معاريف تكشف هدف تصريحات كوخافي حول الوضع الأمني في غزة ولبنان

قوات الجيش الإسرائيلي على حدود غزة - أرشيفية

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، عن هدف التصريحات التي أدلى بها رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي حول الوضع الأمني في قطاع غزة ولبنان.

وذكرت صحيفة "معاريف العبرية، أن كوخافي يسعى إلى دفع الخطة متعددة السنوات الجديدة، وحسب القواعد السائدة في الجيش الإسرائيلي، فإن على رئيس أركان الجيش، وخلال السنة الأولى من ولايته، أن يقدم خطة متعددة السنوات كهذه، وبين أهدافها ملاءمة رؤية الجيش للأوضاع الأمنية المستجدة والمتوقعة.

إلا أن بداية ولاية كوخافي، مطلع العام الحالي، جاءت خلال معركة انتخابات الكنيست ، في نيسان/أبريل الماضي، والتي أدت نتائجها إلى أزمة سياسية منعت تشكيل حكومة، ثم جاءت جولة انتخابات ثانية للكنيست، في أيلول/سبتمبر الفائت، التي عمقت نتائجها الأزمة السياسية المستمرة والفشل بتشكيل حكومة، حتى اليوم، وسط توقعات بأن تتجه إسرائيل إلى جولة انتخابية ثالثة، في آذار/مارس المقبل على الأرجح. أي أن الأزمة السياسية واستمرار وجود حكومة انتقالية ستُرحّل إلى العام المقبل.

وخلال هذه الفترة كلها لن يكون بإمكان حكومة انتقالية إقرار ميزانيات، ولن يكون بإمكانها إقرار الخطة المتعددة السنوات أيضا.

ولا شك أن إسرائيل تتحسب من عواقب سياسة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالانسحاب من الشرق الأوسط عموما ومن سورية، والعراق أيضا في وقت لاحق، خصوصا. لكن هذا لم يكن الدافع من وراء تصريحات كوخافي

ولفت المراسل السياسي لصحيفة لمعاريف، طال ليف رام، إلى أن الخطة المتعددة السنوات باتت جاهزة، "وفي مركزها تغيير بنيوي كبير، يريد الجيش تنفيذه، بما يتلاءم مع التغييرات في ميدان القتال وتعاظم قوة العدو".

وأضاف ليف رام أن "التغييرات التي يطلبها الجيش، تتطلب أيضا إضافة كبيرة على الميزانية بمليارات الشواكل. ومن المقرر أن تخرج الخطة المتعددة السنوات إلى حيز التنفيذ، في بداية العام المقبل.

ولكن على ضوء الأزمة السياسية، فإن ثمة علامة استفهام على تطبيقها الفعلي وفق الجدول الزمني الذي تم تحديده. وموقف الجيش الإسرائيلي هو أنه من أجل تطبيق الخطة المتعددة السنوات، لا حاجة إلى انتظار الموعد المحدد، الذي يتوقع أن يؤجل بسبب الأزمة السياسية"، وفق ما نقله موقع (عرب 48).

إلا أن قرارا بإضافة ميزانيات الجيش ليس بأيدي الجيش.

وأفاد المحلل العسكري في القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية، روني دانيال، والمراسل العسكري للقناة، نير دفوري، بأن المسؤولين في وزارة المالية الإسرائيلية تطالب الجيش بأن "يقلص بنفسه وبفائضه من أجل تمويل احتياجاته.

ويدعون في الجيش أنه ينقصهم 4 مليارات شيكل في السنة الواحدة وعلى مدار عشر سنوات مقبلة، ولكن المالية تريد أن ترى أولا نجاعة في الجيش".

وحسب هذا التقرير، فإن وزارة المالية اقترحت على الجيش أن يلغي منحة رئيس أركان الجيش للضباط الخارجين إلى التقاعد، إلغاء إعفاء الضباط من دفع الضريبة مقابل استخدام سيارات مستأجرة، واختزال التقاعد للضباط الذي يخرجون للعمل في القطاع العام.

وتوفر هذه التقليصات 1.5 مليار شيكل، وفي وقت لاحق قد تخرج إلى حيز التنفيذ خطة تقليص مدة الخدمة النظامية التي تخفض إنفاق الجيش.

خطة "تنوفاه"

وفقا لتقرير القناة 12، فإن الخطة المتعددة السنوات الجديدة ("تنوفاه")، التي وضعها كوخافي وقيادة الجيش، ستركز على تحسين القدرات الهجومية والدفاعية، على خلفية "التغييرات الكبيرة في طبيعة التهديدات في المنطقة"، في الفترة الأخيرة، وبحيث يكون الجيش الإسرائيلي قادرا على مواجهة "عدو منتشر في مناطق مأهولة ومسلحا بقذائف صاروخية كثيرة".

وحسب الجيش الإسرائيلي، فإن هذا المفهوم العسكري يحتاج إلى "تغيير عمير يستمر على مدار عدة سنوات".

وقسّم الجيش مفهوم القتال الجديد إلى ثلاثة أجزاء: الأول هو مناورة متعددة الأبعاد، ويشمل قدرات استخبارية، جوية، تحت الأرض، سايبر، وحرب إلكترونية؛ الجزء الثاني يشمل توجيه ضربات متواصلة ودقيقة وواسعة، وليس ضربة أولى شديدة؛ الجزء الثالث يتعلق بالدفاع المتعدد الجوانب، ويشمل عقبات ودفاع جوي وسايبر.

وكرر كوخافي في تصريحاته الأخيرة أن "التحدي الاستراتيجي المركزي لدولة إسرائيل موجود في الجبهة الشمالية. ويتعلق بتموضع قوات إيرانية وأخرى في سورية، ومشروع دقة الصواريخ. وفي كلتا الحالتين، تقود إيران هذه الخطوات، من خلال استخدام أراضي دول ذات قدرة محدودة على الحكم. ومنذ سنوات كثيرة، أسر حزب الله دولة لبنان وأقام فيها جيشا له، وهو الذي يحدد فعليا ’سياستها الأمنية’".

أقرأ/ي أيضا: كوخافي: الوضع في غـزة ولبنان متوتر وهش وقد يتحول إلى صراع

وكان رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي صرح، أمس الخميس، أن "الوضع الأمني على الجبهتين الجنوبية (قطاع غزة ) والشمالية (لبنان) متوتر وقد يتحول إلى صراع في أي لحظة".

وقال كوخافي إن " إسرائيل تتعامل حاليًا مع عدة ساحات وأعداء في نفس الوقت، والوضع في القطاعين الشمالي والجنوبي متوتر وهش وقد يتدهور إلى صراع"، مضيفا " رغم أن "أعداءنا" ليسوا مهتمين بالحرب إلا أن الجيش الإسرائيلي سرّع عملية الاستعداد والتحضير في الأشهر الأخيرة".

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد