المالكي: لن نستسلم للابتزاز السياسي أو المالي ومصممون على تحقيق حريتنا

رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني

أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ، أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية وجاذبة في السياسة الدولية، وتدافع عنها الدول الملتزمة بالعدالة، مشيرا إلى أن إسرائيل تحارب كل ما هو فلسطيني، وتسعى لتهجير الفلسطينيين.

وشدد المالكي على أن دولة فلسطين ستستمر في الوقوف متحدية الاعتداء السياسي والاقتصادي المنتظم الذي يُشن ضدها، ولن ننكسر ولن نستسلم للابتزاز السياسي أو المالي. إن الشعب الفلسطيني مصمم على تحقيق حريته ومواصلة لعب دور بناء ومسؤول على المستوى الدولي.

ودعا المالكي في كلمة عن الرئيس محمود عباس ، في القمة الثامنة عشرة لحركة عدم الانحياز، المنعقدة في العاصمة باكو، الدول الأعضاء في الحركة، إلى ضرورة تضافر الجهود لحماية السلام وتحفيز حالة التضامن مع فلسطين وشعبها ومقدساتها، والتصدي للمشاريع التي تستهدف الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، تحت عناوين حلول اقتصادية وانسانية.

وأكد المالكي أن مستقبل فلسطين يواجه تهديدات جدية بل وجودية، مشيرا إلى انه بتشجيع ودعم أعمى وإجراءات غير قانونية أحادية الجانب ضربت قلب ميثاق الأمم المتحدة، تتخذ إسرائيل خطوات استراتيجية تنوي من خلالها إنهاء حل الدولتين بسرعة وبشكل لا رجعة فيه.

وأوضح ان إسرائيل تقوم بضم الأرض الفلسطينية وتوسيع المستوطنات وترسيخها، وتستمر في حصارها غير القانوني على قطاع غزة ، مشيرا إلى أن البعد الآخر للاعتداء الإسرائيلي- الأمريكي على فلسطين والحقوق الفلسطينية يتمثل في البعد المالي.

وقال: "جدران فاصلة ومستوطنات ونقاط تفتيش عسكرية وابتزاز مالي للاقتصاد الفلسطيني وحرمانه من الوضع الاقتصادي الطبيعي، كل ذلك يهدف إلى جعل حياة الشعب الفلسطيني صعبة، إضافة إلى التحريض على التمويل المستمر ضد تمويل الأونروا ".

وحول مدينة القدس الواقعة تحت الحصار، أكد وزير الخارجية أنّ مستقبل هذه المدينة يقع على المحك، والفلسطينيون فيها مستهدفون ويعانون من انتهاكات حقوق الإنسان المتفشية من هدم المنازل والاحتجاز التعسفي والجماعي والاضطهاد الثقافي والديني والسياسي.

وأكد أن النموذج العنصري للتهجير والاستبدال هو القوة المحركة لنظام هذا الاحتلال غير القانوني، الذي يقود المنطقة بأسرها بشكل متهور لهاوية الصراع الدائم والتوترات الدينية.

وأشار إلى أن إسرائيل تتحدى القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف كما تشاء لأنها لا تحاسب على سلوكها الخارج عن القانون.

وقال: ثقافة الإفلات من العقاب هذه لها أصداء عالمية، لا سيما في ضوء اعتراف إدارة ترمب أحادي الجانب بضم إسرائيل غير الشرعي للقدس ومرتفعات الجولان السورية المحتلة.

وشدد على أن هذا الاعتراف قد شجع الدول الأخرى على اتخاذ خطوات وسياسات داعمة لهذا الموقف التحريضي وغير القانوني واعتماد سياسات في مناطقها تتخلى فيها عن التعاون المتعدد الأطراف لصالح الانفرادية.

وقال: "يجب أن نوضح أن حركة عدم الانحياز تنظر إلى هذا الاتجاه المقلق على أنه تهديد للنظام الدولي، وأننا سنتحمل مسؤولياتنا الفردية والجماعية والقانونية لمواجهة هذه الأعمال الخطيرة".

وأضاف: "يجب أن تفهم هذه الدول أننا لن نقف مكتوفي الأيدي ونلاحظها بشكل سلبي، لأن أعمالها غير القانونية تعمل على تطبيع الضم والتهجير القسري وتقويض أسس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. بصفتنا الجماعية، علينا الالتزام باستخدام مكانتنا الجماعية للوقوف ضد الانفرادية والخروج عن القانون، لأن السماح لها في أي مكان سيجعلها طبيعية في كل مكان".

وتابع: بعد 52 عامًا من الاحتلال الاستعماري والاستيلاء على الأراضي ونزع الملكية، حان الوقت للاعتراف بأن نظام السيطرة والاضطهاد الإسرائيلي في الأراضي المحتلة بدولة فلسطين هو احتلال غير قانوني. لقد حان الوقت لأن يعترف المجتمع الدولي بهذه الحقيقة ويتصرف وفقًا لذلك. يجب ألا يكون هناك حل وسط أو أعذار لأجندة الاستعمار والضم، ويجب أن تظل بلدان حركة عدم الانحياز في طليعة رفض مثل هذا السلوك غير القانوني والدفاع عن القانون الذي يحمينا جميعًا.

وأكد وزير الخارجية، التزام القيادة الفلسطينية بالمشاركة السياسية، مشيرا إلى أن الرئيس قدم منذ ما يقرب العامين مبادرة لضمان إطلاق عملية سياسية ذات مصداقية، ترتكز على القانون الدولي وبإطار زمني واضح.

وقال: إنّ الوضع على الأرض متقلب للغاية. يجب أن تكون أي عملية سلام ذات مصداقية بالهدف الواضح المتمثل في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي وتحرير الفلسطينيين من الاستعمار والقمع.

وأكد أن فلسطين ستبقى قوة الخير ونصيرة كرامة الإنسان وعالمية القانون، وقال: "ما زلنا نشعر بالحيوية وال حماس للعمل، بالشراكة مع جميع أصدقائنا والجهات الفاعلة المسؤولة والإيجابية لضمان قيامنا بعمل صحيح من قبل أجيالنا المقبلة لأننا نعتقد أنّ ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا متشابكين. إذ يمكن الاعتماد على تعاوننا المبدئي والبناء كعضو فخور في هذه الحركة للنهوض بمصالحنا الجماعية في مستقبل ينعم بالازدهار والكرامة والحرية والاستقرار.

وشكر حركة عدم الانحياز على دعمها المستمر والمبدئي، وأكد أنّ فلسطين ستبقى عضوًا ملتزمًا في الحركة وتلتزم بدورها العالمي المستمر والمعزز الذي يدعم مبادئنا ومواقفنا وقيمنا المشتركة ويدافع عن مستقبل شعوبنا من الآفاق الكئيبة لعالم تحكمه سياسات أحادية الجانب وسياسات قتالية وانفلات أمني.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد