كشف تقرير تلفزيوني عن احصائية حول عدد النساء اللواتي قُتلن في الأراضي الفلسطينية بين عامي 2004 و 2006، ومنذ عام 2012 وحتى عام 2019، والتي كان آخرها قضية مقتل الفتاة إسراء غريب من محافظة بيت لحم في الضفة الغربية.

وذكر التقرير الذي نشره تلفزيون فلسطين الحكومي الرسمي، أن 48 امرأة تعرضن لجرائم قتل بين عام 2004 وحتى عام 2006 ، منهن 32 امرأة قتلن بداعي الشرف.

ووفقا للتقرير فإن العامين 2012 و 2013 شهدا 39 حالة قتل للنساء، فيما سجل العام 2017 أعلى عدد لحالات القتل ب30 حالة.

ورصدت الاحصائيات مقتل 25 حالة في العام 2018، فيما بلغ عدد النساء المقتولات منذ بداية العام الحالي 2019 نحو 19 امرأة.

وكشفت التحقيقات أن معظم حالات القتل على خلفية الشرف، قائمة على اسباب غير ذلك، ترجع الى مطالبة المراة بالميراث او الشك والإشاعات.

وبحسب التقرير فإن كثيراً من الحالات هُنَّ نساءٌ عذارى ، ساهم في قتلهن غياب القوانين والتشريعات الرادعة بحق كل من تسول له نفسه بالجرائم.

وتناول التقرير قضية الفتاة المقتولة عام 2011 آية برداعية من محافظة الخليل، وعثر عليها داخل بئر مهجورة، والتي كانت قصتها الدافع الاكبر للرئيس محمود عباس بتعديل فقرتين من قانون العقوبات المعمول به في فلسطين.

وأوضح التقرير أن الرئيس عباس أصدر في حينه مرسوما بتعديل القوانين واستثنى منها قتل النساء على خلفية ما يعرف بشرف العائلة، إلا أن بعض العائلات اتخذت اساليب ملتوية لقتل النساء وللهرب من العقاب.

وامتدادا لهذا الملف المثير للجدل، تناول التفربر قضية الفتاة اسراء غريب والتي كانت آخر ضحايا العنف وقتل النساء واثارت ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي عربيا وعالميا ومحليا.

وإسراء غريب فتاة قتلت في ظروف غامضة وما زال يلتف حولها الكثير من القصص لكنها تحولت الى قضية راي عام بعد ان اجتاح هاشتاق #كلنا_اسراء_غريب مواقع التواصل الاجتماعي

وأفاد التقرير أن مؤسسات نسوية وناشطين وحقوقيين اعتبروا ما حدث لها جريمة مستندين الى عدة معطيات اهمها وصول اسراء الى المستشفى في 8 اغسطس مصابة بكسر في العمود الفقري وعلى جسدها عدة كدمات ما اعتبر دليلا على تعرضها لعنف شديد وسط نفي تام من الاهل والادعاء بان اسراء ممسوسة بالجن وفقا للمتحدث باسم عائلتها

وذكر التقرير أن ابرز التعليقات على قضية اسراء كانت من رئيس الوزراء اشتية والذي اصدر بيانا يعد فيه بانصاف اسراء ونشر نتائج التحقيق في قضيتها

اما وزارة شؤون المرأة طالبت بالمصادقة على قانون حماية الاسرة واخراجه الى النور ليؤسس للحماية القانونية والجدية والمساءلة والعقاب والتغيير في المفاهيم المجتمعية السائدة

وتابع التقرير: "الهيئة المستقلة لحقوق الانسان اكدت متابعتها لحادثة وفاة اسراء في ظروف غامضة وعلى ضوء المعلومات المتوفرة لديها طالبت ب فتح تحقيق شامل في ظروف الاعتداء"

وأضاف: "اسراء التي اصبحت ايقونة عربية وعالمية لاقت العديد من التعاطف عبر المنصات الاجتماعية من المشاهير والفنانين الذين علقوا ورفضوا هذه الجريمة وتحدثوا بشكل كبير عن العنف ضد المراة "

وبحسب التقرير فإن أبرز المعقبين على قضية إسراء غريب من الفنانين اليسا ونانسي عجرم وشكران مرتجى وسلاف فواخرجي كما علق اعلاميون مثل عمرو اديب ،ونيشان وعلا الفارس وغيرهم الكثير على القضية.

و كان للقضية صدى دولي اذ طالب المرصد الاورومتوسطي لحقوق الانسان بفتح تحقيق جدي يكشف عن ملابسات وفاة اسراء وما يثار حول قتلها على خلفية قضايا اخرى

واختتم التقرير: "تبقى قضية الراحلة اسراء امام القضاء وفي ظل متابعة حثيثة من اعلى المستويات للوصول الى الحقيقة الكاملة ، في حين تبقى قضايا قتل النساء هاجسا يؤرق الامن والسلم المجتمعي الداخلي وبحاجة الى سن قوانين رادعة تحمي المرأة وتوفر لها الامن والامان".