بعد شائعة وفاته: دريد لحام في سطور

دريد لحام

طالت شائعات الوفاة الفنان السوري دريد لحام مؤخراً حيث تداولت المواقع الفنية نبأ وفاته لعدم ظهوره على الاعلام في الفترة الأخيرة الأمر الذي جعل جمهور غوار الطوشة يتساءل عن حقيقة وفاته والبحث عن أبرز اسهاماته في الفن السوري.

اشتهر دريد لحام بأدائه لشخصية غوار الطوشة والذي أصبح لقباً توأماً له في كافة المحافل الفنية، واختارته اليونيسيف سفيرًا للنوايا الحسنة في الشرقِ الأوسطِ وشمالِ أفريقيا، إلى أن استقال من منصبِه بسببِ الحربِ على لبنان عام 2006.

سجل دريد لحام تميزاً كبيراً في الساحة الفنية وترك بصمة في المجتمع السوري والعربي بعد عمله في التمثيل والإخراج وكتابة السيناريوهات على مدار السنوات.

بدأ دريد لحام رحلته الفنية مع تدشين التلفزيونِ السوريِّ عام 1960، واختاره المخرج صباح قباني ليشاركَ الفنان نهاد قلعي الذي كان مشهورًا آنذاك بطولةَ مسلسلٍ صغيرٍ باسم سهرة دمشق، ابتكرَ الفنانين ثنائيًا يسمى "دريد ونهاد" وحققا نجاحًا مثيرًا في العالم العربيّ منذ عام 1960 حتى تقاعد قلعي من العمل بسبب المرض في عام 1976.

خرج دريد لحام بأعماله متأثراً بمسرحيات عاصي الرحباني وفيروز فقد مثّل في العديد من المسلسلات وجسّد العديد من الشخصيّات، ومن أكثرها تأثيرًا كانت شخصيّة "غوار الطوشة" التي ظهرت لأوَّل مرة في مسلسل "مقالب غوار" من إخراج خلدون المالح.

لم يَختر هذا الاسم جزافًا، بل كان مأخوذًا من أحدِ الأشخاص الذي كان يعرفهم حين أُعجب دريد لحام بهذا الاسم وأضافَ إليه لقبَ الطوشة ليكون الاسمَ المثاليّ لجميعِ ما يقوم به غوار في أعماله السينمائية والتلفزيونية والمسرحية.

لم تقتصر الشخصية على مجال، بل قفزت إلى عالم المسرح والسينما لتسيطرَ على أجملِ الأفلام والمسرحيات السوريّة مثل "كاسك يا وطن" و"ضيعة تشرين" و"شقائق النعمان" و"غربة" و"صانع المطر" وغيرها من عشراتِ المسرحيّات الأفلامِ السينمائيّة السوريّة.

لم يكن غوّار الطوشة مجرّدَ لقبٍ لشخصيّةٍ تلفزيونيّة، بل رمزًا للمواطنِ السوريّ العاديّ الذي يكافح من أجل لُقمةِ عيشه ويتحدث عن مشاكله وهمومه. حقّقت له هذه الشخصية شهرةً كبيرةً وواسعة على مستوى الوطن العربي.

ومن أهمِّ الأفلام التي قدمها دريد لحام كان فيلم "الحدود" عام 1984، كتبَ نصّه السينمائي والسيناريو والحوار الكبير محمد الماغوط وأخرَجه ولعب فيه دريد لحام الدورَ الرئيسيّ وشاركه التمثيل الكثير من الفنانين الموهوبين كالممثلة رغدة، ورشيد عساف وغيرهم من الممثلين السوريين.

سَخِر الفِيلم من ادّعاء الوحدة العربيّة والتعاون العربيّ من خلال سائِقٍ مسافر بين بلدي غربستان وشرقستان. تشاءُ الصدف ويفقد السائق أوراقه الثبوتيّة وجوازَ سفره أثناء مروره بين البلدين، فلَم يستطع العودة إلى بلدِه الأصل ولا دخول البلدِ الآخر، فيضطرُّ للتخييم في منطقةٍ متوسطة بينهما على خط الحدود، ومن خلالِ تعامله مع العديد من الأنماط المختلفة من البشر يتعرّضُ للكثيرِ من المواقف الكوميدية لتقع العديد من المفارقات والمعاكسات.

قدّم لحّام مسرحياتٍ كثيرة مثل "كاسك يا وطن" عام 1979، وهي مسرحيةٌ اجتماعية سياسية كوميدية من تأليف الكاتب والشاعر محمد الماغوط ومن إخراجِ خلدون المالح. تعتبر هذه المسرحية عملًا ناقدًا وهادفًا وحقّقت نجاحًا كبيرًا في جميع أرجاء الوطن العربي، بحسب "أراجيك".

كما غنى دريد لحام عدداً من الأغاني والسكتشات والمونولوجات سواء أكانت من تأليفه أو بصوته ومنها "فطوم فطوم فطومة" و"سلامات" و "بكتب اسمك يا بلادي" و"طيمشة منيمشة"، و"يامو ليكي".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد