نغم نصار.. شيء عن الفرح و"قداسة" النجاح

فرحة الطلبة الناجحين في امتحان الانجاز

فرحة النجاح لا توصف ولا يوازيها فرحة..  إنها جهد وتعب وإنجاز ومستقبل معا، بقوة إرادتي حصدت ما كنت أصبو اليه، و الثانوية العامة كانت ذات خصوصية بالنسبة لي باعتبارها مرحلة انتقالية هامة، خاصة انني قررت خوض غمارها في فرع يصعب على الاناث حتى التفكير فيه، إنه الفرع الصناعي، وها انا حققت الانتصار والتميز الذي عاهدت اهلي ونفسي ووطني عليه، هذا ما قالته نغم ناصر محمد نصار، الأولى على فلسطين في الفرع الصناعي بمعدل (98.1). وفق الوكالة الرسمية

نغم هي إحدى طالبات مدرسة بنات دورا الثانوية المهنية، في مديرية تربية وتعليم جنوب الخليل، كانت على يقين أن جل جهدها الذي سخّرته خلال العام، وأن الفرحة الكبيرة التي تتطلع للوصول اليها ستنسيها كل التعب وسهر الليالي.. "الفرحة التي ارتسمت على وجوه اهلي ومن عج بيتنا بهم من أصدقائنا وأقاربنا تحتم علي أن اواصل تميزي بصبر واجتهاد، وهذا ايضا من باب انتمائي لوطني الجريح الذي يتطلب العمل من الجميع لننهض به، ونرقى حتى زوال الاحتلال واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، نحن تميزنا كفلسطينيين دوما بتقدمنا على كثير من شعوب العالم في العلم والمعرفة، وهذا إرث يجب أن نحافظ عليه كما مقدساتنا" قالت نصار.

وأضافت "أرغب في دراسة هندسة الحاسوب في جامعة بوليتكنك فلسطين بمدينة الخليل، وفي هذا الاطار اتوجه لكافة طلاب وطالبات المدارس بالنصيحة ان يتجهوا صوب الفرع الصناعي لما له من اهميه في حياتنا، وأن فرص العمل بعد اتمام الدراسة الجامعية فيه افضل بكثير من الفروع الاخرى، لا شيء مستحيل.. التخصصات التي تناسبنا نحن الاناث عديدة في هذا الفرع علينا فقط أن ندق الباب ونفتحه لنستطلع ما نستطيع دراسته خارج الفرعين العلمي والأدبي اللذين يتجه معظم الطلاب إليهما".

وأهدت والدة نغم، "أم نديم" نصار (47 عاما) نجاح ابنتها للشهداء والأسرى والجرحى، ولمديرة ومدرسات مدرسة بنات دورا الثانوية المهنية، ولأسرة التربية والتعليم، ولعائلتها وكافة أبناء شعبنا.

وقالت: "غمرتنا السعادة بنجاح نغم مع ساعات الصباح، لم يغمض لنغم جفن طوال الليل وهي تنتظر نتيجتها بفارغ الصبر.. الحمد لله على هذه الهبة، فتفوقها وتفوق جميع ابنائي هو مكرمة من الله لنا ولشعبنا، فرغم حياتنا القاسية ومعاناتنا الدائمة بسبب الاحتلال إلا أننا نستطيع توفير الجو الدراسي المناسب لأبنائنا ليكونوا من المتفوقين.

ولربة المنزل "أم نديم" 6 من الأبناء، 3 بنات و3 ذكور ونغم الخامسة بينهم، جميعهم مميزون في عملهم ودراستهم، وتقول: نحن -الفلسطينيين- مبدعون فمن رحم معاناتنا تولد معجزاتنا ويولد الابداع والأمل بمستقبل افضل".

من جانبه، قال والد نغم، ناصر محمد نصار (51 عاما) لـ"وفا" والفرحة بادية على محياه، "على ابنائنا الطلبة اختيار تخصصاتهم الدراسية بدقه، لأن اسواقنا متخمة بالخريجين، خاصة في الفرعين العلمي والأدبي، علينا محاربة البطالة وأن نعمل على التخفيف منها ومحاربتها بالتوجه الى التعليم المهني الذي تستوعب اسواقنا كل خريجيه، وهذا ايضا مساهمة كبيرة في بناء وطننا.. لا احد يلقي اللوم على الآخر، جميعنا مطالبون بإيجاد حلول منطقية من اجل مستقبل وطننا واطفالنا وجميع ابنائنا الخريجين، البطالة سيف مسلط على رقاب الآباء والأمهات والطلبة ونسبتها ترتفع عاما تلو عام".

واختتم والد نغم "طريق النجاح واحد فمن جد وجد وحصد، وشعبنا الفلسطيني قادر على تحقيق النجاح".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد