مُحلل عسكري إسرائيلي: مقتل أبو بكر البغدادي 'إنجاز رمزي هام'

ابو بكر البغدادي - أرشيفية -

قال المُحلل العسكري الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس" العبرية عاموس هرئيل، اليوم الأحد، أن مقتل زعيم تنظيم الدولة "داعش" أبو بكر البغدادي فجر اليوم في منطقة إدلب بسوريا، هو "انجاز رمزي هام".

وأضاف هرئيل، إن تخلي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حلفائه الأكراد أدى إلى فرار آلاف العناصر من تنظيم الدولة "داعش" الذين كانوا محتجزين لدى القوات الكردية ولذلك اعتبر هرئيل أن مقتل البغدادي هو "إنجاز رمزي هام".

ونقل هرئيل عن الخبير في الإرهاب في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، يورام شفيتسر، قوله إن "أهمية مقتل البغدادي رمزية بالأساس"، وأن "الإنجاز الأساسي سجله التحالف الدولي الذي حارب داعش قبل نحو سنتين، عندما انهارت نهائيا الدولة الإسلامية، أي الخلافة التي أقامها التنظيم في منطقة كبيرة في شمال العراق وشرق سورية. وسقوط المعاقل الأساسية الأخيرة للتنظيم، في الموصل في العراق وفي الرقة في سورية، غير طبيعة نشاط داعش، الذي عاد كتنظيم إرهابي ملاحق، من دون سيطرة فعلية على منطقة".

وأضاف شفيتسر أن "الكيان الذي سمّى نفسه الدولة الإسلامية اختفى عمليا في حينه"، مشيراً إلى أن "داعش" اهتم مسبقا بتسمية خليفة للبغدادي، على ضوء علم التنظيم بأن الأميركيين يواصلون مطاردته. وقلل شفيتسر من أهمية البغدادي كرمز مستقبلي للتنظيم.

اعتبر محللون إسرائيليون أن مقتل البغدادي، بعد أن حاصرته قوة كوماندوز أمريكية، في منطقة إدلب في سورية، قبيل فجر اليوم، الأحد، من شأنه أن يكون مفيدا لصورة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إثر قراره بسحب القوات الأميركية من سورية، وتخليه بذلك عن حلفائه الأكراد.

كذلك لفت المحللون إلى أنه صدرت في الماضي إعلانات أميركية وروسية عن مقتل البغدادي، وتبين لاحقا أنها ليست صحيحة، لكنهم أشاروا إلى أن الثقة التي تحدثت بها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) حيال مقتل البغدادي، فجر اليوم، من شأنها أن تؤكد مقتله فعلا هذه المرة. ويشار إلى أن البغدادي، حسب تقارير أميركية وإيرانية وتركية، فجر نفسه بواسطة حزام ناسف كان يحمله، بعد أن أيقن أنه لن يتمكن من الهرب من الهجوم الأمريكي.

وشدد المحلل العسكري في موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، رون بن يشاي، على أن "داعش لم يمت بموت البغدادي". وهذا التنظيم سيواصل عملياته الإرهابية وفقا للأسلوب الذي تبناه في السنتين الأخيرتين، أي بخلايا صغيرة منتشرة في مناطق عديدة في أنحاء العالم، بينها منطقة شمال سيناء القريبة من إسرائيل.

وأشار المحللان إلى أن خطرا آخر يشكله عناصر "داعش"، الذين حاربوا في صفوف التنظيم في سورية والعراق، وعادوا إلى دولهم في أوروبا وفي مناطق أخرى، ونشاط هؤلاء لن يتأثر بمقتل البغدادي.

ورأى بن يشاي أن نجاح الأميركيين في القضاء على البغدادي "يدل على أجهزة الاستخبارات الأميركية والقوات الخاصة في الجيش الأميركي بإمكانها أن تعمل بنجاح وتنفيذ عمليات هامة حتى بواسطة قوات صغيرة جدا. وحتى إذا كان ترامب، انطلاقا من أيديولوجية انعزالية وتسرع، يقلص القوات في سورية، فعلى الأرجح أن الولايات المتحدة ستبقى في المنطقة كجهة عسكرية مؤثرة وتساعد على لجم التموضع الإيراني، ومنع وثبة مجددة لداعش. أي أن البنتاغون ووزير الدفاع الأميركي يعرفون تصحيح ما أفسده ترامب".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد