خمسة أعوام على جريمة حرق عائلة دوابشة بنابلس

عائلة دوابشة

يصادف اليوم الأربعاء, الذكرى الخامسة لجريمة حرق عائلة دوابشة على أيدي مجموعة من مستوطنين إسرائيلين، بقرية دوما جنوب مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة.

وفي فجر يوم 31 يوليو/تموز 2015, هاجم عدداً من المستوطنين الإسرائيليين منزل يعود لعائلة دوابشة جنوب نابلس، وقاموا بحرق المنزل بالكامل باستخدام عبوات مولوتوف شديدة الاشتعال، قد ألقوها داخل المنزل، الأمر الذي أدى الى استشهاد الأب سعد دوابشة , الأم رهام حسين 27عاماً, وطفلهما الرضيع علي دوابشة 18شهراً, وإصابة الطفل أحمد 4 أعوام بجروح خطيرة على إثرها دخل المستشفى لتلقي العلاج وهو الناجي الوحيد من هذه الجريمة.

وأوضحت مصادر طبية، أن المستوطنين طرقوا على باب المواطن سعد دوابشة, وألقوا عبوة مولوتوف شديدة الاشتعال بالداخل ،مما أدى الى اندلاع حريق وإصابة جميع أفراد العائلة، واستشهد الرضيع علي فوراً، بينما أصيب الأب وزوجته بحروق خطيرة جداً و استشهد الأب بعد أسبوع , لتتبعه زوجته رهام بعد شهر من الحادثة، تاركين من بعدهم الطفل أحمد والذي كتب له أن يبقى.

و أثارت تلك الجريمة الاسرائيلية، غضباً واسعاً عالمياً وعربياً، مما أدى إلى اندلاع مواجهات في كافة مدن الضفة الغربية، ولاقت الجريمة استنكارات واسعة حول العالم ومن كبار الشخصيات والمسؤولين الدوليين.

ومن جهتها, قدمت دولة فلسطين ملف لمحكمة الجنائية الدولية، لمحاكمة المستوطنين المجرمين, الذين ارتكبوا وأحرقوا عائلة دوابشة دون أي مبرر وسبب واضح، و أدان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية تلك الجريمة وعلق قائلاً :" : إن صمت المجتمع الدولي على هذه الجرائم وإفلات الإرهابيين القتلة من العقاب أدى إلى جريمة حرق الرضيع دوابشة، كما حدث مع الطفل محمد أبو خضير."

وأدان في ذلك الحين، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الحريق المتعمد في قرية دوما، وطالب بتقديم مرتكبي هذا العمل الإرهابي إلى العدالة.

وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، في ذلك الوقت: "يجب على السلطات الإسرائيلية اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية السكان المحليين" وقالت أيضًا "إننا ندعو إلى المساءلة الكاملة، وتطبيق القوانين، وعدم التسامح المطلق مع عنف المستوطنين.

وفي وقت لاحق، تم الكشف عن المستوطن المتطرف المتهم الرئيسي بجريمة إحراق عائلة دوابشة، وهو " عيمرام بن أوليل" ، وبحسب قناة عبرية، إن المتهم رفض الإدلاء بشهادته في المحكمة في ظل الاتهامات الموجهة إليه بالتخطيط وتنفيذ حرق عائلة دوابشة في نابلس عام 2015.

ورغم مرور 5 أعوام على جريمة الحرق، إن السلطات القضائية الإسرائيلية لم توقع أي عقوبات على مرتكبي الجريمة، و أطلقت سراح 17 متهم، وبقي المستوطن عميرام بن أوليل، ولحتى هذه اللحظة يرفض الإدلاء بشهادته، ولم تتم إدانته.

رحلة علاج الناجي الوحيد
بقي أحمد ابن أربعة أعوام الناجي الوحيد من عائلته على قيد الحياة، مكث في رحلة علاج استغرقت عاماً في مستشفى "تل هشومير"، وغادر مع عائلته ليكمل مسيرة حياته إلا أن اصبح الآن في عمر تسعة أعوام, ولا يعي حتى هذه اللحظة حجم الكارثة والجريمة التي ارتكبت بحق العائلة, وليتسائل دائماً " لماذا اختارونا نحن من بين العائلات" !

لم تكن الجريمة وليدة لحظة، كانت مع سبق الإصرار والترصد، ظهرت نية الجناة جلية من قبل أفراد عصابات ما يسمى بـ"تدفيع الثمن" التي تقوم على فكر متطرف دموي تجاه العرب والفلسطينيين.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد