القدس المفتوحة: بدء احتفالات تخريج فوج "الإرادة والصمود"
نظمت جامعة القدس المفتوحة اليوم الأربعاء، أولى حفلات تخريج الفوج الثاني والعشرين (فوج الإرادة والصمود)، حيث كرمت الطلبة المتفوقين من أوائل التخصصات في مختلف فروع الجامعة، في قاعة الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة البيرة.
وتقام احتفالات التخريج للفروع كافة برعاية الرئيس محمود عباس ، على مدار أيام السبت والأحد والاثنين، ويتخللها تـخريج طلبة الفوج الثاني والعشرين، البالغ عددهم نحو (9,800) طالب وطالبة، كل في فرعه التعليمي. وفق الوكالة الرسمية
ونقل وزير التعليم العالي والبحث العلمي أ. د. محمود أبو مويس، في كلمته نيابة عن الرئيس محمود عباس، تحيات الرئيس للحضور مهنئاً الخريجين وأهاليهم، مؤكداً أن الجامعات وشبابها والأبحاث العلمية وروادها هم عماد الدولة وأحد أهم أركانها.
وأضاف ان الحكومة انخرطت في عملية تكاملية مع أطياف المجتمع ومؤسساته كافة نحو التعليم والإنتاج والريادة، والإبداع وصولاً إلى تنمية مستدامة، مؤكداً أن قصة التعليم المفتوح قد بدأت من رغبة المتعلم بممارسة الوصاية على نفسه من خلال تجربة تعليمية تفاعلية تميزت بها "القدس المفتوحة".
وقال "إن جامعة القدس المفتوحة أضحت اليوم جامعة الفلسطينيين والعرب أينما تواجدوا، تقدم خدماتها إلى قطاعات الشعب الفلسطيني والعربي كافة من خلال برامج متعددة منفردة ومزدوجة".
وأضاف أسمحوا لي أن أقف فخوراً أمام إنجازات "القدس المفتوحة"، فقد استطاعت الجامعة أن ترسخ أنظمة رقابة إدارية وبجودة تعليمية عالية وبنية تحتية مميزة، وساوت الفرص أمام الجميع للوصول إلى التقنية المطلوبة لتحقيق المشاركة الكاملة للطلاب في مبادرات التعليم، واستخدام المواد التعليمية المحمية بحقوق الملكية، وأتحدى أي جامعة أن تجاريها، حتى أنها أصبحت مصباح نور في كل بيت وكوكب معرفة تضيء أرجاء الوطن.
وتابع قائلا: "جامعة القدس المفتوحة، إنك جامعة في وطن ووطن في جامعة، فَهنيئاً لكِ برئيسك العالِم الإداري المخضرم، وهنيئاً لكِ بمدرسيكِ المميزين، هنيئاً لكِ بالعاملين ونقاباتهم، وبمجلس الطلبة، أمناء على المسيرة التعليمية وقادة الحركة الوطنية".
من جانبها، أعربت محافظ محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام ، في كلمتها بالاحتفال، عن اعتزازها بـ"القدس المفتوحة"، لما للجامعة من مكانة خاصة في قلبها وفي قلب كل خريج أتاحت له فرصة التعليم، "تلك الجامعة التي دخلت كل بيت فلسطيني، وأثبتت للعالم أجمع وفي المحافل كافة أن فلسطين والقدس معادلة الكون التي لا تقبل القسمة على اثنين".
وأضافت: "سنواصل دعم الجامعة التي تقدم أفضل خدمة لأبناء شعبنا بلا حدود، بصفتها واحدة من أفضل المؤسسات التعليمية في وطننا الحبيب، وسنبقى على عهد هذه الجامعة وعلى عهد منظمة التحرير التي أسستها، وسنبقى المساهمين في رفعتها، فهي تشكل ثلث عدد المنتسبين للجامعات في الوطن، وهذه الكثرة لم تكن كماً، بل اعتمدت النوع أولاً، ودليل ذلك الجوائز التي حصلت عليها، ونماذج الإبداع التي لا تعد ولا تحصى".
وأبرقت بتحية اعتزاز للأسرى الصامدين في باستيلات الاحتلال، ونعت الأسير نصار طقاطقة الذي استشهد في زنازين العزل الانفرادي، وهنأت الأسرى الخريجين في برنامج تعليم الأسرى داخل السجون الإسرائيلية.
وحيت غنام الجامعة، برئاستها وكوادرها وطلبتها والعاملين فيها، على جهودهم الدائمة والمتواصلة، مهنئة خريجي فوج "الإرادة والصمود"، الذي جاءت تسميته في ظل صمود أسطوري لشعبنا الفلسطيني البطل وعلى رأسه سيادة الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، الذي قال(لا) و(ألف لا) ل صفقة القرن ، ولورشة البحرين المشبوهة، "فلا تعنينا المليارات، بل تعنينا كرامة الشعب الفلسطيني، ولن نساوم ولن نناقش حول وجودنا على أرضنا، ففلسطين ليست للبيع".
من جانبه، قال رئيس مجلس الأمناء عدنان سمارة: "تحتفل جامعة القدس المفتوحة بتخريج فوجها الثاني والعشرين وهي تدرس رسالتها القائمة على توفير خدمة التعليم العصري وترسيخ فلسفة التعليم المدمج التي أصبحت نهجاً يحتذى به على الصعيدين العربي والعالمي".
وأضاف: "إن التطور الذي شهدته الجامعة في المجالات كافة هو دليل على ما أحرزنا من نجاحات وإنجازات، يبرز فيها دور الفرد ويتعاظم فيها دور المؤسسة التي تحمل هم أبناء شعبنا المناضل لترسو بهم إلى شاطئ العلم والمعرفة، وتعزز لديهم الانتماء الوطني والاجتماعي، فدولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف جوهرة تبنى بعلم أبنائها وصمودهم وثباتهم".
وقال: "وبالأصالة عن نفسي، وبالنيابة عن مجلس أمناء الجامعة، أبارك لكم جميعاً وأهنئكم وأنا سعيد بكم، مُعوّلاً عليكم أن تسهموا في بناء دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها الأبدية "القدس الشريف"، وأن تواصلوا مسيرة العطاء والتضحية بإخلاص ووفاء لوصايا من سبقونا وقدموا أرواحهم ودماءهم في سبيل وطن حر كريم، فكونوا على قدر أهل العزم من هؤلاء".
وتابع قائلاً: "دأبنا على توفير بيئة تعليمية عصرية تتفق والمعايير الدولية لمؤسسات التعليم العالي، من خلال مبانٍ مملوكة للجامعة في محافظات الوطن، وفي كل عام ننجز مبنى جديداً، آملين بأن نتمكن قريباً من الانتهاء من تشييد منارات علمية في أرجاء الوطن كافة، فكل الشكر والتقدير لكل مؤسسات المجتمع ورجال الأعمال الذين قدموا دعماً سخيّاً لتشييدها".
وقال رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو: "تحتفل اليوم جامعة القدس المفتوحة، جامعة الوطن الفلسطيني، بتخريج كوكبة جديدة من خريجيها في فوجها الـ (22)، الذي آثرت أن تطلق عليه اسم "فوج الإرادة والصمود"، انسجاماً مع الحالة الوطنية العامة المتمثلة بالصمود أمام ما يسمى بصفقة القرن والتحديات التي تواجهها قيادتنا وشعبنا الفلسطيني، وهو ما يجسد الدور الوطني لجامعة القدس المفتوحة الممتدة جغرافياً في ربوع الوطن كافة، من رفح جنوباً حتى جنين شمالاً".
وأضاف: "في حفل اليوم نكرم (158) خريجاً وخريجة من أوائل التخصصات على مستوى الجامعة من درجة البكالوريوس، إضافة إلى تخريج الفوج الثاني من طلبة الماجستير في برنامجي الإرشاد النفسي والتربوي، واللغة العربية وآدابها، البالغ عددهم نحو (40) خريجاً وخريجة، وكذلك الخريجون الأوائل من برنامج تعليم الأسرى داخل السجون الإسرائيلية".
وأكد عمرو وقوف الجامعة، رئاسة وعاملين وطلبة، بكوادرها وطواقمها الأكاديمية والإدارية كافة، خلف القيادة الفلسطينية وعلى رأسها سيادة الأخ الرئيس محمود عباس "أبو مازن" في معركته ودفاعه عن حقوق شعبنا الفلسطيني، مثمنين الجهد الكبير الذي يبذله في نقل معاناة شعبنا الفلسطيني أمام العالم بشتى الطرق، وعلى رأسها الحرب الدبلوماسية التي يخوضها لإفشال ما يسمى بـ "صفقة القرن"، فالقدس كانت وما زالت وستبقى العاصمة الأبدية لدولتنا الفلسطينية، بإرثها وتراثها الديني، والثقافي، والحضاري، والإنساني، والسياسي، وهي مفتاح صمود ونضال وعِزة شعبنا الذي سيواصل التحدي والصمود لنيل حقوقه وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وقال: "لقد نجحت فلسفة الجامعة في تكريس ثقافة تعليمية متميزة أثبتت فاعليتها وطنياً وعربياً ودولياً، فواكبت التطور العلمي، وعززت الانفتاح في التعليم والتعلم، وانتهجت التعليم المدمج الذي يدمج ما بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني، فأصبح بذلك أحدث الأساليب العصرية الذي تبنته أرقى الجامعات العالمية".
من جانبه، قال رئيس مجلس طلبة جامعة القدس المفتوحة القطري، زياد الواوي، إن الاحتفال هذا العام يأتي تحت عنوان الإرادة والصمود، وفي ظل هذه الظروف التي يعيشها شعبنا وما يحاك ضد قضيتنا الوطنية من مؤامرات وآخرها صفقة القرن يستدعي من الكل الفلسطيني الوقوف سداً منيعاً لمواجهة التحديات الجسام، داعياً إلى رص الصفوف والوحدة والالتفاف حول القيادة الشرعية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن.
وأضاف الواوي: "إن مئة ألف خريج ونيفاً من جامعة منظمة التحرير "القدس المفتوحة" هو محط فخر واعتزاز، فنحن لا نملك النفط والذهب بل نملك الكادر البشري، ننميه ونطوره ليحمل سلاح العلم وراية الحق أمام جبروت الاحتلال وفي وجه عالم فقد كل القيم الإنسانية".
وأكد الواوي أن "تعاظم دور جامعة القدس المفتوحة ولحمتها الداخلية والتفاف المجتمع حولها هو دليل ثابت على مكانتها العظيمة التي تكسرت على صخرتها الكثير من المؤامرات الهادفة إلى تجهيل أبناء شعبنا".
من جانبها، قالت الطالبة الخريجة دعاء محمد مصباح، في كلمة الطلبة الأوائل: "لقد وصلنا إلى منصة التتويج بفضل جهود مضنية لم تعرف الكسل، وها نحن اليوم نحقق ما رسمنا من طموحات ونسعدُ الوطنَ بما حصدنا من إنجازات. وها نحن، خريجي الفوجِ الثاني والعشرين (فوج الإرادة والصمود)، في هذا الصرح العلمي الشامخ جامعة القدس المفتوحة-نقفُ بين أيديكم يختلط نجاحنا بدموع أمّ عجنت الحياة بماء روحها لترى هذا اليوم، وبشموخ أبٍ أفنى عمره من أجل هذه اللحظات".
وتخلل الاحتفال تكريم المؤسسات الداعمة للجامعة وهي: مجلس الوزراء الفلسطيني من خلال وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومجموعة الاتصالات الفلسطينية، ومؤسسة التعاون، واللجنة القطرية الدائمة لدعم القدس، والمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار"، والجمعية الخيرية المتحدة للأراضي المقدسة، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي/ دولة الكويت.
وفي ختام الحفل تم تكريم الخريجين المميزين المتفوقين في مختلف التخصصات في فروع الجامعة