الطفلة "جنات" تخفف عن عائلة الاسير "حسام العطار" قسوة فراقه

غزة / خاص سوا/ "فرحة ممزوجة بالحزن والدموع"، تناقض عاشته عائلة الأسير حسام العطار للحظات، بعد أن منّ الله عليهم بطفلة ابنهم "جنات" عن طريق النطف المهربة من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

شعور الفرح جاء مع سماع خبر انجاب زوجة الأسير حسام لمولودتها البكر بكل خير وسلام، بعد مكوثها لمدة يومين في المستشفى تنتظر وعائلتها الخبر السعيد "على أحر من الجمر".


والدة الأسير حسام عبّرت عن سعادتها الغامرة بحفيدتها الجديدة، التي أبصرت النور في وقت ما زال والدها يقبع في غياهب سجون الاحتلال الاسرائيلي.


تقول والدة الأسير حسام انها ابلغته خلال زيارته في السجن يوم الاثنين الماضي انه زوجته في مرحلة الولادة وهي في المستشفي.


ومن شدة لهفته لسماع خبر مفرح في سجنه الكئيب، تواصل الأسير حسام مع عائلته منذ ساعات الصباح الأولى ليوم الأربعاء–المحدد للولادة- للاطمئنان على زوجته ومولودته الجديدة، لكنها لم تكن قد أنجبت في حينها، فأخبر والدته أن تذيع له خبر الولادة عبر صوت الأسرى حتى يعلم مباشرة بذلك.


وتضيف الأم:" كان لحسام ما طلب، وبلغت صوت الأسرى وحضروا إلى المستشفى وأذاعوا الخبر.


وتتمنى ام حسام ان يكون ابنها الاسير قد سمع الخبر.


فرحة أم حسام الغامرة اختلطت بلحظة حزن تذكرت فيها فراق ابنها للعام السادس على التوالي، لكن رغبتها الشديدة في اسعاد ابنها الأسير دفعها لإطلاق زغرودة عفوية لابنها على الهواء مباشرة لحظة بثها خبر الولادة حتى تسعده في سجنه. كما تقول.


وعن تواصل العائلة مع حسام، بينت الأم أنه نادر، ومقتصر على الزيارات من حين لاخر. أما عن فكرة تهريب النطف، فأكدت أن الفكرة أصبحت متداولة بشكل كبير بين الأسرى، وتواصلنا معه ومع عائلة زوجته حول ذلك فالجميع أبدى الموافقة على الفكرة، وبدأنا بتنفيذها إلى أن نجحت بحمد الله وخرجت "جنات" إلى الحياة.


واعتقلت قوات الاحتلال الأسير حسام العطار إبان حرب عام 2008 على غزة، من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وأصدرت حكمًا بحقه بالسجن 18 عامًا بتهمة انتمائه لحركة المقاومة الإسلامية " حماس ".


عبد الناصر فروانة الباحث والمختص في شؤون الأسرى، اعتبر تهريب النطف من سجون الاحتلال ووصوله إلى ذويهم، من أشكال الابداع والنضال الذي ابتدعه الحركة الأسيرة، من أجل الحياة، رغم الاجراءات القمعية التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال، وفي ظل تضاؤل فرص الافراج عن العديد من الأسرى، خاصة أصحاب المحكوميات العالية.


ويقول فروانة في حديثه لـ"سوا" الأسرى فكروا في هذا الخيار وهو مشروع، معتبراً إياه ثورة من أجل الحياة، رغم كل ما مورس من محاولات منع تهريب النطف، لكن الأسرى ماضون نحو هذه الثورة.


ويشير فروانة إلى أن هذا الأسلوب حقق انتصارات كثيرة، ونجحت 24 محاولة بإنجاب 31 طفلا –بينهم توائم- من بين العديد من المحاولات التي ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا.


ويؤكد أنه طالما هذه الطريقة تأتي في اطار الشرع والمعايير الاسلامية، "يجب تشجيعها، وأصبحت تشكل ظاهرة".


وتحدث المختص في شؤون الأسرى، عن وجود عشرات الحالات بين نساء حوامل ونطف مجمدة تخضع لمعايير طبية، جاءت عن طريق النطف المهربة من الأسرى.


وحسب فروانة فإن هذه الظاهرة تشكل عاملا مقلقا لإدارة السجون الإسرائيلية، حيث تضييق على ذوي الأسرى وتمنع زيارات أبناء النطف المهربة من الزيارة، لأنها لا تعترف بهم ولا تصدر لهم شهادات ميلاد، مؤكدا أنه رغم ذلك يأتي الأسير حسام ليواصل المشوار.


ويضيف "الأسرى ماضون للمزيد من مثل هذه العمليات رغم كل ما يمارسه السجان الإسرائيلي من مضايقات".


ويتابع فروانة: "في الوقت الذي نشجع هذه العمليات يفترض علينا كفلسطينيين ومؤسسات للأسرى وفصائل، أن نوجد الحاضنة الاجتماعية للأطفال، وحمايتهم من الاجراءات التعسفية الإسرائيلية وايجاد اليات لتجاوز معيقات الاحتلال، خاصة فميا يتعلق بشهادة الميلاد وزيارة أبناء النطف لآبائهم.


وتعتبر الطفلة "جنات" الحالة الرابعة الناجحة في قطاع غزة من تهريب نطف الأسرى، وهناك حالات لم يكتب لها النجاح، وهناك حوامل، كذلك نطف مجمدة لحين اتخاذ الاجراءات الطبية اللازمة لإعطائها لزوجات الأسرى.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد