قيادي بحماس: نتفق مع السلطة على 85% من القضايا
قال موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس ، إن الموقف الفلسطيني الموحّد الرافض لـ" صفقة القرن " يمكن أن يسهم في تقارب "فتح" و"حماس"، وإنجاز المصالحة المنشودة منذ سنوات، موضحاً أنّ الحركتين "لهما مواقف سياسية مشتركة في كثير من القضايا، منها الموقف من صفقة القرن ومؤتمر البحرين".
وأضاف أبو مرزوق : "السلطة رفضت إدانة حماس في الأمم المتحدة. وأيضاً نتفق على إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس ، ونجمع على أنّه لا دولة في غزة ولا دولة من دونها، وكذلك على الموقف ضدّ الاستيطان، وغيرها الكثير".
وتابع : "نعتقد أنّ المواقف المشتركة في مجملها تشكّل 85 في المائة"، مستدركاً بالقول "لا شكّ أنّ هناك خلافات، ومفتاح الحلّ يكمن في القبول بشراكة سياسية حقيقية لجميع الأطراف الفلسطينية، وهو قرار يحسمه الرئيس محمود عباس ". وفق ما أوردته صحيفة العربي الجديد.
ومع إشارته إلى أنّ زيارة كانت مقررة لرئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، إسماعيل هنية ، إلى روسيا أجلت من نهاية العام الماضي إلى فبراير من العام الحالي، ولاحقاً إلى شهر إبريل/نيسان، لم يحدد أبو مرزوق موعداً جديداً للزيارة، ورفض الخوض في أسباب تأجيلها.
ونفى القيادي في حماس وجود أي جهود من قبل "فتح" أو السلطة لتعطيل زيارة هنية إلى موسكو، مشددا على أنّ " فتح وحماس يجب أن تعملا لدعم بعضهما الآخر في الساحة الدولية، لأن كلينا يعمل لصالح القضية الفلسطينية".
وفي سياقٍ آخر، أعرب أبو مرزوق عن أمله في أن تساعد روسيا الفلسطينيين في مواجهة خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة إعلامياً باسم "صفقة القرن"، ومواصلة جهودها لإنهاء "صراع الإخوة"، مرحباً بجهود موسكو للدفع بالمصالحة بين "فتح" و"حماس".
ولفت إلى أن وفد حماس طرح خلال مباحثاته مع ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، عدداً من القضايا المهمة جداً، أولها المخطط الأميركي المتعلّق بالصراع العربي الإسرائيلي ومنطقة الشرق الأوسط، وهو ما بات يُعرف بصفقة القرن، سواء ما يتعلّق بالقدس أو اللاجئين أو الجولان أو نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ومحاربة منظمة التحرير الفلسطينية، وقطع المعونات عنها وعن "أونروا".
وتابع : "كما بحثنا التفرّد الأميركي في المنطقة بعد مؤتمري وارسو (فبراير/شباط الماضي) والبحرين (يونيو/حزيران الماضي)، إضافة إلى المصالحة والتهدئة والأوضاع في الشرق الأوسط عموماً"، مشيراً إلى أنّ "حماس تسعى إلى تشجيع أطراف أخرى للتعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي، لكسر الاحتكار الأميركي الإسرائيلي لعملية التسوية".
وأكد أبو مرزوق أنّ "موسكو تستطيع لعب أدوار عدة لدعم الفلسطينيين في مواجهة صفقة القرن. فبدورها الفعال في الساحة الدولية، يمكن أن تمنع تمرير الصفقة في المحافل الدولية كما فعلت سابقاً، دعماً للفلسطينيين في مواجهة توجهات واشنطن".
وأردف قائلا إنّ "موسكو بما لها من علاقات جيدة مع جميع الأطراف الفلسطينية، يمكن أن تساعد في توحيد الساحة الفلسطينية، بما ينعكس إيجاباً على جهود مواجهة صفقة القرن".
ولفت المسؤول الفلسطيني أيضاً إلى أنّ "موسكو يمكن أن تلعب دوراً في المجتمع الصهيوني، نظراً لوجود أعداد كبيرة من الناطقين باللغة الروسية ممن هاجروا إلى كيان الاحتلال في حقبات تاريخية مختلفة، إضافة إلى علاقاتها مع قوى اليسار والقوى المحبة للسلام" على حد تعبيره.
وبعد أشهر من عدم اتفاق الفصائل على تبنّي "إعلان موسكو"، في فبراير/شباط الماضي، وهو إعلان كانت تراهن روسيا على أن يساعدها في جهودها لدعم الفلسطينيين في مواجهة "صفقة القرن"، لم يستبعد أبو مرزوق دعوة موسكو إلى اجتماع آخر للفصائل الفلسطينية التي تجمعها معها "علاقات مميزة".
وبين أنّ "المشكلة في الاجتماع السابق لم تكن في البيان وتبنّيه، بل في أخلاقيات التعاون في ما بيننا، لأنه بعد إنجاز البيان وإرساله للطباعة، تمّ إجراء تعديلات عليه. وبغضّ النظر عمن عدّل، فإنه عمل غير أخلاقي، ولا يمكن السكوت عنه، ولهذا لم نوقّع على الرغم من أننا توافقنا على كل القضايا المطروحة في البيان". وفق تعبيره.
وحول الدور الذي يمكن أن تؤديه روسيا في التوصّل إلى تسوية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين تكسر احتكار واشنطن لهذا الملف، شدّد أبو مرزوق على أنّ "حماس ليست مع أي تسوية مع الاحتلال لا تحقق إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وعودة شعبنا إلى دياره".
وقال "لا نعترف بهذا الكيان الغاصب"، معربا عن اعتقاده بأنه "يجب تقوية فاعلية موسكو في الساحة الفلسطينية والاحتلال، حتى تكون لاعباً مؤثراً وقوياً عند الطرفين".
وذكر أن "موسكو تستطيع العمل لتوحيد الموقف السياسي الفلسطيني لتقوية الفعل الفلسطيني، كما يجب أن يكون هناك قرار في موسكو لتحمّل تبعات الدعوة إلى تعدد القطبية، لأن هذا الموضوع مكلف، لكنه ينعكس إيجاباً على الوضع العربي والروس، وعليها إعداد خطة واضحة للتسوية في المنطقة، وحينها لا تستطيع واشنطن احتكار التأثير في الصراع العربي الإسرائيلي وحدها".
وفي شأن العلاقات مع النظام السوري، قال أبو مرزوق إنه "لا جديد في العلاقات مع الجانب السوري، ولا قرار في الحركة باللقاء أو استئناف العلاقة، لأنها منقطعة أصلاً".
وفي المقابل، وفي ما يخصّ العلاقات مع إيران، قال : "هي جيدة ومستمرة، وليس هناك ما يعيقها، وندعو الآن إلى مساعدة إيران على التخلّص من الحصار الأميركي الظالم، والوقوف إلى جوارها، ولا يمكن أن نقبل بالصلف الأميركي في التعامل مع إيران، وعرضنا موضوع دعمها مع الجانب الروسي اليوم".