هل سيؤثر فوز اليمين في انتخابات البرلمان الأوروبي على دعم القضية الفلسطينية؟

غزة / خاص سوا/ دفعت نتائج انتخابات برلماني الاتحاد الأوروبي  والتي أظهرت تقدماً ملحوظاً لليمين على باقي الكتل الأخرى إلى خلق حالة من القلق في الأوساط الفلسطينية والتي بدأت تتسائل السياسية المستقبلية للاتحاد الأوروبي وتوجهاته تجاه القضية الفلسطينية.

ويرى العديد من المختصين الفلسطينيين في الشأن الأوروبي عدم حدوث تغيير في السياسة الأوروبية على المدى القصير خصوصاً على الصعيد السياسي والمالي، كون أن اليمين يمثل جزءاً –وإن كان كبيراً- من باقي مكونات البرلمان الأوربي.

استمرار الدعم خلال 2014

المتحدث باسم الاتحاد الأوربي في الأراضي الفلسطينية "شادي عثمان" توقع ألا تؤثر نتائج الانتخابات بشكل مباشر وسريع على القضية الفلسطينية، مشيراً إلى وجود قرار أوروبي واضح يتمثل في استمرار الدعم للقضية الفلسطينية خلال 2014.

واستبعد عثمان في حديث لوكالة (سوا) أن يخلق تشكيل حكومة التوافق الوطني أي مبرر لتقليص الدعم الأوروبي للسلطة الفلسطينية، بل إن الاتحاد الأوروبي كان وما زال من أشد المنادين بضرورة انجاز المصالحة الفلسطينية ، ورحب بشكل كبير عندما أنجزت.

وشدد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي على أن الاتحاد كان ينتظر منذ زمن تشكيل حكومة توافق فلسطينية لكي يستطيع من خلال دعم تلك الحكومة وضع حداً لمعاناة السكان في قطاع غزة، بالإضافة إلى قناعته أن توحيد الجسم السياسي الفلسطيني سيجدد العملية الديمقراطية في الأراضي الفلسطينية.

ونبه عثمان أنه لن يحدث في المنظور القريب أي تغير دراماتيكي في السياسيات الأوروبية، ففي النهاية البرلمان الأوروبي لا يضع سياساته كتلة بمفردها، بل إن الجميع يشارك في صنع تلك السياسة بغض النظر عن الحجم الذي يمثله، ثم إن البرلمان الأوروبي يعد جزءاً من منظومة أوروبية متكاملة ترسم سياسات الاتحاد داخلياً وخارجياً.

لا تغيير في المنظور القريب

من جانبه، استبعد رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان والمختص في الشأن الأوروبي "رامي عبده" أن تحدث نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي أي تغيير تجاه القضية الفلسطينية في المنظور القريب كون أن الكتلة التصويتية المتعاطفة مع القضية الفلسطينية في البرلمان الأوروبي لم تتأثر.

وأوضح عبده لـ(سوا) صباح اليوم الأربعاء، أن معظم الأصدقاء الأساسيين والمدافعين عن القضية الفلسطينية ما زالوا في البرلمان وفي مقدمتهم رئيس مجموعة أوروبا-فلسطين "ديفيد مارتن"، مستدركاً إلا أن العناصر اليمينية المتطرفة وكذلك الداعمة لتقوية العلاقات الأوروبية الإسرائيلية ما تزال موجودة أيضاً وبقوة في البرلمان الأوروبي.

اليمين لن يتعاطف مع إسرائيل

وبين أن إسرائيل تدرك بأن قوة اليمين الأوروبي لن يكون مصلحة للوجود اليهودي في القارة كما لا يمثل مصلحة للأقليات الأخرى وفي مقدمتها الأقلية المسلمة، فبعض الأحزاب اليمينية تحمل عداءاً تاريخياً لليهود وبعضها تطلق على إسرائيل مصطلح "النازيون الجدد".

ولم ينكر مدير مركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن ذلك الفوز يدق ناقوس الخطر وهو ما ظهر في تصريحات معظم المسئولين الأوربيين، وكما عبر عن ذلك على سبيل المثال رئيس الوزراء الفرنسي "مانويل فالس" والمستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، والذين شددوا على ضرورة احتواء ما حدث وإعادة تعزيز الوحدة الأوروبية.

وتوافق عبده مع سابقه في أن البرلمان الأوروبي يتكون من مجموعات متعددة، فاليمين بمجمله حاز على 40 مقعد وهو أقل من 8% من مجموع المقاعد في البرلمان (751 مقعد) في حين حصل في الدورة السابقة على نحو 25 مقعد، يضاف إلى ذلك أن الكتل البرلمانية الكبرى الأربع (المحافظين والاشتراكيين والتحالف الأوروبي والخضر) ما تزال تهيمن على أكثر من ثلثي البرلمان، وهي في النهاية كتل لها موقف متقارب نحو الحفاظ على أوروبا المتحررة بعيدا عن القومية والهويات العرقية، إضافة إلى الحرص على علاقات خارجية متناغمة.

في النهاية تبقى تخوفات الفلسطينيين محقة تجاه السياسات التي يمكن أن يتخذها اليمين الأوروبي تجاه قضيتهم وسبل دعمها، وإن كان ذلك في المنظور البعيد.


اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد