رسالتان خطيتان من الرئيس عباس إلى نظيره الفرنسي
سلم سفير دولة فلسطين لدى فرنسا سلمان الهرفي، اليوم الثلاثاء، المستشار الدبلوماسي الجديد للرئيس الفرنسي إيمانويل بون، رسالتين خطيتين رسميتين من رئيس دولة فلسطين محمود عباس ، للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتضمنت الرسالة الاولى تهنئته لمناسبة العيد الوطني للجمهورية الفرنسية، والثانية تعلقت بآخر الأوضاع على الساحة الفلسطينية وفي المنطقة، والى القرصنة الاسرائيلية لأموال المقاصة باعتبارها خرقاً لبروتوكول باريس الاقتصادي الذي رعته فرنسا.
ووضع الهرفي مضيفه بصورة آخر التطورات الميدانية والسياسية، مركزاً على الجريمة الاسرائيلية المتمثلة بهدم اكثر من مئة وحدة سكنية فلسطينية في واد الحمص بمنطقة صور باهر في القدس المحتلة، والى عمليات التهويد والاستيطان الواسعة التي تعاني منها القدس وأراضي دولة فلسطين المحتلة، وسياسة الفصل العنصري البغيض التي تنتهجها حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة مدعومة من الادارة الامريكية التي تنكرت تماماً لالتزامات الوصول الى حل عادل ودائم وعزلت نفسها عن أي دور في التوصل الى سلام حقيقي بل تعمل مع المتطرفين في اسرائيل لتدمير أي أمل في السلام.
كما اعتبر الهرفي خلال اللقاء أن ورشة البحرين الاقتصادية التي انتهت الى فشل ذريع هي عنوان لفشل صفقة القرن بكل أبعادها، ذلك انها اقتصرت على "كذبة الفوائد الاقتصادية"، مؤكداً ان الشعب الفلسطيني وقيادته لن تفرط بشبر واحد من أرض الوطن مهما كانت الظروف والصعوبات.
وتطرق اللقاء ايضاً الى إطلاق اسم "القدس" على إحدى الساحات الباريسية بقرار من بلدية باريس حيث اعتبر الهرفي ان ظروف هذه التسمية تدفع للاعتقاد بأن رئيسة بلدية العاصمة الفرنسية ولأسباب انتخابية خالفت كل القرارات الدولية وايضاً خالفت الموقف السياسي الفرنسي منذ عهد الجنرال شارل ديغول حتى اليوم، الذي يعتبر القدس الشرقية أرضاً محتلة.
وطالب الهرفي بتدخل السلطة الفرنسية لمعالجة هذا القرار الذي أرسل رسائل خاطئة حول السياسة الفرنسية المتعلقة بالأوضاع في فلسطين والمنطقة.
كما تطرق اللقاء الى الزيارة المرتقبة للرئيس محمود عباس الى باريس، حيث أعاد بون التأكيد على دعوة الرئيس ماكرون للرئيس عباس لزيارة باريس للتباحث حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك مفضلاً أن تكون الزيارة قبل توجه الرئيس عباس الى نيويورك خلال شهر سبتمبر القادم.
وأكد بون على الموقف الفرنسي الثابت المستند الى قرارات الأمم المتحدة بكافة مؤسساتها بضرورة التوصل الى حل عادل ودائم وشامل على قاعدة وجود دولتين تعيشان جنباً الى جنب بأمن وسلام وأن تكون القدس عاصمة للدولتين.
واعتبر ان قرار بلدية باريس لن يغير شيئاً في السياسة الفرنسية الخارجية التي تعتبر أن القدس الشرقية هي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويسري عليها ما يسري على جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.
وهنأ السفير الهرفي في بداية اللقاء بون على توليه هذا المنصب متمنياً له النجاح في مهامه الجديدة، وقدم له هدية تذكارية تضمنت مشغولات يدوية تراثية فلسطينية تعبر عن تمسك الفلسطيني بأرضه وبهويته وبحضارته الضاربة في عمق التاريخ.