البروفيسور العويسي يصدر كتابه الجديد نظريات ونماذج بيت المقدس

البروفيسور العويسي يصدر كتابه الجديد نظريات ونماذج بيت المقدس

أصدر البروفيسور الفلسطيني عبد الفتاح محمد العويسي، كتابًا جديدًا بعنوان: نظريات ونماذج بيت المقدس، والذي يبحث في تفسير الأحداث المعاصرة، وتوجيهها وصناعة التاريخ المستقبلي.
وأكّد البروفيسور "العويسي" أن كتابه خلاصة معرفية مهمة لتوضيح وفهم وتفسير وإدراك ما جرى في المئة سنة الماضية، وما يجري منذ (8) سنوات (الربيع العربي)؛ ولتوجيه ما سيجري في منطقتنا العربية في السنوات القادمة.
وقال: "إن الكتاب بناء معرفي مهم، على طريق التغيير والتحرير القادم للأرض المقدّسة، ومسجدها الأقصى المبارك، وصناعة تاريخنا المستقبلي المشرق من بيت المقدس".
وأشار إلى أن كتاب "نظريات ونماذج بيت المقدس" يُعد "زبدة الزبدة لبحوثه حول الأرض المقدسة، مبينًا أن الرحلة العلمية المعرفية لإعداد الكتاب بدأت قبل (29) عامًا.
وأضاف أن "الكتاب بمثابة محاولة معرفية أكاديمية جادّة لاستكشاف تصوّر جديد للعلاقات الدولية، وإبراز إسهامات المسلمين، من خلال تقديم نظريات ونماذج بيت المقدس في العلاقات الدولية وتعريفها؛ بهدف الإسهام في عملية التوجيه والتأثير في مجرى الأفكار والأحداث المتعلقّة بصناعة التاريخ المستقبلي لبيت المقدس بشكل خاص، والمشرق الإسلامي وأمّتنا بشكل عام".
وبيّن أن ذلك يأتي في وقت دقيق جدًا، "تتعرض فيه قضية بيت المقدس لصراع حضاريّ عنيف، وأخطر مؤامرة في تاريخها الحديث والمعاصر، لا سيما بعد فشل الموجة الأولى للتغيير بالمنطقة".
ويقع الكتاب في (464) صفحة، ويشتمل على (6) أجزاء، و(15) فصلاً، يتطرق الجزء الأول منه المراحل التي مرّ بها المشروع المعرفي ودراسات بيت المقدس، والتي بدأت في المسجد الأقصى المبارك عام 1990م. 
ويركز الجزء الثاني على النظريات الاستراتيجية والجيوبولتيكية، لا سيما نظرية دوائر البركة لبيت المقدس، ونموذج التغيير الجذري بعد حادثة الإسراء والمعراج، والتي جعلت أرض المقدس أرضًا للأمل والأمان ومصدرًا للتغيير، ثم تناول الخطة النبوية الاستراتيجية للتحرير عبر خارطة ونماذج منبثقة من المصادر الإسلامية.

ويستعرض الجزء الثالث نماذج انتهاء الحرب والفتح، باعتباره الحدث المميز التي ما زالت آثاره حتى يومنا، والعهدة العمرية التي بيّنت عظمة الإسلام فيما يمنحه للبشرية، والذي يعتبر رؤية جديدة للمسلمين مستمدة من مصادرنا الإسلامية الأولى (القرآن الكريم والسنة النبوية).
أما الجزء الرابع فقد تناول نماذج الأمان والتواصل الحضاري للتخلص من النزاعات والعبودية والاستبداد والفساد وتحقيق الأمان والعدل والحريّة.
فيما تطرّق الجزء الخامس إلى إشكالية مهمّة تتطلب المعالجة، الا وهي افتقار جامعاتنا لتخصص مهم في مجال دراسة العلاقات الدولية ونقص الفريق البشري المتخصّص، ويشير الكاتب هنا إلى الحاجة الماسّة لمختصّين في هذا الحقل لعلاج الداء المتمثّل في احتلال العقل والأرض، وبناء صرح علميّ يسهم في تغيير حال المسلمين وتحريرهم بدءًا من صناعة التاريخ، والفعل الذي يختلف تمامًا عن ردة الفعل.
كما ناقش الكاتب في هذا الجزء ادعاءات بعض المستشرقين والأكاديميين "الإسرائيليين"، الذين يعمدون تزييف الحقائق؛ ليحققوا أهدافهم، والدعوة إلى مواجهتهم عبر البحوث وتبيان الحقائق، وأوضح أيضًا أن بيت المقدس هو المرآة التي تعكس اوضاع المسلمين، والمقياس الحقيقي لعزّتهم وذلّهم، ومفتاح السلم والحرب بالمنطقة، "فمن يحكمه يسيطر على العالم".  
وفي الجزء السادس والأخير من الكتاب؛ قدّم الكاتب توصيفًا دقيقًا لما يجري حاليًا في منطقتنا، مؤكدًا أن "إسرائيل" قد اكتملت دورتها، وستصل إلى نهاية صلاحيتها حتى زوالها، كما زالت مملكة بيت المقدس اللاتينية الصليبية، إلّا أن هذا الزوال سيسبقه ويتزامن معه زوال بعد الدول/ الدويلات العربية من الخارطة السياسية للمنطقة العربية في بضع سنين.
يُذكر أن البروفيسور عبد الفتاح العويسي (المقدسي)، هو أستاذ العلاقات الدولية في عدد من الجامعات العالمية منذ العام 1986، وزميل الجمعية الملكية التاريخية بالمملكة المتحدة، وقد شارك في عدد كبير من المؤتمرات الأكاديمية الدولية.
وللكاتب المولود ببيت المقدس عام 1959م، ما يزيد عن (30) مؤلفًا مطبوعًا باللغتين العربية والإنجليزية، وله كُتُب/ بحوث تم ترجمتها إلى لغات أخرى مثل: الفرنسية والماليزية والإندونيسية والتركية.
كما أنه حاصل على عدد من الجوائز الأكاديمية والتقديرية، أبرزها "وسام عمدة مدينة ستيرلينج الاسكتلندية لعام 1999 م، و"الجائزة الخاصة للابتكار" لعام 2007م، و"جائزة اسطنبول للعلم" إحدى فروع جوائز اسطنبول للعالم الإسلامي في دورتها الثالثة للعام 2018.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد