صحيفة إسرائيلية: تل أبيب لا تريد خوض حرب ضد قطاع غزة
قالت صحيفة إسرائيلية ان تل أبيب لا تريد خوض حرب في قطاع غزة لجميع الأسباب في العالم ، كما أن حركة حماس تفهم هذا جيداً ، ومثلما حدث عشية الحملة الانتخابية السابقة في أبريل تحاول الاستفادة من الوضع لصالحها.
وأوضح الكاتب الإسرائيلي يوآب ليمور في مقال بالصحيفة ان حماس تنشغل في نبش عميق في الضفة الغربية وتدعو الجماهير الى النزول للشوارع وشن الهجمات ، وتوجه وتمول الخلايا الفلسطينية للقيام بعمليات فورية ، ومن جهة اخرى تواصل اللعبة المألوفة في رفع وتخفيض ألسنة اللهب في غزة.
وأشار ليمور ان تسلسل الأحداث في الأيام الأخيرة لا يترك مجالاً للشك بأن الساحة الفلسطينية تمر في حالة تصعيد واضح وخطير وللمرة الأولى منذ وقت طويل تواجه إسرائيل مستويات عالية من الانفجار في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضاف:" ظاهريًا، لا يبدو أن هناك صلة بين الساحتين ، الفلسطيني الذي نفذ عملية الدهس، في غوش عتصيون، تصرف بمفرده، ولم يتم إرساله من قبل أي منظمة ، ربما وجد مصدر إلهام له من الفلسطينيين الذين قتلوا الجندي دفير شوريك في نفس المنطقة قبل أسبوع، وسعى إلى اغتنام الفرصة عندما شاهد الشبان يقفون في محطة نقل الركاب – خارج المنطقة المحمية من أضرار المركبات".
وتابع :" ومع ذلك، حتى في خلفية هذا الهجوم (كما في سابقاته)، يمكن على الأقل الشعور بروح حماس ، إذ سرعان ما رحبت المنظمة بالهجوم، وحددت أنه كان نتيجة للصراع على الحرم القدس ي ، هاتان الكلمتان – الحرم القدسي – هما وصفة مؤكدة لتأجيج النفوس، وبالتأكيد في أسبوع عيد الأضحى، الذي زاد من التوتر في المنطقة بشكل طبيعي".
إقرأ/ي أيضا: جنرال إسرائيلي: لدينا سيناريوهات متوقعة قادمة من غـزة وهذا ما تستعد له حـماس
وأوضح الكاتب الاسرائيلي ان هذه الهجمات لا تؤدي حاليا الى إخراج الشارع الفلسطيني من حالة اللامبالاة ، فلم تحدث في الضفة الغربية مظاهرات أو زيادة في ظاهرة رشق الحجارة وقنابل المولوتوف ولكن اسرائيل لا يمكنها تجاهل الزيادة في عدد الهجمات الخطيرة ولا سيما تأثيرها المعدي.
وأشار الى أنه في هذه المرحلة تقرر عدم تعزيز القوات في الضفة الغربية، ولكن على الأقل هناك حاجة لزيادة اليقظة الاستخبارية في محاولة لإحباط المزيد من الهجمات الفلسطينية.
وقال ليمور :" في غزة أيضا، الشارع معزول عن الأحداث ، مظاهرة أمس الأول الجمعة، قرب السياج كانت "عادية"، دون تواجد عدد غير عادي من المشاركين، لكن إطلاق الصواريخ الليلة قبل الماضية ومساء أمس هو مسألة أخرى ، إذا تم في الجهاز الأمني التعامل مع إطلاق الصاروخ (الذي تم اعتراضه) ليلة الجمعة، على أنه "مرة أخرى عمل من قبل متمردين وخائبي الأمل" – تمامًا مثل محاولات اختراق السياج التي أُحبطت في الأسابيع الأخيرة – فإن إطلاق الصواريخ الليلة الماضية على سديروت (والتي تم اعتراضها) لم يعد مسألة يمكن عزوها إلى مجنون الحي: لقد وقفت من خلفها يد موجهة، أو على الأقل عين متجاهلة عمدًا.
وقال :" لن تتجاوز إسرائيل في إطلاق النار على سديروت، تماما كما فعلت أمس الأول ، ومع ذلك، فهي مطالبة الآن بالمشاركة في لعبة أكثر تعقيدًا من لعبة كرة الطاولة النارية ، إذا وجهت ضربة ضعيفة جدًا، فسوف تفهم حماس الضعف جيدًا وتواصل الضغط من أجل الحصول على تنازلات (أموال إضافية، التخفيف على المعابر وغيرها من الأمور التي ستساعدها على تحسين الوضع الاقتصادي والإنساني الصعب في قطاع غزة) ، وإذا ضربت بشدة، فقد ينتهي الأمر بجولة قتال غير مخطط لها، والتي على خلفية بخار الوقود الموجود بالفعل في الهواء، يمكن أن تسبب تصعيدًا ليس فقط في الجنوب ولكن أيضًا في الضفة الغربية.
إقرأ/ي أيضا: الجهاد تنعي شهداء غـزة الثلاثة وتحمل الاحتلال المسؤولية
وأضاف الكاتب الاسرائيلي :" مع ذلك، فإن الالتزام الأول والوحيد من جانب الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي هو لسكان الجنوب ، واقع عودة الصواريخ "بالتنقيط" إلى غلاف غزة أمر غير مقبول؛ ويجب اجتثاثه على الفور، حتى لو كان ذلك على حساب التصعيد – رغم كل مخاطره. إذا فرض على إسرائيل القتال في غزة، سيكون من الأفضل حدوث ذلك أثناء تواجد الأطفال في عطلتهم الصيفية حيث يمكن إجلاء السكان بسهولة، وفي وقت تعتبر فيه الظروف التشغيلية مواتية نسبيًا لقوات الجيش الإسرائيلية (كتيبة غزة أنهت قبل أسبوعين فقط مناورات كبيرة وادعت أنها مستعدة أكثر من أي وقت مضى للحرب).
وقال :" من المستحسن، بالطبع، أن تنجح إسرائيل بتهدئة الساحة الجنوبية دون أن تتورط في حرب واسعة – كما فعلت عدة مرات في الأشهر الثمانية عشر الماضية – ويمكن، أيضًا، منح حبل للوسطاء المصريين ومبعوثي الأمم المتحدة ، ولكن في طرف هذا الحبل يجب أن يكون شرط واضح: اللعب بالنار لن يكون من جانب واحد ، إذا استمرت حماس فيه (في الضفة الغربية، أو في غزة، أو في كليهما)، فسوف ينتهي الأمر بتحويل النار إليها وبقوة كبيرة.