هل ستمنع سياسة "العصا والجزرة" انفجار غزة؟

غزة / خاص سوا/ تزداد الأوضاع في قطاع غزة سوءا، والحصار ما زال مستمرا، والإعمار متوقف والمعابر مغلقة، والوضع قابل للانفجار في أي لحظة، كما يصرح عدد من قادة الفصائل الفلسطينية بغزة.


وبالنظر إلى الجانب الإسرائيلي، فتارة يهدد بتصعيد جديد على قطاع غزة، وتارة أخرى يقول أن الوضع غير قابل للانفجار، وآخر هذه التصريحات ما قاله وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعالون، بأن الوضع في غزة بعيد عن التفجر، لأن إسرائيل تعرف كيفية ممارسة سياسة العصا والجزرة مع حماس ، وتعتمد سلوكا ذكيا ومسؤولا.


وتأتي تصريحات يعالون متناقضة مع تصريحات عدد من قادة الاحتلال، الذين أبدوا استعدادهم وجاهزيتهم لأي عدوان جديد على غزة. حيث هدد بيني غانتس رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته قيادة حركة حماس من جر إسرائيل لتصعيد وعملية عسكرية جديدة، قائلا:" نحن نراقب حماس ونرى ما تفعله ونحذرها من جر تصعيد الأوضاع أمنياً مع إسرائيل لأنها ستتطور لمعركة عسكرية، ولأن الحركة ستدفع ثمناً باهظاً في غالب الأمر".


المحلل السياسي حسن عبدو، يرى أن يعالون بتصريحاته، يحاول تبرير مثل هذا الحصار والدمار الذي جرى بحق قطاع غزة، بإدعائه أنه قدم جزرة لغزة.


ويقول عبدو في حديثه لـ"سوا"، إن ما يجري في غزة يتجاوز في إجرامه الحرب النازية، مشيرا إلى ان يعالون أحد قادة الاحتلال الأكثر تطرفا ومعروف عن سياسته العنصرية تجاه قطاع غزة .


وحسب المحلل السياسي، فإنه لا يوجد ما يقدم لقطاع غزة "كجزرة" وفق ما يدعي يعالون، "فإسرائيل اعتدت على قطاع غزة ودمرت أحياء كاملة واقترفت جرائم حرب وإبادة جماعية ولا زالت تحاصر غزة، فأي جزرة يتحدث عنها يعالون؟" يتساءل عبدو.


ويرى عبدو أن هذه التصريحات محاولة من يعالون لتبرير جرائم الاحتلال أمام الرأي العام الإسرائيلي.


وحول تصريحات قادة الاحتلال المتناقضة بشأن غزة، يقول عبدو "لا نستطيع أن نفرق بين التصريحات الحقيقة وبين ما لها علاقة بالانتخابات الإسرائيلية التي تجري الشهر القادم أم هي تصريحات مرتبطة باستراتيجية ثابتة تجاه قطاع غزة"، غير مستبعد أن تكون لها علاقة بشكل مباشر في الانتخابات.


ويوافق عبدو في الرأي، المحلل والخبير العسكري واصف عريقات، مؤكدا أن التناقض في تصريحات قادة الاحتلال دليل على خلافات كبيرة في الداخل الاسرائيلي، ودليل على قلق اسرائيلي حقيقي من انفجار الأوضاع في قطاع غزة.


ويلفت عريقات خلال حديثه لـ"سوا"، إلى أن الانتخابات الإسرائيلية الداخلية تعتبر الوضع والدم الفلسطيني وقودا لها، قائلا: "سنسمع تصريحات متناقضة وغير منسجمة، لأنها جزء من حربها النفسية".


وبالعودة إلى عبدو وبالحديث عما إذا كانت غزة ستنفجر قريبا، يشير إلى أنه قد تكون تقديرات يعالون بعدم انفجار الأوضاع قريبا صحيحة ولها علاقة بطبيعة الوضع في غزة، وقد تكون غير ذلك.


أما عريقات فيرى أن الوضع في غزة قابل للانفجار في أي لحظة عكس ما قال يعالون، لأن هناك نوع من الإحباط واليأس بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية بغزة، مضيفا "معروف انه حينما يكون هناك ضغط يولد الانفجار".


ويقول عريقات، إن يعالون بتصريحاته يمني النفس بطمأنة الجبهة الداخلية الإسرائيلية قبيل الانتخابات المقبلة.


ويضيف عريقات "وزير الحرب الإسرائيلي يريد أن يطمئن الجبهة الداخلية والخارجية بان أوضاع إسرائيل بخير، لكن لا يمكن الحديث عن تقديم شيء لغزة في ظل وضع مأساوي لآلاف المشردين مع استمرار العزلة والحصار على القطاع".


ويؤكد الخبير العسكري أنه لا يمكن ليعالون أن يتنبأ بما يعانيه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.


وبالحديث عن تعامل إسرائيل بسياسة العصا والجزرة مع غزة، يعلق عريقات بالقول: "واقع الأمر يقول إن الحصار على غزة يزداد ولا يخفف وإسرائيل تتعامل على أساس أن غزة سجن كبير، ويجب أن يحرم من كل وسائل الحماية لتقديم التنازلات وخاصة بعد العدوان الأخير على قطاع غزة"، مؤكدا أنه لا يمكن الركون لتصريحات يعالون.


ويبقى السؤال المطروح، في ظل استمرار تأزم الوضع في غزة، هل ستمنع سياسة "العصا والجزرة" التي تحدث عنها يعالون من انفجار غزة قريبا؟

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد