزاري المصغر حملة لاتهام الحكومة بالتردد أمام حماس في غزة، لأنها ستعطي صورة ضعيفة عن إسرائيل، فضبط النفس يعني مزيدا من العنف، فليس يدار حفظ أمن الدولة هكذا، هذه سياسة فاشلة".بحسب عربي 21
وأوضح أنه "في مناسبة أخرى اتهم نتنياهو برفع الأيدي مستسلما أمام غزة، آن الأوان أن يسلمني المفاتيح لأني أعرف ما الذي يمكن القيام به، عبر تدمير كل بيوت المسلحين في الضفة الغربية، والتعامل جيدا مع قيادة حماس بصورة هجومية تمهيدا لاغتيال قيادة الحركة، وهو بذلك لم يختلف عن سابقه ليبرمان حين هدد باغتيال إسماعيل هنية زعيم حماس خلال 48 ساعة إن لم يعد الأسرى الإسرائيليون في غزة، لكن هنية لم يمت".
وأكد ألدار، مؤلف كتابي "غزة كالموت" و"اعرف حماس"، أن "بينيت اليوم بات يغير مواقفه، ورغم وجود معارضة داخل حزب الليكود لتعيينه في موقع وزير الحرب، لكنه في الطريق لأن يواصل تليين مواقفه للإثبات أنه يمكن الوثوق به، والاعتماد عليه".