اللواء محمد إبراهيم: هكذا يمكن إنهاء الانقسام بين فتح وحماس
أكد اللواء محمد ابراهيم عضو الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية وعضو المجلس المصري للشئون، أن إنهاء الانقسام الفلسطيني بحاجة لتوافر الارادة الصادقة.
وقال اللواء إبراهيم في حوار أجراه معه المرصد المصري التابع للمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية" إنني بإعتباري كنت أحد عناصر الطاقم المصري الذي اجتهد للوصول لإتفاق المصالحة الفلسطينية عام 2011 ، أستطيع أن أقول إن المشكلة ليست في نصوص الاتفاقات، فلدينا مئات الأوراق وعشرات الحلول القابلة للتنفيذ، ولكن ما ينقص هو توافر الإرادة القوية لإنهاء هذا الإنقسام اللعين.
وأضاف إبراهيم أن الرئيس أبو مازن يريد أن ينهي فترة حكمه وهو يرى الوطن وقد عادت لحمته مرة أخرى ، ومن الضروري أن تؤدي كافة الفصائل دورها وتتحمل مسئوليتها التاريخية في هذا المجال".
وأشار اللواء إبراهيم إلى أن القضية الفلسطينية كانت وستظل دوماً أحد أهم بنود أجندة لقاءات ومباحثات الرئيس السيسي مع رؤساء وزعماء العالم.
وأردف أن الرئيس السيسي يؤكد بصفة دائمة على أن حل القضية الفلسطينية هو أساس الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ، وأن الحل يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح أن مصر تسعى دائماً لوضع القضية الفلسطينية في دائرة الضوء حتى تظل قضية حاضرة على كافة المستويات ، وأن مصر لن يهنأ لها بال حتى ترى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وتابع اللواء إبراهيم " إن القضية الفلسطينية تمثل أحد أهم المكونات الرئيسية في السياسة الخارجية المصرية ، وأن كل من يتابع لقاءات الرئيس عبد الفتاح السيسي مع كافة رؤساء وزعماء العالم يجد أن القضية الفلسطينية تكون دوماً أحد أهم بنود أجندة المباحثات وأن الرئيس يؤكد بصفة دائمة على أن حل القضية الفلسطينية يعد أساس الإستقرار فى المنطقة ، وأن الحل يكمن فى إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".
وشدد على" أن القضية الفلسطينية هي قضية أمن قومي مصري ، وأنه من هنا فإن مصر لا ولم ولن تبحث عن دور في هذه القضية ، بل إن الدور هو الذي يبحث عن مصر ليزداد قوة وتأثيراً ، وإن الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية يعد من أكثر المواقف المشرفة والهامة تاريخياً".
وقال اللواء محمد ابراهيم " من المهم أن نتحدث عن الأوضاع الحالية ، ولنبدأ علي سبيل المثال وليس الحصر بالدور المصري في المصالحة الفلسطينية ، فقد بدأ هذا الدور بعد شهور قليلة من الإنقسام الفلسطيني الذي حدث في منتصف عام 2007 ، وبذلت مصر جهوداً مضنية على مدار سنوات حتى وصلنا إلى صياغة وثيقة المصالحة التي وقعتها كافة الأطراف والفصائل في القاهرة في الرابع من مايو عام 2011 بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وكافة قيادات التنظيمات الفلسطينية ، ثم تم إستكمال بعض الأمور والنقاط في إتفاقات تكميلية حتى وصلنا الى توقيع إتفاق في القاهرة في أكتوبر 2017 من أجل عودة الحكومة الفلسطينية لقطاع غزة وممارسة أعمالها ومسئولياتها ، ولكن للأسف لم يتم تنفيذ هذه الإتفاقات كما كان مخططاً لها لأسباب متعددة".
وأضاف " وفى نفس الوقت لا يمكن لنا ونحن نتحدث عن الدور المصري الحالي أن نقفز على الدور شديد الأهمية الذي قامت به مصر لوقف الحروب الإسرائيلية الثلاثة على قطاع غزة أعوام 2008 و 2012 و 2015 ، والوصول إلى تفاهمات للتهدئة بين الجانبين ، ولا زالت هذه الجهود جارية حتى الآن من خلال تلك التحركات الهامة التي تقوم بها مصر مع كل من إسرائيل وقيادات التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة على مدار الأيام القليلة الماضية من أجل منع تفجر الموقف هناك".
وعن رؤيته لواقع القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية ، قال اللواء محمد إبراهيم "إن القضية الفلسطينية تمر بواقع شديد الصعوبة مع تراجع أهميتها على المستويين الإقليمي والدولي بفعل المشكلات الحالية في المنطقة والأوضاع في سوريا وليبيا واليمن ، وكذا تصاعد مشكلة الإرهاب التي تحظى بالأولوية ، إضافة إلى التشدد الإسرائيلي الغير مسبوق ، وكذا التحيز الأمريكي الغير مسبوق أيضاً ، وتغير الموقف الأمريكي لصالح إسرائيل في أهم قضيتين لنا وهما القدس واللاجئين".
وحول مستقبل القضية الفلسطينية ومقومات نهوضها ، قال اللواء محمد إبراهيم إنه من المؤكد أن الأمر ليس سهلاً ولكنه ليس مستحيلاً ، فعلينا التحرك وعدم الركون للجمود الحالي الذي يصب في صالح إسرائيل ، ولكن نقطة الإنطلاق يجب أن تكون إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وإنهاء الإنقسام حتى تكون هناك وحدة في الموقف الفلسطيني ككل ، ثم يجب أن يكون هناك موقف عربي متماسك سواء بالإجماع أو شبه الإجماع ، له رؤيته التي من الضروري أن تستند على الثوابت الفلسطينية ، ومن ثم يمكن أن تكون لدينا الفرصة للتحرك السياسي الفعال وصولاً لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة من خلال مفاوضات سياسية تبحث بجدية كافة قضايا الوضع النهائي.
وفيما يتعلق بالخطة الأمريكية لعملية السلام والتي تعرف بـ ( صفقة القرن ) ، قال اللواء محمد إبراهيم " إننا لا يجب أن ننظر إليها بكل هذا الهلع والفزع ، فالصفقة في النهاية ما هي إلا مجرد خطة سلام أمريكية لحل القضية الفلسطينية لا يمكن فرضها بالقوة ، فيمكن قبولها أو رفضها أو إبداء التحفظات عليها ، ولكن ليس من المنطق أن نرفضها قبل أن يتم طرحها رسمياً".
وأضاف " إن التسريبات الصادرة عن الصفقة ليست مطمئنة ، كما أن المواقف الأمريكية التي تبنتها إدارة الرئيس دونالد ترمب خاصة تجاه القدس لا يمكن قبولها ، ولكن فى النهاية علينا إنتظار الطرح الأمريكي للصفقة ثم نبلور بعد ذلك موقفنا بطريقة موضوعية ، فقد نقبل بعض بنودها وقد نرفض البعض ، وقد نتحفظ على البعض وقد نطالب بتعديل البعض ، ولكن من الضروري التعامل معها بموضوعية حتى من حيث الشكل حتى تكون مواقفنا تجاه الصفقة مقدرة من جانب المجتمع الدولي أيضاً الذي ستكون له رؤيته الخاصة تجاه الصفقة ، ويجب ألا نفقد هذا المجتمع الدولي الذي يتبنى نفس الموقف العربي والفلسطيني تجاه حل القضية".
وقال اللواء محمد إبراهيم "إن الموقف المصري صاحب الدور التاريخي في القضية الفلسطينية لن يقبل التنازل عن أي من الثوابت الفلسطينية ، وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي مراراً أننا سنقبل ما يقبله الفلسطينيون وسنرفض ما يرفضه الفلسطينيون ، وهذا هو موقفنا الثابت ، ولا بد هنا أن أشير إلى وجود إتصالات وتنسيق متواصل بين الرئيس السيسي والرئيس أبو مازن للتفاهم حول الخطوات المتعلقة بالشأن الفلسطيني ككل".
وأوضح اللواء إبراهيم إلى أنه يود إرسال رسالة واضحة إلى الشعب الفلسطيني ككل مفادها أنه يجب أن يطمئن إلى قوة وصلابة وسلامة الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية.
وحول رؤيته لمستقبل الإنتخابات الإسرائيلية وتأثيراتها ، قال اللواء محمد إبراهيم " إن هذه الإنتخابات تعد شأنا إسرائيلياً داخلياً ، ولكن من المهم أن نوضح أن الصراع الحالي في هذه الإنتخابات يدور بين اليمين المتطرف واليمين الأقل تطرفاً ولا توجد أية فوارق بين التوجهات السياسية المتشددة التي يتبناها بنيامين نتنياهو تجاه حل القضية الفلسطينية وبين ما يتبناه الحزب الرئيسي المنافس له وهو إئتلاف (كاحول / لافان) أو (أزرق أبيض) ، ومن ثم فإن المنافسة بينهما والتي تدخل فيها الأحزاب الدينية بقوة تدور حول كيف يمكن إلتهام الجسد الفلسطيني وكيف يمكن منع إقامة دولة فلسطينية مستقلة ، ومن الضروري أن أنوه إلى ذلك حتى يعلم الفلسطينيون أن هذه المخططات الإسرائيلية لا يمكن مواجهتها إلا بإعادة وحدة الصف الفلسطيني المفقودة".
وفى نفس السياق ، أوضح اللواء محمد إبراهيم أنه يريد إرسال رسالة واضحة إلى إسرائيل مفادها أنه " إذا كانت تبحث عن إستقرار حقيقي لها في المنطقة وعلاقات طبيعية مع الدول العربية فلن يكون هناك إلا مدخل واحد ، وهو إعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة والمتمثلة في إقامة دولة فلسطينية مستقة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 ، وأن يتم ذلك من خلال مفاوضات يتفق الأطراف فيها على كل القضايا الخلافية ويطرحوا كافة الحلول التي يمكن للجميع قبولها ، أما ما دون ذلك فسيظل الصراع قائماً ومهدداً لإستقرار وأمن المنطقة كلها حتى لو هدأ لفترة أو لفترات ولكنه لن ينتهي".