مؤسسات الاغاثة الدولية العاملة في غزة تدق ناقوس الخطر

غزة /خاص سوا/ تتزايد تحذيرات المنظمات الدولية الاغاثية العاملة في غزة يوما بعد يوم من احتمالية انهيار الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي وعدم وفاء اسرائيل بتعهداتها بادخال مواد الإعمار إلى قطاع غزة لاعمار ما دمرته خلال عدوانها الأخير والذي يقدر بعشرات الاف المناول والمرافق الصحية والتعليمية والدينية.

وتفرض اسرائيل رقابة صارمة ومشددة على كميات متواضعة جداً تسمح لها بالدخول الى القطاع لصالح بعض المتضررين جزئياً، متذرعة باستخدام المقاومة لمواد البناء في عمليات ترميم الأنفاق.


وتدفع الكميات البسيطة التي تدخل من مواد البناء المواطنين الى بيعها بسبب تردي اوضاعهم الاقتصادية، ليستمر الحال في قطاع غزة دون بناء لمن هدمت منازلهم ولا اصلاح لمن تضررت جراء العدوان.


آخر التحذيرات، كان لمؤسسة أوكسفام الدولية التي عبرت عن قلقها من أن إعادة إعمار غزة قد يستغرق 100 عام حسب المعدلات الحالية، في وقت يعيش فيه ما يقارب من 100 ألف مواطن، نصفهم من الأطفال، نازحين عن بيوتهم ، ويقطنون مراكز الإيواء والمساكن المؤقتة ، كما تعيش عشرات الآلاف من الأسر الأخرى في منازل تعرضت لأضرار بليغة.


فيما أطلقت 30 وكالة إغاثة دولية عاملة في قطاع غزة، تحذيرات من تجدد الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة نظراً لمرور ستة أشھر على وقف إطلاق النار في 26 آب/أغسطس 2014، دون احراز تقدم يذكر في عمليات البناء والاعمار لقطاع غزة، بالإضافة إلى مزيد من التدهور في الظروف المعيشية لسكان القطاع.


من جانبها، تدرك حركة حماس ، التي تتولى زمام السيطرة على قطاع غزة منذ العام 2007 وخاضت 3 حروب مع بقية فصائل المقاومة خلال سنوات حكمها، حجم المأساة التي يتعرض لها عشرات الآلاف من السكان جراء عدم ادخال إسرائيل لمواد البناء.


وعلى الرغم من أن الحركة تحاول قدر المستطاع تجديد قدراتها العسكرية، وتطلق صواريخها التجريبية في مشهد شبه يومي، إلا أنها تبدو عاجزة أمام إعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة خلال حروبه عليه.


وبذات الشأن، يقر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بالأزمة التي تعيشها حركته في غزة، قائلاً: "حماس تمر في ظروف صعبة واستثنائية".


ويشير هنية خلال تصريحاته في أحد المؤتمرات التي عقدت مؤخراً بغزة، إلى إن غزة التي وصفها بـ"المنتصرة" ، تعاني من ملفات مؤلمة في مقدمتها الاعمار ورفع الحصار ، مبيناً أن القطاع تُرك بعد 3 حروب ليعاني أهله مرارة الحصار.


وحول معاناة النازحين قال "إن كل من يزال نازح ويعيش في مراكز الإيواء لا يجدون عذرا لأحد في التقصير بخصوص ملف الاعمار".


ويرى نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، أن مسؤولية اعادة الاعمار تقع على الأمتين العربية والإسلامية وعلى المجتمع الدولي.


وحول اندلاع حرب جديدة، قال هنية إن حركته لن تقدم على أي حرب جديدة ما لم تتعرض لاعتداء، مبيناً أن حركته لم تخض الحروب بمحض ارادتها ولكنها فرضت عليها.


من جانبه، يرى المحلل السياسي أكرم عطا الله أن الوضع في قطاع غزة وإن لم ينفجر في القريب العاجل تجاه من يحكمه أو تجاه الاحتلال سيشهد انهيارا كاملاً في ظل ما يعانيه من أزمات مركبة على صعيد الرواتب والوضع الاقتصادي والحصار المستمر الذي يمنع تطور المجتمع.


ويستبعد عطا الله في حديث مع وكالة (سوا) انفجاراً وشيكاً تجاه إسرائيل، كون ذلك يؤدي إلى مزيد من الخسائر في الصفوف البشرية واحداث المزيد من الدمار بسبب تفوق الآلة العسكرية الإسرائيلية في احداث دمار أوسع مقابل قدرات المقاومة.


كما يوضح المحلل السياسي أن ما يمنع أو يؤخر انفجار قطاع غزة ضد النظام السياسي الحاكم في القطاع والمتمثل في حركة حماس هو طبيعة الجهة الحاكمة وكونها حركة تمارس المقاومة تجاه الاحتلال الإسرائيلي.


ويؤكد عطا الله أن اسرائيل معنية ببقاء الوضع مزريا في غزة، حيث ينظر الاحتلال لغزة بأنها "مهد الثورة الفلسطينية وهي التي تنطلق منها دوما شرارة الانتفاضة تجاه اسرائيل"، مشيراً إلى أن إسرائيل تستغل الوضع الراهن لتأليب سكان قطاع غزة ضد المقاومة الفلسطينية.


ويرى بأن الحل في الإسراع في اعادة اعمار القطاع يكون عبر بذل جهود كبيرة عبر التخلص من الاتفاقيات المبرمة مع الجانب الإسرائيلي، وبذل كل الجهود لتنفيذ مصالحة وطنية تنتهي بانتخابات، بالإضافة إلى تخلص طرفي الانقسام من سياسة الانفراد بالقرار الفلسطيني والعمل على شراكة وطنية حقيقية تعمل على انتزاع الحقوق واجبار المحتل على الايفاء بواجباته تجاه الأراضي التي يحتلها وفقاً للقانون الدولي.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد