لماذا تشتهر بيت لاهيا بزراعة "التوت الأرضي"؟
غزة /إبراهيم مسلم/ سوا/ حين تنظر إلى مناطق مدينة بيت لاهيا الشمالية وتشاهد المساحات الخضراء الشاسعة يتبادر إلى ذهنك للوهلة الأولى شتلة التوت الأرضي "الفراولة " والتي تشتهر بها مدينة بيت لاهيا على مستوى فلسطين.
واشتهرت مدينة بيت لاهيا بزراعة الحمضيات والتوت الأرضي لما تتمتع به من المميزات التي جعلتها عاصمة التوت الأرضي في فلسطين وهي : عذوبة المياه فيها , إضافة الى تربتها الخفيفة الخصبة .
وتعود بدايات نشأة التوت الأرضي في فلسطين الى نهايات عام 1968م بدأت بزراعة مساحة دونم واحد من التوت الأرضي بهدف دراسة مدى نجاحه في قطاع غزة كانت المناطق الشمالية لبيت لاهيا هي مكان الاختبار . وسرعان ما اتسعت بؤرة مساحة زراعة التوت الأرضي بمحاصيل وأنواع جديدة من التوت الأرضي حتى وصل الى حوالي2500دونم تقريبا في عام 2004/2005م .
وتأثرت المساحة المزروعة بالظروف السياسية المحيطة من إغلاق للمعابر وعدم تصدير منتج الفراولة الى العالم الخارجي واستبدال الأسواق الدولية بالمحلية مما يبعث على انخفاض سعر المنتج وبالتالي خسارة المزارع .
سياسة إسرائيلية قاتلة
عمد الاحتلال الإسرائيلي ومنذ اللحظة الأولى الى احتضان التوت الأرضي ودعمه ليكون المنتج الأول عالميا بوساطة إسرائيلية فقد عملت إسرائيل على تشجيع سكان غزة على اقتلاع ببارات الأشجار واستبدالها بمحاصيل أخرى كان منها التوت الأرضي بحجة تنمية الاقتصاد لدى المزارعين ولكن السبب الحقيقي وراء ذلك كان القضاء على الحمضيات التي كانت منافسة لحمضيات الاحتلال ومنع المقاومة من استغلال هذه البيارات كمواقع للتدريب انذاك .
وتكمن أهمية التوت الأرضي في انه يشغل اكبر عدد من العاملين ,ويعتبر مصدرا هاما للدخل ,إضافة الى انه مصدرا للعملات الصعبة حتى أطلق عليه الذهب الأحمر .
رئيس بلدية بيت لاهيا عز الدين الدحنون صرح ان العائد المادي الاقتصادي يعود على البلدية من التوت الأرضي بصورة غي مباشرة حيث انه هناك علاقة طردية بين ارتفاع أسعار التوت يكون الوضع الاقتصادي جيد وعلى عكس ذلك في حال انخفاض الأسعار حيث ان المزارع وكأي مواطن من أبناء بيت لاهيا يتلقى خدمات من البلدية مقابل خدمة مدفوعة الأجر فبالتالي في حال تحسن الظروف الاقتصادية لدلى المزارع فان ذلك يساعده في تسديد فواتيره المستحقة من البلدية .
وبين أحمد الشافعي رئيس مجلس إدارة جمعية غزة التعاونية لمزارعي التوت الأرضي ان المزارعين يعتمدون في بيت لاهيا على نموذج "الزراعة الآمنة" او "الجلوبال جاب" والذي يتم بإشراف مؤسسات أوروبية ورقابة من قبل وزارة الزراعة في قطاع غزة يشمل المشروع مراقبة الأسمدة والكيماويات التي والمبيدات التي يتم من خلالها مكافحة الأمراض البكتيرية التي تصيب التوت الأرضي .
ويضيف الشافعي ان المزارعين اضطروا الى تصدير المنتج خلال السنوات الخيرة رغم الخسائر الفادحة التي يمر بها المزارعون عام بعد عام وذلك للحفاظ على الأسواق في الخارج وان التوت الأرضي يعتبر سفير فلسطين الى العالم الخارجي وسفير غزة الى الدول الأوروبية , والتأكيد للمانحين ان القطاع الزراعي بحاجة الى دعم لاستمرار وعودة تصدير كميات اكبر كما كان في السابق .
التصدير الى الخارج
بدا تصدير منتج التوت الأرضي الى العالم ولا سيما أوروبا عبر شركات إسرائيلية ويتم تسويق المنتج على انه منتج إسرائيلي الى ان تم منح السلطة بعد مجيئها الى فلسطين كوته تصديرية بدون جمارك تم بعدها الاتفاق على تصدير المنتج بأنه فلسطيني بتسويق شركات إسرائيلية.
إلا انه ومنذ عام 2007/2008 لم يتم تصدير المنتج إلا بكميات تكاد تكون معدومة بسبب الإغلاقات المستمرة للمعابر وتعمد إسرائيل في تأخير التصدير حتى تفسد المنتج على المعابر .
في حين أكد الشافعي أن إغلاق المعابر تعتبر المشكلة الرئيسية التي تواجه منتج الفراولة وان ذلك الإغلاق يعود الى أسباب سياسية آملا بان يتم تجنيب القطاع الزراعي عن الأحداث السياسية .
وقال الشافعي مواصلا الحديث عن المشكلات التي تواجه التوت الأرضي عدم التزام بعض المزارعين باستخدام المبيدات والري متفائلا بالكم الكبير من المزارعين الذين أصبحوا يستخدمون مشروع الزراعة الآمنة " القلوبال قاب " والتصدير عبر الشركات الإسرائيلية التي قد تنسب المنتج أحيانا الى إسرائيل , وامن بين المشاكل التي تواجه التوت الأرضي عدم وجود غرف مبردة وسيارات نقل المنتج .
الحلول والآمال
وفي ظل التناقص المستمر للمساحات الزراعية فان هناك آمال لدى بعض الجهات بتطوير الأداء الزراعي واستخدام الزراعة الراسية في الدفيئات والأنفاق الزراعية الفرنسية والاسبانية كما يشير الى ذلك الشافعي .
والاهتمام بالمزارعين ودعمهم اقتصاديا لمساعدتهم في مواصلة الزراعة والاستثمار في المجال الزراعي .
توفير سيارات لنقل للمنتجات الزراعية وتوفي غرف حفظ للمنتجات في حال إغلاق المعابر حتى لا يتلف المنتج على المعابر .
ويبقى الأمل المنشود لدى المزارعين بتحسن أحوالهم الاقتصادية وتحييد القطاع الزراعي عن الأزمات السياسية التي تعصف بالقطاعات المختلفة في قطاع غزة.
