الاحتفاء بأرشفة 70 ألف وثيقة فلسطينية

المتحف الفلسطيني

 أعلن المتحف الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، عن انتهائه من أرشفة 70 ألف وثيقة، ضمن مشروعه "أرشيف المتحف الفلسطيني الرقمي"، واستعداده لإطلاق المنصة الرقمية للمشروع حتى منتصف آب القادم، وذلك خلال مؤتمر صحفي في المتحف الفلسطيني في بلدة بيرزيت شمال مدينة رام الله .

 ويشكل هذا المشــروع أحــد أهــم المنصــات الرقميــة للمتحــف الفلســطيني، حيــث يعمــل المتحــف عــلى بنــاء أرشــيف رقمــي مفتــوح أمــام الجمهــور، وقابــل للتحديــث باســتمرار، ويضــم مجموعــات: صــور فوتوغرافيــة، وأرشــيفات ورقيــة مختلفــة، ووثائــق تاريخيــة، وكتــب، وأفــلام، وتســجيلات صوتيــة، ومــواد أخــرى مهــددة بالضيــاع أو التلــف أو المصــادرة. توثق تاريخ المجتمع الفلسطيني منذ بدايات القرن التاسع عشر وحتى عام 2005.

ويهدف مشروع الأرشيف الرقمي إلى حماية الموروث التاريخي الفلسطيني المعرض للخطر والمحافظة عليه، واعتماد التوثيق الرقمي كأداة لمواجهة أية مخاطر أو تهديدات قد تتعرض لها الوثائق أو القطع المختلفة، إضافة إلى حفظ الذاكرة الجمعية وتوثيقها ونشرها، وتطوير مرجع لتاريخ فلسطين السياسي والاجتماعي والثقافي، كما يهدف إلى توفير مرجع معرفي للباحثين والمهتمين والفنانين وغيرهم، ليكون نواة لأبحاث أو مشاريع فنية، وتعزيز الوعي العام بأهمية موروثنا البصري والفوتوغرافي والمكتوب، وخاصة لدى الأجيال الجديدة.

ونجح المتحف حتى الآن بحفظ وأرشفة 70 ألف وثيقة من 138 مجموعة، تنقسم لمجموعات شخصية لأفراد وعائلات فلسطينية، ومجموعات لمؤسسات، إضافة إلى مجموعات لمتخصصين من باحثين ومصورين. ومن أبزر مجموعات المؤسسات: جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وفرقة الفنون الشعبية الفلسطينية، وبلدية طولكرم، والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، والمشروع الإنشائي العربي، ودار الأيتام الإسلامية في القدس ، وسرية رام الله، ومسرح وسينماتك القصبة، ومؤسسة دار الطفل العربي. أما أبرز المجموعات الفردية فتعود لـ: يوسف القطب، وسمعان داوود، وراجح السلفيتي، وإيميل عشراوي، وعارف العارف، وبيان نويهض الحوت، وعلي قزق، ونهاية محمد، وماهرة الدجاني.

 ويضم الأرشيف الرقمي مجموعات مميزة ينفرد المتحف الفلسطيني بأرشفتها، مثل أرشيف المصور سمعان السحار من مجموعة الباحث جورج الأعمى، الذي يعد واحدًا من أبرز المصورين ما قبل النكبة وبعدها، حيث عمل في القدس في حقبة الانتداب، وانتقل إلى بيت لحم بعد النكبة.

 وتركز المجموعات التي يضمها الأرشيف على قطاعات الفن والثقافة، والصحافة والإعلام والتصوير الوثائقي، والقانون، والأرض، والاقتصاد، والتاريخ الاجتماعي، والتعليم، والمرأة، والعمل، والعمل السياسي.

كما يغطي المشروع كافة مناطق فلسطين التاريخ، إضافة للأردن ولبنان، ويطمح المتحف في الوصول إلى أرشيفات الفلسطينيين في مراكز تجمعهم حول العالم مثل أمريكا اللاتينية.

 وحول المشروع قالت مدير عام المتحف الفلسطيني، عادلة العايدي: "يعد هذا المشروع علامة فارقة في رحلة عمل المتحف الفلسطيني، فمن خلاله نشارك محطات هامة ومنسية من حياة الفلسطينيين وتاريخهم الاجتماعي والثقافي والسياسي مع كل العالم، ويلبي هذا المشروع طموح المتحف الفلسطيني في تعزيز الرواية الفلسطينية، ليكون تاريخنا الشخصي والجمعي عابرًا للحدود، ورفد الأجيال بمراجع معرفية هامة عن تاريخ فلسطين".

ودعا القائمون على المتحف، المواطنين في فلسطين وكافة أبناء شعبنا في الأردن ولبنان للتواصل معه لتكون أرشيفاتهم جزءا من المشروع، شاكرين المؤسسات والأفراد الذين كانوا جزءًا من هذا المشروع الوطني والإنساني.

يُذكر أن مشروع "أرشيف المتحف الفلسطيني الرقمي" يُنفذ بمنحة من صندوق أركيديا،  في بريطانيا وهو صندوق خيري يهدف إلى حفظ التراث الثقافي المهدد حول العالم.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد