بيرزيت تطلق برنامجا تدريبيا متخصصا بعنوان"خريجون نحو الاقتصاد الرقمي"

بيرزيت تطلق برنامج تدريبي متخصص"خريجون نحو الاقتصاد الرقمي"

أطلق مركز التعليم المستمر في جامعة بيرزيت ، اليوم الثلاثاء، برنامجه التدريبي المتخصص "خريجون نحو الاقتصاد الرقمي"، والذي ينفذه بالتعاون مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.

ويهدف البرنامج، في مرحلته الأولى، إلى تأهيل خريجي كليات الأعمال من كافة جامعات الوطن، لدخول سوق العمل وتطوير مهاراتهم بما يتلاءم ومتطلبات السوق المتجه بقوة نحو "الرقمنة والأتمتة".

وقال مروان ترزي، مدير مركز التعليم المستمر في جامعة بيرزيت، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد: "إن الثورة الصناعية الرابعة التي تقودها التكنولوجيا، ويشهدها عصرنا الحالي، فرضت نفسها بقوة على سوق العمل وبات من أبرز متطلباتها تطوير معايير ومهارات رواد هذا السوق الحاليين أو المستقبليين من الخريجين الشباب بل وأصحاب العمل كذلك وإلا ستجد نفسها خارج سوق المنافسة ما لم تحاكي تطورات العصر السريعة".

وأضاف ترزي، وفق ما وصل "سوا": " إن هذه المعايير الجديدة ستؤدي مع الوقت إلى ظهور أنواع جديدة من الوظائف واندثار أخرى"، مؤكداً أنها تخلق بالوقت نفسه، فرصاً حقيقية للازدهار الاقتصادي وتبرز التميز الفردي والمؤسساتي الأمر الذي قد يقود بالنهاية إلى تقليص حجم البطالة بين صفوف الشباب.

وأوضح أن التعليم العالي التقليدي مكون من مسارات محددة نهايتها شهادة في تخصص ما، لكن مركز التعليم المستمر يغطي المستجدات والتغيرات التي لا يغطيها التعليم التقليدي نصممها وفق الاحتياجات المتسارعة في سوق العمل"، مؤكداً أن ما يثري العمل الذي يقوم به مركز التعليم المستمر هو التركيز على منهجيات التعليم وتوجهات المتدربين، لأن الأشغال الحديثة والمستقبلية تتطلب منظومة تعلم حديثة تنمي مهارات وتوجهات جديدة يحتاجها السوق.

وعن المسوح والدراسات التي ظهرت في الفترة الأخيرة التي كشفت عن ارتفاع معدلات البطالة بين الخريجين وتراجع في مستوى التعليم الجامعي، قال: "الضجة التي حدثت مؤخرا حول الموضوع أمر مشجع، آن الأوان للحديث بعمق عن المشكلة، وقرع جدران الخزان".

وأضاف: "هناك ضرورة ملحة لإصلاح التعليم؛ صحيح أن الجامعات يقع على عاتقها دور في هذا، لكن هناك ضرورة لتغيير توجهات الطلاب أنفسهم. مشكلة الطالب أنه يسعى للحصول على علامة وشهادة وليس التعلم أو التسلح بمهارات يحتاجها لبناء مستقبله وإدراك ما يعيشه من تحديات".

من جهته، قال عبد الهادي يوسف، مستشار البرنامج التدريبي: " إن البرنامج يستهدف الخريجين من جميع الجامعات الفلسطينية، وتستضيفه بيرزيت بدعم من صندوق الإنماء العربي"، مشيراً إلى أن فكرة البرنامج جاءت من التحديات التي يواجهها الاقتصاد الفلسطيني وتسببت إلى رفع مستوى البطالة لا سيما بين صفوف الخريجين الشباب حيث يفوق معدل بطالة هذه الشريحة المعدل العام.

وأشار يوسف إلى حقيقة أن تعديل مناهج الجامعات لتلبية احتياجات السوق المستجدة يحتاج إلى فترة طويلة، "وميزة برامج التدريب أن أثرها ينعكس في المدى القصير، المهارات المطلوبة في السوق تتغير باستمرار، وهذه بحد ذاتها مشكلة للجامعات، وتتطلب تعديلات مستمرة في المناهج، وهنا يأتي دور التدريب.

وأوضح أن الخريجين بحاجة إلى تعزيز وتنمية مهارات، من خلال تزويدهم بدورات تحليلية جديدة لم يتعلموها في الجامعات، لهذا فان هذه البرامج تركز قدر الإمكان على الجوانب العملية".

وبين أن البرنامج الجديد يتميز بأنه صمم بناء على احتياجات السوق، حيث تواصل مركز التعليم المستمر مع الأطراف ذات العلاقة لدراسة الاحتياجات، كما انه يتميز بمنهجية عملية عبر جلسات تطبيقية باستخدام بيانات من الواقع الفلسطيني، ويستخدم أدوات تضمن حصول الطالب على "جرعة كافية ومناسبة" من التدريب، إضافة الى كونه يستهدف الخريجين من جميع الجامعات.

ويستند هذا البرنامج، الذي يدمج بين الإطارين النظري والعملي بطريقة خلاقة وحديثة، على محاكاة التطورات التي فرضتها تطورات العصر على عالم الأعمال والاقتصاد من خلال أربعة مسارات مكثفة: الإعلام الاقتصادي، الاقتصاد الرقمي، المحاسبة والعلوم المالية والمصرفية. مدة كل مسار من المسارات الأربعة شهر كامل.

ويندرج برنامج "خريجون نحو الاقتصاد الرقمي"، في مساراته الثلاث، ضمن برنامج أوسع "خطوات نحو أعمال المستقبل" الذي يعكف مركز التعليم المستمر على تصميمه وتنفيذه بحيث يشمل تخصصات وحقول أخرى سيتم الإعلان عنها تباعاً كمبادرة جادة لسد الثغرة التي خلقتها "الثورة الصناعية الرابعة" بين احتياجات سوق العمل من جهة، والمهارات التي يمتلكها الخريجون الشباب.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد