أعتقد أن المؤتمر الصحفي والتي عقدته الفصائل مع رئيس لجنة الإنتخابات المركزية د.حنا ناصر عقب الإجتماعات , لم يتم من خلاله ذكر ما إذا كانت حماس موافقة على إنتخابات متتالية أم لا , ورغم أن المؤتمر الصحفي والذي تظاهر الجميع أنه إيجابي , يعتبر آخر خطوة قبل إعلان مرسوم الإنتخابات من قبل الرئيس كخطوة قانونية رسمية , ولكن يبدو أن إصدار الرئيس لمرسوم رئاسي سيتأخر كثيراً , لأن اللغة الفضفاضة والمطاطية وحمالة الأوجه التي إستخدمتها حماس في المؤتمر الصحفي ستساعد على ذلك , قد تكون حماس غير معنية أن تظهر ومن خلال المؤتمر للرأي العام , أنها مصرة على إنتخابات متزامنة , خوفاً من إتهامها لعرقلة الأمور لأسباب تافهة , لأن الرأي العام يرى أن الفارق الزمني بين التشريعية والرئاسية هو أمر بديهي ولا يحول دون إجائها , أو حتى يكون موضوع خلاف .

هناك إشارة في حديث حماس أنها تريد ضمانات رسمية بأن تكون الإنتخابات الرئاسية بعد التشريعية , لأنها غير واثقة بأن الرئيس ينوي إجراء إنتخابات رئاسية من الأصل , بحسب إعتقادهم , فهذا ما كشفت عنه مؤخراً مصادر خاصة في حماس لبعض وسائل الإعلام الرسمية , بالإضافة الى بعض الطلبات والذي أرى أن أقل طلب منها كفيل أن يجمد الإنتخابات الى ما لا نهاية .

حماس طلبت وبحسب المصدر أن تكون الإنتخابات في القدس قبل أي شيئ , وهذا يعني بأنه إذا رفضت إسرائيل ذلك , سننحرم كشعب في غزة والضفة من ممارسة حقنا الدستوري بسبب الوضع الخاص للقدس , وهذا بالطبع غير منطقي , فيجب أن نمارس حقنا في الإنتخابات حتى ولو لم توافق إسرائيل على إجرائها في القدس .

كذلك حماس تخوفت من أن يستخدم الرئيس المحكمة الدستورية كسلاح في فصل أي خلاف ينتج بعد إجراء الإنتخابات لصالحه , وطلبت إلغائها أو ضمانات لحيادها , وطلبت أيضاً أن يعودو نواب المجلس التشريعي المنحل الى مربع الشرعية , وأن يتم تسوية أوضاعهم المالية والإدارية , وطلبت ضمانات لشفافية ونزاهة وإحترام نتائج الإنتخابات .

كل هذه الطلبات لم يتم الإعلان عنها في المؤتمر الصحفي , رغم أن المؤتمر موجه للرأي العام , ومن حق الرأي العام أن يعلم ما الذي يجري في الكواليس , فكل ما قيل في المؤتمر قد سمعناه سابقاً , ولم يخرج بجملة مفيدة , وحتى الكلمة الفاصلة في موضوع الخلاف وهي "إنتخابات ممتالية أم متزامنة" لم يتم الإعلان عنها في هذا المؤتمر , علماً بأن هذه الكلمة هي مفتاح المرسوم الرئاسي المزعوم والتي ينتظره الجميع من أجل البدء الفعلي في تجهيزات الإنتخابات .

برأيي أن الكرة الآن بملعب أبو مازن , فعليه الآن أن يصدر مرسوماً رئاسياً مصحوباً بتعهد بإجراء إنتخابات رئاسية بعد التشريعية , ومن ثم تبدأ القيادة السياسية بالتفاوض مع الإحتلال بخصوص إنتخابات القدس , وعدم مضايقات الإحتلال في الضفة , وبالتزامن مع عمل لجنة الإنتخابات بشكلها الفني والمهني , والأهم من ذلك تهيئة الأجواء الأمنية في غزة والضفة كي يعمل الجميع للترتيبات اللازمة من خلال الثلاث أشهر المتاحة للمرشحين والناخبين والطواقم الفنية والمهنية أيضاً .

محلل سياسي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد